الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من مخيم اليرموك (١٠٠) بقلم خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2014-12-24
ذكريات من مخيم اليرموك (١٠٠) بقلم خليل الصمادي
ذ #كريات_من_مخيم_اليرموك(١٠٠)
في حضرة الذكرى الثانية لمخيم اليرموك
لماذا مخيم اليرموك؟ سؤال يراود الكثيرون !!
هل على رأسه ريشة، أم أنه ليس كغيره، متفرد عن غيره أي المخيم غير!!
نعم مخيم اليرموك غير ، مخيم اليرموك بالنسبة لي ، ولهم
مخيم اليرموك بالنسبة لي آي النحن الذين ولدنا فيه وعشنا جل عمرنا ، غير فهو مسقط رأسنا ومهوى أفئتدنا وملعب صبانا ذكريات تتدفق كل يوم ونحن بعيدون عنه ننتظر ساعة الفرج لعودة الروح للجسد والابن الضال لأمه التي ما فتئت تذكر وليدها ليل نهار.
مخيم اليرموك بالنسبة للأنا أو النحن غير ، لأنه عاصمة الشتات أو فلسطين الصغرى فتجد فيه القدس وحيفا ويافا وعكا وطبرية والطنطورة والطيرة ولوبية وجبع وعرابية و... في الزمان والمكان، ولا مكان لنا سواه فلا ضياع عندنا ولا مزارع وما سواهما.
اليرموك غير لأنه المكان الوحيد الذي حوى الفلسطيني والسوري والعراقي واللبناني والسوداني والصومالي، واليساري واليميني والبعثي والإخواني والسلفي والناصري وكل ألوان الطيف العرقي والفكري تحت سقف واحد.
المخيم غير ففيه الفتحاوي والحمساوي والجبهاوي بكل أنواعه والتقدمي واليساري ومنه انطلق الأبطال إلى حدود فلسطين وإلى الأردن في الستينات وإلى جنوب لبنان وحتى إلى العراق أيام الغزو الأمريكي وووو
مخيم اليرموك فيه مقبرتان للشهداء امتلأتا عن بكرة أبيهما وهذا كاف لمن يتهمنا بالاسترخاء والركون للدنيا.
المخيم غير شكل ، ففيه عشرات المدارس والمعاهد والمراكز الثقافية ودور النشر وحتى صارت مقولة : من أراد اللباس الجميل فليذهب إلى سوق الحميدية ومن أراد الطعام والشراب فليذهب للجزماتية " من أراد العلم والتفوق فليذهب إلى مخيم اليرموك وليسجل في معاهدها.
مخيمنا فيه ثانوية منذ عام ١٩٧٢ وقبل استباحته وحصاره حوى على ثلاث ثانويات وعشرات الإعداديات ومئات الابتدائيات بما فيها من التعليم الحكومي والأونروا والتعليم الخاص والمعاهد وغيرها.
مخيم اليرموك مركز اقتصادي بامتياز فلا بطالة ففيه فمن مئات الأطباء إلى آلاف المدرسين ومثلهم من المهندسين والصيادلة والبائعين والمستثمرين ، فليس غريبا أن تجد في حارة من حارات المخيم بها أكثر من عشرين طبيبا ما بين جراح وطبيب أسنان.
مخيمنا علامة مميزة وماركة مسجلة فثالث أكبرمساجد دمشق يحدها من الشمال ( البشير) وأكبرمركز ثقافي في دمشق يحده من الجنوب وبينهما ثاني أكبر سوق تجاري بعد سوق الحميدية ألا وهو سوق شارع لوبية.
مخيم اليرموك غير فهو رمز التعايش الفلسطيني السوري فللمعلومية نسبة الفلسطينيين في مخيم اليرموك أقل من السوريين بكثير ولكن يصعب عليك أن تميز بينهما فكم من سوري لم يكتشفه أصدقاءه أو جيرانه أنه سوري إلا بعد حين وكم من فلسطيني يحسبه الناس سوريا ولولا لباس جيش التحرير الفلسطيني المميز لما عرف.
مخيم اليرموك غير ففيه عشرات المشافي والمستوصفات التي قدمت للفقراء والغلابى العلاج والدواء فيستقبلك من أوله وبجوار مخفر الشرطة مستشفى الرحمة لينتهي بك عند مشفى فلسطين وما بينهما من مشاف ومستوصفات كالباسل وحلاوة والخامس وما أدراك مالخامس الذي أهداه ملك المغرب محمد الخامس في بداية ستينات القرن الماضي للاجئين الفلسطينيين.
مخيم اليرموك ذكريات لا تنسى ، الجسر ، المشرع ، قناة ترانس ، بستان أبو علي قاروط ، الإعاشة ، الحليب ، الدوار ، الخامس ، شارع لوبية ، اليرموك ، سينما الكرمل ، النجوم، مقهى الحاح إسماعيل ، السقا والعلان ، ساحة الريحة أبو حشيش ، العنبر، فاطمة المجنونة ، والد الشهداء الأربعة ، جامع عبد القادر الحسيني ، الوسيم ، المشروع ، النادي العربي ، الشيخ الألباني، تاج الدين عم علي ، ثانوية اليرموك ، حلوة زيدان ، رجاء أبو عماشة ، إيليا سلوم يارد ، أبو خليل العيلبوني ، الشيخ رجا الكوسى ، ......
هذا هو اليرموك بالنسبة لي ولأمثالي أي النحن أبناؤه الفلسطينيون والسوريون الذين بنوه بعرق جباههم.

وأما مخيم اليرموك بالنسبة ( لهم ) فهو غير أيضا ، وكما قال عمر بن الخطاب كل ذي نعمة فهو محسود فلذلك تم استباحة المخيم ونهبه وطرد أهله والتشفي بهم وربما يسأل سائل من هم ال (هم ) فغني عن الخوض في التفاصيل أقول : هم أعداء فلسطين وسورية في آن واحد ، من الصهاينة وما دون، فقد استكثروا على الفلسطينيين أن يكون لهم كيان معتبريمارسون فيه حياتهم المعيشية بقدر من البحبوحة والعيش الكريم ، ونسوا أن الفلسطيني تغرب عشرات السنين ليبني بيتا يأوي إليه ونسوا أن الفلسطيني يخرج من الفجر للنجر يلحق رزقه الذي أمره به رب الخلق
أعداء المخيم هم أعداء فلسطين هم كل واحد ساهم في مأساته ونكبته هم الذين لا يحبونه ولا يحبون ساكنيه هم أعداء الحرية والنشاط والتقدم والازدهار ، بعضهم في بداية الأزمة تنادوا شارك في الهجوم على المخيم واحصل على بيت مجانا ، أعداء المخيم بعضهم يظن أنه يحسن صنعا ولا يدري أنه صب الزيت على النار
في ذكراك الثانية يا مخيمي العزيز ما لي إلا أن أقول : حسبي الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله وربنا انتقم من كل من فرط وساهم في تدمير المخيم من ( الهم وبعض النحن ) وما لنا أن ندعو الله ألا تمر الذكرى الثالثة إلا ونحن في اليرموك نعيد ونبني ونرمم ونعمل وندعو لهم بالهداية والخير.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف