الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرئيس محمود عباس - والمتطرفون في اعلامهم وخطاباتهم بقلم:د.ســليمان عـيسى جــرادات

تاريخ النشر : 2014-12-22
الرئيس محمود عباس -  والمتطرفون في اعلامهم وخطاباتهم  بقلم:د.ســليمان عـيسى جــرادات
الرئيس محمود عباس - والمتطرفون في اعلامهم وخطاباتهم

بقلم : الدكتور. ســـــليمان عــيسى جــرادات

لعلّ حديث السيد الرئيس محمود عباس في اجتماعاته الاخيرة بالقيادة السياسية الفلسطينية التي تمثل كافة مكونات العمل الوطني الفلسطيني وآخرين من الحريصين على استدامة المشروع الوطني وإطلاعهم عن كل مشهد وصورة للحالة الفلسطينية محليا ودوليا ، وتأكيده أن العالم يواجه حالاً حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطراب والحراك الدبلوماسي نتيجة الدبلوماسية الفلسطينية التي ترتقي الى المستوى المطلوب في التأثير بمصادر القرار الدولي شعبيا ومؤسساتيا وبرلمانيا وحكوميا التي أظهرت نجاحاتها في الساحة الاقليمية والدولية خاصة بالانضمام للمنظمات الدولية ،والدخول الى مفتاح القضية الفلسطينية في السياسة الامريكية وغيرها من الدول وتضعها ومن لف لفيفها في مواقف محرجة قل نظيرها بدول مستقلة وصاحبة نفوذ دولي وعالمي.

هذا الحراك غير المسبوق للدبلوماسية الفلسطينية نرى تعنت قيادات حركة حماس والمتآمرين لا يؤمنون بوحدة القرار والمصير والرجوع الى حضن الوطن والشعب وعدم الانجرار وراء المشاريع الاقليمية والدولية المشبوة لتتلاقى بطريقة مباشرة او غير مباشرة لهذا التعنت مع اهداف الاحتلال الاسرائيلي والتي لا تخدم قضيتنا والمشروع الوطني الفلسطيني في العلن والخفاء ، والسؤال هل تكتفي الاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والمواطنين بالتحول إلى سامعين ومتفرجين وتحريف التطرف الخطابي عبر الاعلام المرئي والمسموع والمقروء او عبر وسائل الاعلام المختلفة والاجتماعات واللقاءات الهادفة الى تنويع وتحريف الخطابات والمواقف الذي تنهش كل بقاع من هذا الوطن العزيز تحت مسميات مختلفة ومرتبطة بأجندات اقليمية ودولية ؟ هل يكتفي المجتمع ومكوناته القيادية والشعبية بترديد أن المقولات والخطابات لا تخدم بالمشروع الوطني الفلسطيني والقيادة السياسية والحكومة الفلسطينية في توجهاتها السياسية والتنموية وأن هذه التصريحات والخطابات في توقيتها وزمانها ومكانها لا يعدو أن يكون ظاهرة عابرة وسحابة صيف لا تلبث أن تنقشع إلا واتت بأخرى ؟

ومن هنا لا بد من القيام بالجهد الكافي والملموس عبر حراك سياسي شعبي سلمي تربوي حزبي نقابي مؤسساتي كلا في موقعه ، للخروج من حالنا اليوم الذي يصطبغ الارتداد للوراء والمستقبل المخيف ، ونبذ خطاب العنف والكراهية والتحريض والتخوين والفرقة الفصائلية والايدولوجية ، بالتصدي اجتماعيا وقانونيا لكل من يروج او يعمل على زرع الفكر الزائف البعيد عن الحقائق ، وإيجاد الاليات لتجديد خطاب وطني وديني صادق كتعبير عن حالة الوحدة والتضامن والمساندة خلف التوجهات الحقيقة للحقوق الفلسطينية على المستوى المقاومة السلمية او على مستوى الخطوات الدبلوماسية المؤثرة التي بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطواته العملية في المؤسسات والهيئات الدولية بدعم كامل من القيادة الفلسطينية والغالبية الساحقة من ابناء الشعب الفلسطيني بعد استنفاذ الكثير من الاوراق الاخرى مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يستمر في انتهاكاته اليومية ويتنكر لكافة القرارات والاتفاقيات والمفاوضات التي يتم التوصل اليها في نقاط معينه ويتنصل منها بعد حين وللإطراف المعنية محليا وإقليميا ودوليا .

لقد سبق أن حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الوصول الى الحالة الراهنة التي تقتضي المكاشفة بالحقيقة ، وأن يصدع بالقول بلا مواربة بان المشروع الوطني الفلسطيني في خطر محدق ان بقيت الحالة الفلسطينية الداخلية كما هي منقسمة ، وبطرح المشاريع السياسية الدولية والمتناثرة ولا تقوم على اسس وقيم وثوابت شعبنا التي اقرتها مواثيق وقرارات دولية ، والتي هي اصبحت سلاحا ذو حدين الاول لمن عمل تلك المواثيق والقرارات واقرها في حينها ، والثاني لمن اقرها وتنكر لها اتجاه تنفيذ تلك المواثيق والقرارات الخاصة بإنهاء اخر احتلال لشعب ومواردة وحقوق الفلسطينيين بسلام وامن والسيطرة على مقدراته في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

لقد اصبحت مشكلة الانقلاب والانفصال الداخلي للرأي ووحدة القرار والتنكر للالتزامات والاتفاقيات الموقعة على المستوى الداخلي الفلسطيني بدعم حكومة الوحدة الوطنية وتسليمها مفاتيح العمل وظيفيا وتنمويا وامنيا في شطري الوطن وتسهيل مهمتها كحكومة وطنية متفق عليها ، نرى هناك تنصلا من تلك الالتزامات من المدعومين بسياسات وأجندات اقليمية ودولية في المحافظات الجنوبية والتي تهدد استمرار الحكومة الفلسطينية في تأدية التزاماتها التي عملت عليها وفقا لبرنامج عمل حكومي متفق عليه وفقا للإمكانيات المتاحة لها ، وتعطي فرصا للاحتلال الاسرائيلي للعدوان المتكرر على شعبنا وتدمير الحجر والشجر والقتل للإنسان الفلسطيني ، ولتحركات القيادة الفلسطينية في المجتمع الدولي الذي بدا يعترف عبر برلماناته وحكوماته بالدولة الفلسطينية وحقوقه المشروعة وسبقه الاعتراف بدولة فلسطين عضو غير دائم في الامم المتحدة ، بل تهدد العالم كله برسائل مباشرة او غير مباشرة بان عليكم التروي حتى انهاء خلافاتنا الداخلية ، لذا لا بد من حراك اجتماعي فصائلي شعبي عبر مؤتمرات وندوات اعلامية تثقيفية وتوعوية ولقاءات فصائيلية في كافة محافظات الوطن وخارجة عبر الاطر المختلفة تثبت للمواطن الفلسطيني والمتابع العربي والإسلامي والدولي صدق تلك الحقائق من ضرر التطرف الخطابي المتنوع في التهجم والتكفير والتخوين والجهة التي تقف بالوقوف امام قطار الوحدة وحكومة الوفاق الوطني في تأدية واجباتها اتجاه ابناء شعبها في اماكن تواجده وخاصة في المحافظات الجنوبية ، وعدم توجيه البوصلة نحو الهدف المنشود في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وكأن اصبح هدفها ليس ايذاء الموقف القيادي الفلسطيني دوليا في كل مكان وزمان ، بل المشروع الفلسطيني الذي يطمح اليه كل فلسطيني حر بالتخلص من انهاء الاحتلال الاسرائيلي.

ومن هنا يجب ألا نقتل الخطوات السياسية والأفكار الحية التي تجول بالكثير باوساط المجتمع ومكوناته الفصائيلية وهي مسؤولية تتعدى حدود مسؤوليات اصحاب قرار ومسؤولين ومواطنيين على حد السواء ، لقتل التطرف الفكري والفئوي في مكمنه البعيد عن عادات وتقاليد شعبنا وقيمة الوطنية من خلال اصلاحه او التصدي اليه بطرق اخرى قانونيا وشعبيا وفصائيليا ، نعم إنها مسؤولية المجتمع الفلسطيني في كل مكان ، وإلا فإن الكارثة مقبلة لتدمرنا كمجتمع في كل قرية وبلدة ومدينة ومخيم على ظهر طموحات وأفكار فئة غائبة عن الكل الفلسطيني ، وأن تشارك الغالبية الصامتة من ابناء الشعب الفلسطيني في الدفاع عن المرتكزات والثوابت الوطنية التي تتشبث بها القيادة الفلسطينية وراس حربتها الرئيس محمود عباس في معركته القادمة في مجلس الامن والمنظمات الدولية لإقرار الحقوق الفلسطينية ، والحفاظ على سماحة ديننا الحنيف وإيضاح حجم خطأ ما تتبناه بعض الحركات والفعاليات والعقول المتطرفة بالنهج المفلس والفكر العقيم لتمرير مخططاتهم ، والسؤال الكبير أين مكونات المجتمع الفلسطيني في اماكن تواجده في مواجهة هؤلاء الذين أساؤوا لصورة الوطن وألصقوا به كل التهم وحاولوا تشويهه في كل مكان؟

إن ما يحدث من تزوير للحقائق وحرب كلام في اماكن ضيقة متعددة في داخل وخارج حدود الخريطة الجغرافية الفلسطينية وما تتضمنه من خطابات مشبوه بحق الرئيس محمود عباس والقيادة السياسية الفلسطينية بانتهاك الحرمات الخطابية والنقدية شيء فضيع ومروّع ومشبوه تهدف من ورائه تلك الجماعات والفئة الخارجة من المتلونين والمبررين والمتعاطفين والمنافقين والمتخاذلين مع تلك الخطابات الجوفاء الذين يريدون ان يفصّلون الوطن على مقاسهم بعيدا عن الصف والإجماع الوطني ولاستهداف المشروع الوطني عند كل استحقاق وطني محلي ودولي ، لذا لا بد من العمل جديا وفقا للقانون وعبر الانظمة واللوائح الناظمة للعمل الحركي في كل فصيل ووفقا لما يراه مناسبا وخاصة في حركة فتح على تفكيك الخطاب الانتهازي والمنافق ومواجهة أصحابه ، وكشف الأرضيات والمناخات التي تحتضنه ، وفضح رواده وأشخاصه الدوليين ومن يبرر لهم أو يتعاطف معهم ، لأن هدفهم هو الوقوف امام الاستحقاقات الوطنية بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والجغرافية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف