الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية لغتنا العربية رمز عزتنا وعنوان بقائنا..بقلم: طلال قديح

تاريخ النشر : 2014-12-24
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
لغتنا العربية رمز عزتنا وعنوان بقائنا..
طلال قديح*
اللغة تظل جزءاً لا يتجزأ من حياة كل الناطقين بها، فهي تتأثر سلباً أو إيجاباً بكل المتغيرات..ولا يمكن أن تكون بمعزل أو منأى عما يطرأ على المجتمع من مستجدات.
فهي تنهض وتزدهر وتبلغ الأوج في ظل الاستقرار والسلام وتواكب التطور العلمي بكل أطيافه، ويتسع صدرها للتعبير عن الاختراعات في كل المجالات.
واللغة العربية أعظم اللغات وأقدسها، شرفها الله تعالى بأن جعلها لغة القرآن الكريم، اللغة المعجزة التى تحدى بها الخلق أن يأتوا بمثله، فبهرتهم وأدهشتهم وأقرفصحاء العرب بعجزهم وأقروا صاغرين بأن القرآن الكريم ليس بقول بشر!!
واكبت اللغة العربية كل العصور منذ العصر الجاهلي، وشهدت فترات من المد والجذر، والسكون والحركة وفق الظروف والمستجدات.
ففي ظل النهضة والتطور، ازدهرت وأعطت وأنجبت العلماء الأفذاذ والشعراء العمالقة والمؤرخين الذين نباهي بهم ونفخر ، وتظل أسماؤهم مصابيح هدى للأجيال على مر الزمان.
ومع هذا ، إلا أن اللغة العربية تتعرض اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى هجمة ظالمة، تستهدف إضعافها والبعد بها عن الريادة ، وإلصاق التهم بأنها قد تخلفت عن مجاراة ما يشهده العصر الحديث من تطور علمي باهر. وهذا قول جائر يفتقد الصواب ويفتقر للمنطق .
ومما يؤسف له ويملأ النفس أسى أن يكون لأبناء اللغة العربية دور بارز في إضعافها ، والجنوح للحديث بلغات أجنبية أخرى من باب المباهاة، وما دروا أنهم يخربون بيوتهم بأيديهم ويساهمون في الضرر بمستقبل الأجيال.
إن اعتزاز الأمة بلغتها أمر واجب لا جدال فيه، انطلاقاً من أن اللغة هي الآلة التي لا غنى عنها في الحياة وبحركتها وتجددها تستقيم الأمور وتتجدد.
إن اللغة العربية تعيش اليوم فترة حاسمة من تاريخها الممتد قروناً طويلة ، صمدت فيها في وجه التحديات والأعاصير التي اجتاحت ومازالت عالمنا العربي ، وتستهدف فيه كل مقومات وجوده ، وأهمها اللغة العربية الفصحى التي ظلت مصدر تنافس واعتزاز بين أبنائها.
عرفنا منذ نصف قرن قامات شامخة ، تتدفق الفصحى على ألسنتهم تدفق السيل من عل، من غير لحن ، وكانت مناط تنافسهم وتفاخرهم.. والويل لمن يلحن في اللغة ولو سهواً لأن هذا ذنب لا يغتفر.
وعرفنا الخطباء الذين كانت تهتز لهم أعواد المنابر، وتشرئب لهم الأعناق، وتصغي لهم الآذان بشوق ولهفة.
رحم الله ذلك الجيل العظيم من شيوخ الأزهر الذين طافوا العالم كله داعين لله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبلسان عربي مبين..كنا نتلهف لسماع خطبهم ونتبارى في تقليدهم ، وإليهم يرجع الفضل في غرس حب اللغة والفصاحة والخطابة في نفوس جيلنا الذي التقاهم وشرفنا بالتتلمذ على أيديهم وكتبهم فكانت المعين الذي غرفنا منه معارفنا، ونهلنا منه ثقافتنا.
ولا ننسى دور مجمع اللغة العربية في مصر الذي ضم جهابذة اللغة العربية وأسهم في الحفاظ عليها في وجه كل موجات التفرنج والتغريب لتبقى حية صامدة.
لكن حال اللغة العربية، اليوم، غير مرض ولا يمكن أن يكون بالمستوى المأمول، إذ كثر اللحن حتى على ألسنة المتخصصين فيها، وكل من يفترض أن يكون عالماً في نحوها وصرفها وبلاغتها.
خذ وسائل الإعلام المختلفة ، مثلاً، تجد فيها اللحن البيّن حتى في أولويات قواعد اللغة وهو ما يفقد المادة ألقها ورونقها، ويصرف النخب عنها، فهم لا يحتملون ما يسمعون.
ومن هنا جاءت قصيدة حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية، صرخة تستغيث فيها بأبنائها لنجدتها قبل الغرق، ومطلعها:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي
وتفخر بأنها لغة القرآن وهذا أسمى شرف وأعظمه:
وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات؟
وتستنهض همم ابنائها للعناية بها ليحققوا ما يصبون إليه من تقدم:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ومنكم وإن عز الدواء أـساتي
فلا تكلوني للزمان فإنني أخاف عليكم أن تحين وفاتي
أرى لرجال الغرب عزاً ومنعة وكم عز أقوام بعز لغات
وتستنكر هذا اللحن المستشري الذي يهدد بقاءها:
أرى كل يوم بالجرائد مزلقاً من القبر يدنيني بغير أناة
وأسمع للكتّاب في مصر ضجة فأعلم أن الصائحين نعاتي
وتستنكر هجر ابنائها لها واستعمال لغات أخرى:
أيهجرني قومي -عفا الله عنهم إلى لغة لم تتصل برواة
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى لعاب الأفاعي في سيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة مشكلّة الألوان مختلفات
وتعود تستنهض همم ابنائها الكتّاب وتهيب بهم لنجدتها قبل فوات الأوان:
إلى معشر الكتاب والجمع حافل بسطت رجائي بعد بسط شكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البلى وتنبت في تلك الرموس رفاتي
وإما ممات لا قيامة بعده ممات لعمري لم يقس بممات
كانت هذه الصرخة في زمن حافل بعمالقة اللغة، فماذا تراه يقول اليوم وقد انحدرت اللغة العربية إلى الحضيض ، وسادت العجمة ألسنة الغالبية العظمى، حتى أصبح المتمكنون من العربية قلة قليلة، تكاد لا تذكر قياساً لمن يجهلون علومها المختلفة؟؟.
ما أحوج لغتنا العربية إلى إجراءات صارمة من قبل وزارات التعليم والجامعات والمجامع اللغوية وإلزام أبنائها بأن يكتبوا ويتحدثوا بلغة صحيحة فصيحة. وينبغي إلزام الأساتذة في كل مراحل التعليم باللغة الفصحى ليقتدي بهم طلابهم، فتظهر أجيال على نسق المبدعين من الآباء والأجداد. حفظ الله لغة القرآن لتظل حية تواكب كل تطور في كل زمان.
*كاتب ومفكر عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف