الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المُنَافقُونَ هُم شِرارِ الناسْ بقلم:أحمد إبراهيم مرعوه

تاريخ النشر : 2014-12-22
المُنَافقُونَ هُم شِرارِ الناسْ بقلم:أحمد إبراهيم مرعوه
المُنَافقُونَ هُم شِرارِ الناسْ
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } (النساء:145).
الكاتب/أحمد إبراهيم مرعوه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأن الكفار المجاهرون بكفرهم أخف وطأةً علي المجتمع منهم: لأننا نعرفهم ونحتاط لما يدبرونه ـ إنما المنافقون يخادعون الله ويخادعون أنفسهم قبل أن يخادعوا الناس ـ وهذا ليس بالأمر الغريب عليهم ـ فلا تربية سليمة تربوا عليها ولا رعاية أسديت إليهم في ظل الضعف العربي والتخاذل الإسلامي ـ فتسرب الفقر المنتشر وانتشر الكذب الأشر ـ وتفشي الجهل المقيت والمميت لدي الكثير من أفراد المجتمع ـ وسكن كل الأحياء بلا استئذان وبلا ثمن ـ فقتل روح التعليم والتعلم لدي المواطن والوطن ـ وماتت الثقافة الحرة وما من بعث لها ـ وتبعتها لغة الحوار فهبطت الكلمة لأدني مستوي.. في مناخ يشوبه الحيطة والحذر ـ والتخلف الفكري والحضاري استوطن كل شيء حتى وصل القمم ـ وشوهت علي إثر ذلك كل الهمم ـ فلم يعد ذلك الجو الرحب يتسع لمد أواصر الحوار بين الأمم ـ ومات سوق عكاظ لهجر الأبيات التي كانت تحوي الكلم ـ وانطفأت هالات النور التي كانت تزين سماء الكون كي لا يتعقب الطغاة كل مجيد للكلام والكلم!
فها هي الظلمة تكاد تكون حالكة ـ وانتشر الظلم من جديد بين جدران المجتمع: ليتلقفه كل طاغٍ وكأنه السوط يجلد به كل مفكر يفكر أن يحاور الناس أي أناس في المنتدى ـ برغم أن الجهل يتملك شريحة ليست بالهينة في المجتمع ـ فعلي أي شيء تخاف وأنتم بالرعاع تسيرون في المنحدر!
لقد نام كل متعطل لعدم وجود العمل ـ وأفلام الرعب والإثارة أفقدته روح الانتماء إلي المجتمع ـ وتعلق بالخيال لبلوغ المحال فهوي.. في وادٍ سحيق ملؤه الهوى ـ وفي ركن عميق قلبه انزوي ـ يئن بجراح شقي عابث قاده حظه العاثر إلي الردى ـ وعقله الحالم أرداه في الركن البعيد المدى!
نظرة إلي القاع أوصلتنا للمُنحدر ـ فلم نعد نلحق بقطار الركب المليء بالبشر ـ ولأن صمام الأمان انكسر ـ فلم نعد نري ما كان يراه البصر ـ ولابد للنفس أن تراجع نفسها كي لا تصل الأمور إلي بأسها ـ فكل شيء بلغة الحوار السليم لابد وأن ينصلح ـ لنساير العصر ونبي لكل فرد قصرا ملؤه المحبة والأمل ـ وغد مشرقٍ كله ثقة بالنفس لا الخجل ـ كله أخلاق وقيم ـ وعزائم وهمم ـ ونسيان أحزان وغٌمم ـ وتصالُح ونبذ ضغائن وتسامح وبناء دول علي العلم والثقافة كي تزداد لغة الحوار بين كل علم من أعلام الأمم ـ بعدما تنشط لغة العلم فتقنن كل الكلام وننهض بكل فكر سليم ـ ونحي ثقافة التراث والدين ـ وتدريس ما يحث علي الأخلاق ـ ونبذ العنف والتطرف والحض علي الكراهية ـ واحترام حقوق الناس في وطن يجمعهم علي المساواة في الحقوق والواجبات ـ مع احترام كل الشرائع وكل التعددية الحزبية لننهض ببناء الوطن ـ لا الذي يقوم علي نظام الحزب الواحد أو أي أحزاب ظالمة تنهب حقوق المجتمع.
ولابد وأن نأخذ من الدين كل شريعة لأنه الدستور الوحيد الذي لا يحتاج إلي تعديل الأمم :وتُدريس مكارم الأخلاق وأخذ العبر من السيرة النبوية بعد تدريسها في المدارس ـ وتسليط الضوء علي الجانب الروحي والقيمي لفكر الصحابة وسيرهم ـ لأن عدم معرفة الناس بتاريخهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ـ يخلق جيلا من السطحين في الفكر والعلم والتعلم والدين ـ فيسلكون الطرق التلفيقية والتأفيقية والنفاقية في التدليس في الجمع بين المال والسلطة ـ برغم أن ذلك يتعارض مع الأخلاق والدين وكل الشرائع والفطرة السليمة.
ولأنه يقع جزء كبير من الإثم علي حكومات الدول التي تهمل كل الخدمات التي أدت إلي ذلك فكان لابد من معالجة لها: ولأن الأخطاء كانت تتمثل في عدم رعاية مواطنيها ـ طال الإهمال كل شيء حتى وصل إلي رعاة الغنم ـ ووصل إلي غرق الصيادين في البحار بلا إنقاذ ولا سند ـ وغرق بقية الشباب الباحث عن فرصة عمل عندما فكر في الهجرة فيما وراء البحار بلا ثمن ـ وبعد غرق الأب المعيل ما بين طيات الأمواج المتلاطمة ـ ترك ألأولاد يلاطمون الفقر في المجتمع الذي لا يتكفل برعاية أيتامه (والظاهرة تتكرر كل يوم في أشكال جديدة مثل بتر ساق رب أسرة فقيرة)وأرملة لا تستطيع أن تربي الأيتام وحدها ـ وبنات فقيرات ليس لهن من أب يحميهن ويدافع عنهن ـ أو فقدان الحنان في ظل غياب الأم المفقودة لدي البعض الآخرـ ولأن الرقابة كانت شبه مفقودة شجعت بعض النفوس المُهملة علي اقتناص الفرص بعد فقدان الأمل ـ فسارعوا إلي التملق والنفاق علي حساب الغير طالما يقتل الفقر لديهم بأقل ثمن ـ ـ وبغير ذلك مارس بعض الهواة من الأغنياء دور النفاق لعله يصلهم إلي أي هدف ـ فكنا نري الأمي عضوا في مجلس الشعب يصفق بلا سبب ـ وبعض تجار المخدرات يبعثرون الأموال لجني المنافع غدا!
ومن الغريب في مجتمعا زيادة نسبة المعاقين فكريا: وهنا مكمن الخطر لأن هذه الشريحة غالبا ما تكون من المعاقين تربويا وأدبيا ودينيا وخلقيا برغم أنهم من المتعلمين أو المحسوبين عليهم ـ وهي شريحة ليست بالقليلة نسبيا إذا ما قورنت بباقي الأمم ـ لذا تحتاج إلي أصلاح فكري وتربوي ومادي ومعنوي ـ بالإضافة إلي الإصلاح اللغوي ـ ونبذ لهجات الشارع المهجنة بكثير من الألفاظ النابية التي يستخدمونها للسباب من خلال الإعلام الرخيص لأي سبب.
وإغلاق صحافة الناقلين عن الناس دون (كاميرا) تنقل الحدث ـ وعدم ضاع حق الأصيل برغم أنه لم يعطِ أي سند !!!
ومحاربة الإعلانات المهجنة باللغات الأجنبية في دول يفترض فيها أنها عربية إسلامية تتكلم لغتها ـ وتحافظ علي مجتمعها من الانحراف اللغوي والذوقي والأخلاقي ـ كي لا نري النصابون والمحتالون يسرقون جهد الناس بالباطل في المجتمع ـ لأنهم كالفراشات السوداء التي تحاول فرض النصب من خلال اقتباس الفكر دون التفكر والتعقل ولو للحظة بأن هذا العمل هو نتاج فكر للآخرين ـ وعلية فهو يقتل ملكة التفكير التي تأتي بالتغير ـ وهذه هي لغة البلطجة التي تنتهج النهج السوقي المريض في التملق للوصول إلي أعلي المناصب الكبيرة التي يشوهون من خلالها أخلاقيات وصورة المجتمع.
إن الذين يغرر بهم هم دائما من أصحاب الفكر الضعيف: لأنهم علي أتم الاستعداد للتعامل مع لغة المصالح بصرف النظر عن مصلحة الوطن ـ ومصلحة الفكر والقلم ـ إنما لغتهم الوحيدة هي كيفية جلب الأموال حتى من العدم ـ لا يُفرق بينهم والغنم ـ حينما تجد الكلأ! ـ وصدق الله إذ يقول فيهم:
{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) } ( سورة النساء).
ـ أخي القارئ لك الخيار أن تتشاءم أو تتفاءل: لكن التفاؤل والتشاؤم لا يغير من الحقيقة أي شيء.
ـ ونحن نقر بأنه لو كفلت كل الدول الحقوق لمواطنيها وقاطنيها: وعملت علي نشر التعليم والتعلم ـ ونشر الفكر الحر النزيه الذي يُعلي من شأن الكلمة ـ ويعلي من لغة العقل ـ ويرفع من شأن لغة الحوار الذي يعبر عن الحرية والإخاء والمساواة ـ لانتشر العدل وساد بين الناس ـ وانخفضت نسبة الجريمة وارتفعت روح المسؤولية ـ وبالتالي ترتفع نسبة المشاركة في البناء فيزداد النماء والانتماء ـ ويخاف كل فرد علي البلد الذي يؤويه ويعوله ويكفله له حقوقه المشروعة التي لا تطره إلي النفاق بعد الوفاق!
الكاتب/ أحمد إبراهيم مرعوه
عضو نادي الأدب بأجا سابقا ـ وقصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر.
(من سلسلة المقالات الفكرية ـ للكاتب) التاريخ:20/12/2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف