الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا نتائج مأمولة في عملية سلام يقودها اردوغان بقلم:انس محمود الشيخ مظهر

تاريخ النشر : 2014-12-21
لا نتائج مأمولة في عملية سلام يقودها اردوغان .
اردوغان العثماني لا يمكن ان يكون ديمقراطيا .

اعادت الحكومة التركية اتهاماتها للغرب وامريكا في استغلالهاتطورات الازمة السورية لتشكيل كيان كوردي ( اخر) هناك يهدد المصالح التركية ,واضاف المسئولون الترك بان التخوف التركي ليس في وجود هذا الكيان بحد ذاته بقدر ما هو تخوف من استغلاله لضرب الامن القومي التركي .
وكما تشير هذه التصريحات الى عدم ثقة تركيا بالغرب واجنداته فهي تشير من زاوية اخرى لعدم جدية تركيا في التوصل لنتائج ملموسة في عملية السلام التي بدأت من سنوات مع حزب العمال الكوردستاني التركي . وتكشف معهاحقيقة الموقف التركي حيالالكيانات الكوردية الاخرى خارج حدودها بغض النضر عن نوعيته , فكلمة ( اخر) توضح ان الانفتاح التركي حتى مع اقليم كوردستان العراق ينبع من مبدا الامر الواقع الذي لا بد من التعامل معه وان على مضض .
ان المماطلة التركية فيالتوصل الى  سلام شاملة تشير الى عدم جدية حكومة اردوغان  تجاهها, خاصة وان الطرف الكوردي قد نفذما عليه من استحقاقات في حينلا يزال الطرف التركي يماطل في الاستحقاقات التي عليه . وتوجه تركيا الاخير بابقاء المفاوضات بعيدة عن الاعلام ماهي الا محاولة منه للتهرب من أية ضغوط محتملة وابقاء عملية السلام فيحالة مد وجزر بين دهاليز سجن اميرالي وكواليس المؤسسات الحكومية في انقرة دون ان تثمر عن نتائج ملموسة .
كما تعودنا من شعوب المنطقة وحكوماتها .. فان اردوغان وحكومته ايضا يحاولان القاء نتائج توجهاتها السلبية سياسيا على شماعة الاخرين في اتهام الغرب وامريكا باستغلال الملف الكوردي السوري لضرب المصالح التركية في المنطقة , رغم ان الاطراف السياسية الكوردية السورية لا تخرج عن فئتين ... الفئة الاولى تعتبر امتدادا لحزب العمال الكوردستاني التركي متمثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتراسه السيد صالح مسلم , والفئة الاخرى تعتبر احزابا مستنسخة من الاحزاب الفاعلة في حكومة اقليم كوردستان العراق ولها علاقات متميزة معها . ولو توجهت تركيا نحو سلام حقيقي شامل مع حزب العمال الكوردستاني لضمنت جارا كورديا جديدا لها خارج حدودها, يمكن العمل مع كل احزابها على اساس المصالح المشتركة , تماما كما هو الحال مع حكومة اقليم كوردستان العراق , بدل البقاء في هاجس امكانية استغلال الغرب للملف هذا بالضد من مصالحها .
لايمكن التصور بان تركيا غافلة عن امكانية التحرك الايجابي السالف الذكر , وهي مدركة بان مفاتيح القرار لا تزال في يدها بما يخص هذا الملف , غير ان المفاهيم السياسية التي يؤمن بها اردوغان والطموح العثماني الذي يعشعش في مخيلته يمنعه من الانفتاح على الاخر الا بقدر ما يمنحه هذا الاخرقدرة الاستحواذعلى السلطة بشكل اكثر , كما حدث سابقا في تحالفه مع غولان ... الذي وصل بواسطته الى منصب رئاسة الوزراء واقصى من خلاله القادة العسكريين الذين كانوا يشكلون مصدر ارق له ولحزبه . وبعد اناستتب الامر لصالحه , انقلب عليه واودع جل مناصريه ومؤيديه للسجون والمعتقلات . وبنفس الوتيرة فقد لعب اردوغان على ملف السلام مع حزب العمال الكوردستاني بالقدر الذي ساعده على تمرير اجنداته الشخصية , فالبدء بعملية السلام مع الكورد مكنته من انهاء حالة الحرب التي كانت تعمالمنطقة الكوردية جنوب تركيا , وانهت العمليات العسكرية التي كان يقوم بها مسلحوا حزب العمال الكوردستاني , مما انعش الاقتصاد التركي واكسبه شعبية واسعة في الشارع التركي استطاع من خلالهاالفوز في انتخابات متعاقبةفي جو امني مستقر ,اوصلته الى رئاسة الوزراء ثم الى رئاسة الجمهورية .
 لايختلف اثنان بان الشخصية النرجسية لاردوغان الحالم باعادة امجاد الدولة العثمانية والتحول الى زعيم تاريخي لتركيا ثم الوصول الى الرمزية القيادية فيها .. لا يمكنها تقبل شخصية سياسية اخرى مرادفة له تنافسه هذا التوجه بين قطاعات واسعة في الشارع التركي  . فشخصية عبدالله اوجلان وطموحه لا يختلفان كثيرا عن خصمه السياسي اردوغان  وان كانت بقوالب سياسية يسارية تقترب من الفكر  الماركسي , لهذا فان وجود هكذا نموذجين في عملية سلام مشتركة يصعب كثيرا التفكير باحتمالية انجاحها على المدى المنظور , لذلك فكل الدلائل والحيثيات تشير بان الحكومة التركية سوف تماطل وتسوف الى ان تفقد عملية السلام مبرراتها , وكل مكسب حقيقي للطرف الكوردي فيها, دون التوصل الى نهاية مرضية لها .

       انس محمود الشيخ مظهر
      كوردستان العراق – دهوك
           21 – 12 – 2014
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف