الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لنطلق الصواريخ بقلم بلال خير الدين

تاريخ النشر : 2014-12-25
لنطلق الصواريخ بقلم بلال خير الدين
لنطلق الصواريخ ...
بقلم / بلال خير الدين .
كثيرة هي المشكلات التي تعزز من شعورنا باليأس اما الواقع الراهن في فلسطين وكافة الدول العربية التي اسموها بالعالم الثالث ، وكثيرة هي الهواجس التي تطارح تفكيرنا في كل حين اختلينا به بأنفسنا ، بدئاً من الماضي وصولا للمستقبل المضمحل الملامح ، والآبه لايضاح افكاره واستعراضها امامنا لتحديد نقاط الضعف والقوة لينطلق العمل نحو معالجة ما كُسر ويحتاج جَبرُه ، وما يجب ان نتمسك به وصولاً لطموحاتنا واحلامنا في زهرة العمر الشابة وان شاخت كهولنا .
قد يكون التامل للحظات في السرد الحياتي المرتبط بالماضي والحاضر والمستقبل أولى خطوات التفكير الايجابي ، فعادة ما يستطيع الانسان تحديد احتياجاته بعد تأمل الحالة الراهنة ، والقيام بالعصف الذهني بحثاً عن الحلول المنطقية التي تحول بينه والفشل في بعض اللحظات ، لكن كثيراً من الاحتياجات التي تتوصل لها تجعلك اكثر يأسا وازدراء من التفكير بها ، وكأنك العاجز الوحيد في هذه الحياة والذي يفكر بالطريقة الافلاطونية مستنداً إلى بعض مشاعرك الحسية كبشراً يؤثر ويتأثر في البيئة المحيطة من حوله .
فمثلا لو تأملنا حال التخبط السياسي المتنفذ في مستقبل الشعوب العربية بأكملها نعجز عن التعبير وتحديد الاحتياجات العلمية للخروج من المأزق الكبير الذي يضمن لنا البقاء بسلام ، وأن نتحدث عن التنمية المستدامة على سبيل المثال نصبح اكثر عجزاً امام كل هذه التفرقة السائرة في كل البلدان ، ولعل الراهن الفلسطيني اكثر المشكلات التي تجعلنا نستبق التفكير في الحكم بالفشل على اي محاولة لاستيضاح مستقبل افضل مرسوم وفق معايير انسانية تفي بالغرض البشري وتحديد احتياجات الانسان من حقوق يمنع المساس بها .
تقول الكاتبة غصون رحال "ان حقوق الانسان هي الدين الحديث للبشرية ، فما عادت اخلاق الشعوب تقاس بمستوى التزامها بالشعائر الدينية وطقوس التقرب من الله ، وقد انحرف هذا المقاس عن مساره منذ ان استغلت الكنيسة المسيحية سلطتها الدينية للتدخل بكل ما هو مدني،سياسي ، اقتصادي في العصور الوسطى " .
لعلنا لا نتفق قليلا ما أن اخذتنا العزة والحمية على ديننا السمح ، وكتابنا المقدس الذي لا يغادر كبيرة ولا صغيرة الا وافتاها ونص على  تشريعات التعامل الانساني قبل وجود الاطياف المتحاملة اليوم على بعضها في الاختلاف الدائم والعميق بهذا الكتاب او ذاك ، او هذا الحديث او ذاك ، لكن التاريخ الذي يعيد نفسه بين لنا كيفية ابتكار منظومة كاملة سماها الفلاسفة حقوق الانسان للتحرر من عبودية الكنيسة التي قسمت ظهر العلم آنها ، وتحكمت في الاقتصاد لصالحها ، وضربت بالجهالة في شتى مناحي التفكير ليصبح عجزي ، وهذا ما نمر به الآن ، وحتى في ظل استعمال منظومة حقوق الانسان لكن دون احترام ادنى سلوكياتها ، فمن لا يحترم دينه ويشكل منه احتدام كبير للاخرين لتغليب مصالحه ، كيف سيرتقي لمحاكاة مجموعة قوانين قد تغاير متطلباته الحياتية لضمان البقاء في مركز القوة لا الضعف .
الا ان طريقة التفكير في العصور الوسطى يبدو انها تبددت وذهبت ادراج الرياح ، وهذا ما تثبته الحيوية التأملية في المثقفين الفلسطينين والعرب على وجه العموم ، فاذا سلم قادة تشكيل الرأي في قاعدة (عاش القائد) بحثاً عن التبريرات الكثيرة هنا وهناك على صفاحتهم ، دك الجهل عواصم القوة في مركز التأثير في الموطن الكبير ، ونخر سوس المصالح هيكل الدولة او حلم الدولة ، وبددت الاطماع المستفحلة اطماح الجياع لحرية الفكر والجسد .
في محاولة للتعمق بالنظرة التأملية للعشر اعوام الاخيرة وللقضية الفلسطينية على وجه التحديد انعكس لي صورة العشوائية الدائمة التي تسير بها القرارت الوقتية ، وهذا يعكس مشهد التخبط الاستراتيجي ، الذي يدلل عن استحالة بناء الهيكل الكبير لكينونة الحلم في وقت بسيط نعدوا به متناسين الماضي وبناء الحاضر المؤهل للمستقبل العتيد ، بل يصبح الحلم معجزة فقيرة الامل امام تراهات التعامل التنفيذي من كل المؤسسات في الدولة الفلسطينية إبتداءً من السلطة مرورا بمؤسسات المجتمع المدني وصولا لمصالح المواطن .
هناك غرق كبير في المسميات التي نختلف عليها ، واهمال واضح في المضمون الذي تجمعنا به قواسم مشتركة ، وهذا ما استفز الهام د.غازي حمد ، وجعله يكتب المقال الموسوم بـ  الان فهمت... لماذا/وكيف أضاع الفلسطينيون فلسطين !! ، و المنذر باليأس من الرجل الاكثر املا في الوصول نحو مجتمع نتعايش به على بند الشراكة وفق قواسم جوهرية في القضية الفلسطينية التي تتجمع خلفها كل الرايات الخفاقة بكل الوانها ، واستفزتني خاتمة المقال التي اعتذر بها الكاتب عن تأخر فهمه ، ما دفعني للبحث حول اخر ما توصل اليه العلم الغربي لاصطدم بمعلومة مخيفة بحجم المعجزة .
حيث تشير بعض الدراسات الى ان العام 2007 كان نقطة بداية جديدة في التركيبة الاقتصادية للعالم حيث بدأت الولايات المتحدة الامريكية في تصنيع (غاز الشال) و(النفط الصخري) و يقول تقرير الشال الأسبوعي إنه بحلول عام 2025 ، ستهدد مصادر النفط الصخري عرش الدول العربية المصدرة للنفط ، وقد بلغ حجم الاحتياطيات الأمريكية من النفط الصخري" تريليوني" برميل ، وهو ما يفوق جميع احتياطيات العالم من النفط الخام ، ومن ثم ستصبح الولايات المتحدة مصدرا صافيا للطاقة بكل أنواعها .
ومن هنا يتضح امامي المشهد المقيت مرة اخرى ، العشوائية في التعامل ، والهيام في المصطلحات وتعزيز المكروه منها والهروب من المضمون والمحتوى المشترك اصلا وفق السبب الرئيسي لانتاج الفصائل الفلسطينية ، وهو التحرير الوطني ، ثمانية اعوام من عشرة امضيناها في اطلاق المصطلحات على الحدث الافشل في القضية الفلسطينية ، نجمله تارة ، ونهينه اخرى ، والعالم يخلق كل يوم ابتكارات جديدة تنهار امامها مطامح الباحثين عن الكره والحقد والضغينة ، وان كان لا بد لي ان اكره  فايهما اولى لي انا المسلم ان اكره  ، عاجز لا يختلق الا عجز اكبر ، ام عالماً ينتج في كل يوم جديد ينفع به البشرية وان كان ذلك محاباة لاطماعه في السيطرة على العالم .
لقد آن الاوان لان تنتفض عقولنا من التسليم للواقع ، وتبادل الاتهامات واكالة التراشقات ، والخوف من المحاذير القادمة على استحياء استعراضها والاستخفاف بآثارها ، وجاء الوقت الذي نستفيق به بجل غضبنا على الضياع والترهل المستمر في تشكيل واقعنا للاسوأ ، واطلاق صواريخنا نحو تشكيل الوعي الفكري الذي سنورثه للاجيال القادمة بعدنا ، علنا نكون قدمنا لبنة اولى يصلح فيها المجتمع ، وتصبح الحقوق والواجبات علاقتان تحكمهما القوانين ، ونكون صححنا مسار ارتكازي في قيام دولة فلسطينية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف