سامحني يا أبي
ونحن على أعتاب طي صفحة عام 2014 بما عشناه فيها من حرب أتت على كل ما ينبض فينا من روح واقبال على الحياة .. وكادت تقضي على روح الأمل التي كنا نحرص عليها بأهداب العيون في عصر سمته الرئيسية البؤس والشقاء .. لقد كان صيف فلسطين وغزة تحديدا مغايراً تماما لأي صيفٍ مر على الشعب الفلسطيني عبر نكباته المتلاحقة .. فالموت وحده الذي حلّق فوق غزة ولم يبرحها و كاد ان يصيب كل من فيها ..هو من جعلني أن أفكر مرات عديدة وغيري كثر في جدوى الحياة على هذه الارض.. سامحني يا أبي فالبلاد لم تعد كما كانت وغزة التي عشقتها فتى صغيرا حتى اخر نفس في حياتك ليست غزة التي عرفتها .. فما زرعته في نفسي و اخوتي من أن على هذه الارض ما يستحق الحياة كان وهما ..انقلبت الصورة بل اختفت تماما فغزة التي أقبلت عليها عام 1948 لاجئا فكانت لك وللكثير غيرك الملجأ والمكان الآمن والجزء المتبقي من الوطن الذي حققت فيه كل طموحاتك وأمنياتك - رغم أنف الاحتلال - .. غزة التي احتضنتكم وحافظت عليكم فتشبثتم بها ولم ترحلوا عنها بالرغم من كل الحروب والمؤامرات التي حيكت من أجل طردكم منها .. قاومتم واستبسلتم في الدفاع عن وجودكم فيها لانها جزء أصيل من فلسطين .. يومها يا ابي لم تكونوا قطع شطرنج يحرككم السادة بل كنتم رجالاً أحراراً قاومتم بصدوركم العارية في خمسينيات القرن الماضي ولم تخضعوا لجبروت القريب والبعيد .. وصمدتم وثابرتم ولم تنكسر شوكتكم بل زدتم يقينا وايمانا بأن هذه الارض تستحق ان نفتديها بالروح والدم .. سامحني يا أبي لقد تغير الحال وأصبحنا اليوم نباع في سوق النخاسة العالمية لمن يدفع أكثر .. أصبحنا في سنوات قليلة - سقط متاع - لا قيمة لنا ..نحن اليوم مجرد أرقام إما اموات او جرحى أو مرضى أو رقم على تذكرة كابونة .. لم يعد باليد حيلة ولم تعد كرامة الانسان الا خارج وطنه هذا ما يريده السادة العبيد ..
سامحني يا أبي لأني لم أسمع منك على مر سنين طويلة لطالما كنت تقول وتؤكد فيها أن كل الناس سواسية وبأن الله للجميع وان كانت طرق الوصول اليه متعددة والله ليس حكرا لأحد دون أحد..سامحني يا ابي فقد أدركت متـأخرة أن الله لم يخلق الناس ليظلمهم, بل ليعبدوه كما هي مشيئته ..
النضال ضاع منه حرف النون! والوطنية طبخة مشعوطة فاحت رائحتها...
ونحن على أعتاب طي صفحة عام 2014 بما عشناه فيها من حرب أتت على كل ما ينبض فينا من روح واقبال على الحياة .. وكادت تقضي على روح الأمل التي كنا نحرص عليها بأهداب العيون في عصر سمته الرئيسية البؤس والشقاء .. لقد كان صيف فلسطين وغزة تحديدا مغايراً تماما لأي صيفٍ مر على الشعب الفلسطيني عبر نكباته المتلاحقة .. فالموت وحده الذي حلّق فوق غزة ولم يبرحها و كاد ان يصيب كل من فيها ..هو من جعلني أن أفكر مرات عديدة وغيري كثر في جدوى الحياة على هذه الارض.. سامحني يا أبي فالبلاد لم تعد كما كانت وغزة التي عشقتها فتى صغيرا حتى اخر نفس في حياتك ليست غزة التي عرفتها .. فما زرعته في نفسي و اخوتي من أن على هذه الارض ما يستحق الحياة كان وهما ..انقلبت الصورة بل اختفت تماما فغزة التي أقبلت عليها عام 1948 لاجئا فكانت لك وللكثير غيرك الملجأ والمكان الآمن والجزء المتبقي من الوطن الذي حققت فيه كل طموحاتك وأمنياتك - رغم أنف الاحتلال - .. غزة التي احتضنتكم وحافظت عليكم فتشبثتم بها ولم ترحلوا عنها بالرغم من كل الحروب والمؤامرات التي حيكت من أجل طردكم منها .. قاومتم واستبسلتم في الدفاع عن وجودكم فيها لانها جزء أصيل من فلسطين .. يومها يا ابي لم تكونوا قطع شطرنج يحرككم السادة بل كنتم رجالاً أحراراً قاومتم بصدوركم العارية في خمسينيات القرن الماضي ولم تخضعوا لجبروت القريب والبعيد .. وصمدتم وثابرتم ولم تنكسر شوكتكم بل زدتم يقينا وايمانا بأن هذه الارض تستحق ان نفتديها بالروح والدم .. سامحني يا أبي لقد تغير الحال وأصبحنا اليوم نباع في سوق النخاسة العالمية لمن يدفع أكثر .. أصبحنا في سنوات قليلة - سقط متاع - لا قيمة لنا ..نحن اليوم مجرد أرقام إما اموات او جرحى أو مرضى أو رقم على تذكرة كابونة .. لم يعد باليد حيلة ولم تعد كرامة الانسان الا خارج وطنه هذا ما يريده السادة العبيد ..
سامحني يا أبي لأني لم أسمع منك على مر سنين طويلة لطالما كنت تقول وتؤكد فيها أن كل الناس سواسية وبأن الله للجميع وان كانت طرق الوصول اليه متعددة والله ليس حكرا لأحد دون أحد..سامحني يا ابي فقد أدركت متـأخرة أن الله لم يخلق الناس ليظلمهم, بل ليعبدوه كما هي مشيئته ..
النضال ضاع منه حرف النون! والوطنية طبخة مشعوطة فاحت رائحتها...