الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أيها الإسلاميون ..عجيب أمركم بقلم:م.معاذ فراج

تاريخ النشر : 2014-12-24
أيها الإسلاميون ..عجيب أمركم بقلم:م.معاذ فراج
أيها الإسلاميون ... عجيب أمركم
ما أعجب أمركم أيها الإسلاميون وما أغربه ... إن اختارتكم الشعوب في انتخاباتها نعتّموها بالعقلانية وسعة الأفق ، وإن أدارت لكم ظهورها فاختارت غيركم بمحض إرادتها وصفتموها بالدهماء الغوغائية الخانعة المستعبدة !! ونسيتم بأن عواركم الإداري ، وحوَلكم السياسي الفاضح لهو السبب الأوحد لتخلي الشعوب عن اختياركم كقادة لها ، وليس أدل على ذلك إلا انتخابات تونس التي كانت أبلج مثال على ما نقول ونذكر ...
لا زالت القوى الإسلامية العربية تشكك في انتخابات تونس وغيرها ، وما فتئت تصف ديمقراطيتها الحاصلة منذ أيام بالمهزلة السخيفة المفبركة ، في حين أن المرزوقي ذاته بسعة أفقه وعظيم عقله وجميل خلقه بارك فوز السبسي مباشرة بعد إعلان هزيمته ، ودعا أنصاره البارحة للكف عن التحريض والبغضاء ، والقبول بالهزيمة بصمت ، والتسليم بالواقع المرير الذي لم يكن سوى ثمرة لتقصير الإسلاميين في إثبات جدارتهم بالحكم أمام شعوبهم ، والأجمل من ذلك كله والأجدر بالتأمل أن المرزوقي دعا أنصاره للتجهز للمرحلة القادمة ، والانخراط في تعديل المسار عوضا عن الخوض في المهاترات التي لا طائل منها سوى حرف مسار الشعوب عن إرادتها الحرة ...
دعوني أرجع لذاكرة الأيام برهة لأقول بأن جميعنا أدرك إجرام السيسي حين انتزع السلطة من مرسي علانية في انقلاب عسكري بغيض مشؤوم أمام مرأى ومسمع العالم ، وراح ضحية جبروته آلاف الأبرياء بين قتلى ومعتقلين ، لكن يجدر بنا في المقابل أن نسأل أنفسنا وقتها عن مدى حضور السيسي في قلوب المصريين أنفسهم !! وكنت قد بحثت عن إجابة عقلانية أعتمدها في كتاباتي عن هذا الموضوع ، فاخترت لذلك أن أجادل عينة صغيرة ضمت 100 مواطن مصري ، بعضهم من معارفي المقربين ، وبعضهم من أصدقائي ، وجلهم كانوا ممن قابلتهم على عجالة بحكم عملي ، فرحت أسألهم وأستفسر منهم عن رأيهم في هذا الرجل الذي وُصف حينها بأنه فرعون مصر الجديد ، ومدى قدرته على حل مصائب مصر المتراكبة ، فأبدى 87 شخصا منهم حبه للسيسي ، وثقتهم به في إمساك زمام الحكم في مصر ، في حين أعرب عشرة من العينة عن رفضهم للخوض في أمور السياسة رهبة ورغبة ، أما البقية الباقية فراحوا يلعنونه جهارا ، ويشتمونه أمامي مرارا ، ثم شرعوا يمجدون مرسي ويتغنون بأخلاقه وتدينه وأمانته وصدقه وصلاته وصومه ، مع علمهم اليقين بضعفه السياسي الواضح في تدبير أمر البلاد والعباد ...
الإسلاميون ظنوا طويلا بأن ثوب تدينهم سيشفع لهم عند بارئهم وشعوبهم ، وأن العامة ستثق بهم على الدوام مهما شطحوا في وضلوا في دهاليز السياسة القذرة ، فجاءت الرياح على غير مشتهاهم ، ولعل هذا من الأمور الحسنة المستحسنة ، علهم بذلك يغيروا من سلوك أنفسهم كما فعل إسلاميو تركيا مثلا ، الذين لن أجد أفضل منهم كمثال حي على إتقان صنعة السياسة الحديثة وتدبير فنونها ، ولن يفوتني هنا أن أعرج سريعا على التجربة الفاشلة لحكم رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان التي بلا شك تداركها حزب العدالة لاحقا ، فأخرج نموذجا جيدا لساسة إسلاميين برعوا في القيادة وأتقنوا فن الإدارة ، ليخرجوا تركيا من مستنقع العلمانيين العفن ، التي رزحت تحته الدولة التركية لسنوات ...
نصيحتي للإسلاميين العرب أن يستلهموا الدروس والعبرة الحية من تجربة تركيا الماثلة واقعا أمامهم ، وأن يبدأوا من جديد في صناعة قاعدة شعبية عريضة خسروها بغبائهم ، قاعدة عريضة لا شك بأنها تحطمت وتقوضت بالكلية بعد تجربة حكم مصر وتونس والمغرب والجزائر ، حتى لو سلمنا جدلا بأنها كانت تجارب عابرة سريعة ، قصيرة في عمر الزمان ، لم تتح لهم فرصة تدارك الأمور قبل إفلاتها من بين أيديهم ، لكنها مع قصر وقتها كانت كفيلة بجعل الشعوب العربية أن تتجرأ لأول مرة فتدير ظهورها للإسلاميين جميعا ، ولحكمهم البائس برمته جملة وتفصيلا ... دمتم
 
معاذ فراج - كاتب من الأردن
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف