من دفاتر اليرموك (228)
بقلم علي بدوان
اليرموك وشهداء الإغتيالات
خلال الفترات الأخيرة، نَشُطَ أصحاب اللثام الأسود الحاقد في أعمال الإغتيالات في مخيم اليرموك، وهي الإغتيالات التي طالت كوادر من مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، ومن الناشطين في مجال العمل الإنساني والإجتماعي من المستقلين، ومن أجل بلسمة جراح اليرموك واهله ومواطنيه من سوريين وفلسطينيين أبناء الشعب الواحد، ومن العاملين على مساعدة الناس على تلمس دروب الحياة الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني والسوري داخل مخيم اليرموك وخارج اليرموك في ظل المحنة المستمرة منذ أكثر من عامين، تلك المحنة التي فاقت بتفعيلاتها وتداعياتها نكبة وتغريبة العام 1948 وأهوالها.
نَشط خفافيش الظلام، مُعتقدين بأنهم سيدفعوا بفلسطينيي سوريا نحو نسيان قضية العودة والتفكير بالهجرة الجماعية لأصقاع المعمورة. فكان ماتعرض له الوجود الفلسطيني على أرض الوطن الشامي الكبير من خلال مأساة مخيم اليرموك، ومخيم درعا، ومخيم حندرات، ومخيم السبينة، ومخيم الحسينية ... ونسوا في الوقت نفسه أن الشام وطنهم الثاني، وطنهم السوري الكبير، حيث فلسطين إقليمه الجنوبي.
لم يسبق أن تعرض اليرموك لمحنة شبيه، محنة الإغتيالات الغادرة، ولم يكن للحاقدين من خفافيش الظلام أي مجال للعمل الخسيس في مخيم اليرموك طوال تاريخه، حيث لم يُسجل في تاريخ مخيم اليرموك سوى عملية إغتيال واحدة وقعت عام 1994 حين إغتالت مجموعة (فتح/المجلس الثوري) برئاسة صبري البنا (أبو نضال) الشهيد الدكتور محمد عابد الخطيب في عيادته في المخيم.
لقد وَدَعَ مخيم اليرموك عدداً من شهداءه، من ابناءه الميامين الذين سقطوا غيلة وغدراً بأيدٍ خسيسة وجبانه، مُتخمة بالنذاله، لاضمير لديها، وكان أخرهم الشهيد والصديق الأخ محمد قاسم طيراوية (أبو أحمد) شقيق الشهيدين سعيد قسام طيراوية، وعلي قاسم طيراوية، وعضو لجنة إقليم حركة فتح في سوريا، وأحد المفاوضين الأساسين في مبادرات تحيد مخيم اليرموك، والذي اغتيل مساء يوم الثلاثاء الواقع في الثالث والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2014 قرب منزله في شارع الـ (15) (شارع أم الزينات) في مخيم اليرموك.
سبق إغتيال الشهيد محمد طيراوية إغتيال الشهيد محمد عريشة (أبو العبد) من حركة الجهاد الإسلامي، والشهيد علي الحجي، والشهيد أبو العبد زيدان، وإستشهاد جعفر محمد، وخليل زيدان، ويوسف خطاب (أبو خطاب)، و عبد الكريم الشهابي .... وغيرهم من شباب مختلف القوى والفصائل ومن المستقلين ومن عامة الناس...
لقد كان في وجدان وفؤاد كل هؤلاء الشهداء، ومعهم شهداء فلسطين في محنة اليرموك ومحنة سوريا بشكلٍ عام، أن ينالوا الشهادة عل أرض فلسطين، في الجليل حيث تقع قراهم ومدنهم، قرية أبو أحمد طيراوية (الضاهرية قضاء صفد)، وقرية أبو العبد عريشة (فرعم قضاء صفد)، ومدينة علي الحجي (صفد)، وقرية أبو العبد وخليل زيدان (غور فلسطين التابع لقضاء صفد)، وجعفر محمد في نمرين قضاء طبريا، وأبو خطاب في (عين الزيتون قضاء صفد) وعبد الكريم الشهابي في (لوبية قضاء طبريا) ... وغيرهم ...
كُتِبت علينا المحنة، وكُتِبَ علينا الصبر، فالصبر وإن طال فإن بواعثه ستطل على شعبنا لنسدل الستار على تلك المحن التي مازلنا نعيش فصولها.
بقلم علي بدوان
اليرموك وشهداء الإغتيالات
خلال الفترات الأخيرة، نَشُطَ أصحاب اللثام الأسود الحاقد في أعمال الإغتيالات في مخيم اليرموك، وهي الإغتيالات التي طالت كوادر من مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، ومن الناشطين في مجال العمل الإنساني والإجتماعي من المستقلين، ومن أجل بلسمة جراح اليرموك واهله ومواطنيه من سوريين وفلسطينيين أبناء الشعب الواحد، ومن العاملين على مساعدة الناس على تلمس دروب الحياة الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني والسوري داخل مخيم اليرموك وخارج اليرموك في ظل المحنة المستمرة منذ أكثر من عامين، تلك المحنة التي فاقت بتفعيلاتها وتداعياتها نكبة وتغريبة العام 1948 وأهوالها.
نَشط خفافيش الظلام، مُعتقدين بأنهم سيدفعوا بفلسطينيي سوريا نحو نسيان قضية العودة والتفكير بالهجرة الجماعية لأصقاع المعمورة. فكان ماتعرض له الوجود الفلسطيني على أرض الوطن الشامي الكبير من خلال مأساة مخيم اليرموك، ومخيم درعا، ومخيم حندرات، ومخيم السبينة، ومخيم الحسينية ... ونسوا في الوقت نفسه أن الشام وطنهم الثاني، وطنهم السوري الكبير، حيث فلسطين إقليمه الجنوبي.
لم يسبق أن تعرض اليرموك لمحنة شبيه، محنة الإغتيالات الغادرة، ولم يكن للحاقدين من خفافيش الظلام أي مجال للعمل الخسيس في مخيم اليرموك طوال تاريخه، حيث لم يُسجل في تاريخ مخيم اليرموك سوى عملية إغتيال واحدة وقعت عام 1994 حين إغتالت مجموعة (فتح/المجلس الثوري) برئاسة صبري البنا (أبو نضال) الشهيد الدكتور محمد عابد الخطيب في عيادته في المخيم.
لقد وَدَعَ مخيم اليرموك عدداً من شهداءه، من ابناءه الميامين الذين سقطوا غيلة وغدراً بأيدٍ خسيسة وجبانه، مُتخمة بالنذاله، لاضمير لديها، وكان أخرهم الشهيد والصديق الأخ محمد قاسم طيراوية (أبو أحمد) شقيق الشهيدين سعيد قسام طيراوية، وعلي قاسم طيراوية، وعضو لجنة إقليم حركة فتح في سوريا، وأحد المفاوضين الأساسين في مبادرات تحيد مخيم اليرموك، والذي اغتيل مساء يوم الثلاثاء الواقع في الثالث والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2014 قرب منزله في شارع الـ (15) (شارع أم الزينات) في مخيم اليرموك.
سبق إغتيال الشهيد محمد طيراوية إغتيال الشهيد محمد عريشة (أبو العبد) من حركة الجهاد الإسلامي، والشهيد علي الحجي، والشهيد أبو العبد زيدان، وإستشهاد جعفر محمد، وخليل زيدان، ويوسف خطاب (أبو خطاب)، و عبد الكريم الشهابي .... وغيرهم من شباب مختلف القوى والفصائل ومن المستقلين ومن عامة الناس...
لقد كان في وجدان وفؤاد كل هؤلاء الشهداء، ومعهم شهداء فلسطين في محنة اليرموك ومحنة سوريا بشكلٍ عام، أن ينالوا الشهادة عل أرض فلسطين، في الجليل حيث تقع قراهم ومدنهم، قرية أبو أحمد طيراوية (الضاهرية قضاء صفد)، وقرية أبو العبد عريشة (فرعم قضاء صفد)، ومدينة علي الحجي (صفد)، وقرية أبو العبد وخليل زيدان (غور فلسطين التابع لقضاء صفد)، وجعفر محمد في نمرين قضاء طبريا، وأبو خطاب في (عين الزيتون قضاء صفد) وعبد الكريم الشهابي في (لوبية قضاء طبريا) ... وغيرهم ...
كُتِبت علينا المحنة، وكُتِبَ علينا الصبر، فالصبر وإن طال فإن بواعثه ستطل على شعبنا لنسدل الستار على تلك المحن التي مازلنا نعيش فصولها.