الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سياسة بعيون ميثولوجية!بقلم: جواد البشيتي

تاريخ النشر : 2014-12-22
سياسة بعيون ميثولوجية!بقلم: جواد البشيتي
سياسة بعيون ميثولوجية!
جواد البشيتي
"النبوءة" هي إخبار بالغيب، أو عنه، يُنْسَب إلى نبيٍّ؛ والنبوءات الدينية، والتوراتية منها على وجه الخصوص، تشغل حيِّزاً من "السياسة"؛ وهذا الحيِّز يضيق تارةً، ويتَّسِع طوراً.
"الأزمة السورية"، مع أزمة البرنامج النووي الإيراني، وارتفاع منسوب تورُّط إيران في سورية، وغيرها، شدَّدت الحاجة السياسية إلى استحضار كثيرٍ من النبوءات التوراتية؛ ولقد رَأَيْنا "المُسْتَحْضِرين" يتَّخِذون من بعض النبوءات التوراتية "مُسلَّمات"؛ ثمَّ يتَّخِذون من هذه "المُسلَّمات" دليلاً لإثبات، أو نفي، ما يختص بعالَم السياسة من أمور وشؤون.
بعضٌ من "أهل الفكر والقلم" أَسْرَع في تسخير تلك النبوءات في خدمة المآرب السياسية لِوَلِيِّه السياسي؛ فـ "أَوَّلَ"، وفسَّر، ما يحدث في سورية بما يُوافِق نبؤة توراتية، ويُكسبها صِدْقيَّة، قائلاً: لكل مَنْ لا يعرف ما يحدث في سورية أقول إنَّها الحرب العالمية الثالثة؛ إنَّها حرب "هرمجدون" النووية، التي ستَدْخُل التاريخ بصفة كونها الحد الفاصل بين تاريخين للبشرية، تاريخ ما قَبْل الحرب على سورية، وتاريخ ما بَعْد الحرب على سورية؛ أمَّا "السبب الحقيقي" لِمَا يحدث في سورية فهو التمهيد لقيام الدولة (أو الحكومة) اليهودية العالمية، التي ستُحاكِم في محكمة العدل الدولية كل الرؤساء والقادة الذين أبدوا عداءً لقيام هذه الدولة. ولإقامة الدليل على صِدق زعمهم أوردوا من "سفر أشعيا": "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ دِمَشْقَ، هُوَذَا دِمَشْقُ تُزَالُ مِنْ بَيْنِ الْمُدُنِ وَتَكُونُ رُجْمَةَ رَدْمٍ".
ثمَّ خاطبوا الثوار السوريين قائلين: ليَعِ أولئك الذين يرفعون السلاح أنَّهم يخدمون مآرب إسرائيل التي تسعى لإزالة بلدنا من الخارطة؛ فالتوراة تتنبَّأ بزوال دمشق وتحوُّلها إلى كومة ردم.
كيف ينبغي لنا أنْ نفهم ونفسِّر ؟
وهُمْ يَنْظرون إلى نفوذ إيران المتنامي في العراق وسورية بعيون النبوءات التوراتية، فيقولون إنَّ الجيش الذي سيدمِّر إسرائيل سيأتي من العراق؛ وهذا هو سِرُّ حقدهم على العراق، وسعيهم في تدميره. والعراق الذي تتطيَّر منه الدولة اليهودية ليس عراق الأمس الذي حكمه صدام حسين؛ بل عراق اليوم الذي منه سينطلق الجيش الذي سيدمِّر إسرائيل؛ وهذا هو، على ما يزعمون، سِرُّ خوفهم من إيران، ومن سلاحها النووي؛ فجيش إيران هو الآن أحد أقوى الجيوش في العالَم؛ وجحافله ستَمُرُّ في العراق، وتَصِل إلى سورية، وإلى سائر "منطقة النفوذ البابلي"؛ وإنَّ عدو إسرائيل الأوحد هو هذا الذي يسمُّونه "الهلال الشيعي"؛ وهذا هو سِرُّ سعيهم إلى إشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة.
الغرض السياسي جليٌّ واضحٌ في هذه الميثولوجيا، أو في هذه النبوءات التوراتية التي يَسْتَحْضِرون. إنَّه حَمْل العامة من الناس على النَّظر إلى النفوذ الإيراني المتنامي في "منطقة النفوذ البابلي" بعيون تغشاها الأوهام التلمودية؛ فإيران تُعِدُّ العُدَّة للقضاء على إسرائيل؛ وهذا ما وَرَد في بعض النبوءات التوراتية التي تتطيَّر منها إسرائيل؛ فكونوا عَوْناً لإيران في العراق وسورية..، إذا ما أردتم رؤية زوال دولة إسرائيل!
ومضوا في تأويلهم قائلين: إذا انهارت سورية (الأسد) فسوف يبدأ حُكْم اليهود للعالَم؛ فانهيار سورية سيُشعل فتيل حرب "هرمجدون" النووية؛ وفي هذه الحرب سيَهلك ثُلثا سكَّان العالَم؛ ولَمَّا كانت روسيا والصين تُدْركان أهمية سورية في الدفاع عن وجودهما، سارعتا إلى تأييدها، والوقوف معها.
وبَعْد كل هذا الاستثمار السياسي في الميثولوجيا، يقولون: إمَّا أنْ يُحقِّق اليهود نبوءة التوراة بتدمير سورية، وإمَّا أنْ يُحقِّق "الهلال الشيعي" وعد الله بتدمير إسرائيل.
لقد فسَّروا كل ما يحدث في سورية، وفي جوارها، بما يُوافِق النبوءات التوراتية، وبما يسمح لهم، من ثمَّ، بتصوير كل معارِض لبشار الأسد، وللتورُّط الإيراني في سورية، وغيرها، على أنَّه شخص يَخْدُم، بقصدٍ أو بغير قصد، مخطَّط يهودي (قديم ـ جديد) لتحقيق نبوءة توراتية بدمار سورية، ويعيق، من ثمَّ، سعي إيران لتحقيق وعد الله بدمار إسرائيل!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف