الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تقسيم سوريا والدويلات الثلاث بقلم:محمود كامل الفقيه

تاريخ النشر : 2014-12-25
تقسيم سوريا والدويلات الثلاث بقلم:محمود كامل الفقيه
تقسيم سوريا والدويلات الثلاث

محمود كامل الفقيه*

ما إن بدأت الأزمة في سوريا، ورفع المعارضون علمهم الخاص حتى راحت التحليلات والاقوال تشرح خلفيات رفع هذا العلم بألوانه الاخضر والاسود ونجومه الحمراء الثلاث.

لم تستفز النجوم الحمراء واشنطن والغرب كما استفزتهم النجوم الخضر الثلاث على العلم العراقي. في العلم العراقي كانت النجوم تعني الوحدة بين مصر وسورياوالعراق، وقد آثر مستلمو الحكم بعد الغزو على تغيير علم العراق وأزالوا النجوم
الخضر مدّعين بأنها ترمز لحكم صدام حسين بينما أبقوا على كلمة "الله أكبر"التي خطها صدام حسين بيده وإن عدلوها اليوم لتكون بالخط الكوفي.

أما في علم المعارضين السوريين وهو العلم الذي تبناه "الجيش الحر" فإنّ النجوم الحمر لا تعني بالمطلق دولة السنة ودولة العلويين ودولة للكرد. بل إنّ الكرد على مدى عقود كانوا خارج حسابات واشنطن والدول الأوروبية. لطالما تعامل الغرب
مع الكرد كصندوق بريد يرسلون عبرهم الرسائل الى السلطات ولا ضير اذا ما تمّت التضحية بهذا الصندوق ككبش فداء اذا ما أبرمت الصفقات. هذا الأمر بدا جلياً حين اعلنت دولة مهاباد الكرد في اربعينيات القرن الماضي والتي لم تكتب لها الحياة سوى عام واحد.

لا مصلحة لدول الناتو اليوم أن تقوم دولة على اساس عرقي إثني. إذ إنّ دولة اثنية من شأنها أن تهدد كيان دول حليفة ومن شأنها أن تنهي أزمة تستفيد من وجودها ومن تحريكها بين الحين والآخر. إلا أنّ مصلحة المتآمرين اليوم هي قيام كيانات طائفية على ضفاف الكيان الصهيوني. لذا وبإيعاز من الخارج رفع المعارضون عن جهل ودراية علم سوريا تحت ظل الانتداب، يومها كان المراد أن تقسم سوريا الى اقاليم ثلاثة: اقليم درزي يمتد من جبل العرب حتى جبل الشيخ وهو حلم ظل قائمًا
حتى خلال الحرب الاهلية اللبنانية، ولعله ما زال يدغدغ حلم بعض الزعامات الدرزية.

أما النجمة الحمراء الثانية فهي دولة العلويين التي تشمل الساحل السوري وتصل الى لواء الاسكندرون السوري، كما أنّ هذه الدولة صالحة للتمدد الى الداخل التركي لتشمل مناطق كردية ذات الغالبية العلوية. وإنّ دولة كدولة العلويين ستكون شوكة في حلم دولة كردستان الكبرى.

أما دولة الشمال والوسط السوري لن تكون سوى دولة السنّة يتقاسم نفوذها العرب والسنة والكرد السنّة بأغلبهم. هذه الدولة تمتد الى الانبار العراقية وتنفصل عن الجنوب والوسط العراقي. وبالتالي فإنّ دولة السنّة ستكون مقدمة لتفكك العراق بين دولة شيعية وسنية وكردية، كما أنّ دولة العلويين ستفكك تركيا بين
ارمينيا واليونان ليبقى جزء يعيش فيه الأتراك السنة.

هي تفاصيل تختلط أوراقها كاختلاط المصالح. لا يمكن ان تتحدث عن دولة علوية دون دمج الكرد العلويين الاتراك فيها كما لا يمكنك التحدث عن دولة السنة دون سنة العراق ودون دولة تركية سنية. ولا تستطيع التحدث عن تفكك سوريا دون اعادة المغتصبات لليونان وارمينيا واعادة الاسكندرون الى امه. كل هذه التقسيمات أو الحديث عنها أو إثارتها في الاعلام هو لتبرير يهودية الكيان الصهيوني الذي يريد أن يوحي للعالم بأنّ وجوده مبرر مع وجود أو احتمال وجود دويلات طائفية
على ضفافه.

هي متاهة تختلط فيها التطلعات والاحلام بالتوقعات والتنجيم حتى. لكل فئة الحق بتقرير المصير دون يكون ذلك مصيراً مجهولًا، تمامًا كالتجربة البريطانية مع سكوتلاندا بكامل تفاصيلها، فكما الانفصال حق وخيار فالاندماج حق وخيار أيضًا
وهو خيار مارسه كافة من عاش على الارض السورية.

وكل ذلك يبرهن لنا بأنّ هذه النجوم الحمراء الثلاث لن ترى سماءً فوقها كما لن ترى أرضاً تحتها، لتبقى هذه الدويلات الثلاث مجرد أحلام ليس إلا.

كاتب ومحلل سياسي لبناني*
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف