الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أسرار المقاومة أمام العدو على طبق من ذهب بقلم:إياد القرعاوي

تاريخ النشر : 2014-12-21
أسرار المقاومة أمام العدو على طبق من ذهب
إياد القرعاوي

الشهداء والجرحى والأسرى شريحة نبيلة وكريمة من نخبة الشعب تقع في مركز المساحة الصغيرة التي تحظى بإجماعٍ وطنيٍ فلسطيني، ولهم حصانة شخصية من أي انتقادات او ملاحقات رسمية أو حزبية أو شعبية أو شخصية. وعلى احترام تلك الشريحة تربينا في مجتمعنا المقاوم، وهكذا انزرع في وعينا، وحق لهم ذلك، فهم من روى الأرض بدمائه، وتعالى على جراحه وآلامه، وأضاع زهرة شبابه من أجل أن يحيا الوطن، فمن له أن يحاسبهم باسم الوطن. ولكن السؤال: إذا أخطأ شخصٌ ما بحق الوطن – فوقع على غير إرادة منه شهيدا أو جريحا او أسيرا - فهل يقبل الوعي الشعبي الفلسطيني أن نقف له ونقل: قف أنت مذنب وسنحاسبك؟!
لقد هالني العدد الكبير – نوعا ما – من أولئك الفتية اليافعين الذين يتسللون عبر الخط الفاصل بين غزة وأراضي الداخل المحتل، فيقعوا فريسة سهلة لمحتل غاصب ينتظرهم بفارغ الصبر لاقتناص الفرصة النادرة – التي ما باتت نادرة – لعله يفوز بما يريد ويحقق مآربه الخبيثة. ووقفت ملياً أتأمل تلك الحالة ودوافعها وأثارها ومآرب المحتل منها. فمن نبت على هذه الأرض وشرب منها كرامة وعزة وأنفه لا تلهيه مشاغل الدنيا وضغوط العمل عن الوقوف على هموم وطنه ومعاناة شعبه. وعندما أسمع أن اثنا عشر شاباً صغيراً تسللوا عبر الخط الفاصل في أسبوع واحد فقط، يهولَني ويقض مضاجعي أنني يمكن أن أسمع في ذلك الأسبوع عن اثني عشر شهيداً أو اثني عشر مصاباً أو اثني عشر أسيرا أو حتى اثني عشر عميلاً خائناً أو لعله خليطٌ من كل ذلك، وماذا لو تكرر هذا المشهد كل أسبوع؟!. لقد غاص فتيتنا في المجهول ولا ندري على أي وجه سيعودون إن عادوا. أنا أُحسن الظن وموقن أن معظم أولئك المتسللين ما كانوا ليخاطروا بحياتهم ويعرضوا قيمهم للخطر إلا سعياً وراء رزق مظنون، ونسوا أن وراءهم عوائل ما تغنى عنهم أموالهم شيئا إذا ما وقع ما لم يكن فالحسبان. ولم يلقوا بالاً أنهم ساعدوا المحتل في إنجاح حصاره على القطاع والتضييق عليه لتفريغه من سكانه، فبفعلتهم سيفتخر العدو تغطرساً " لقد نجح حصارنا لغزة، وها أنتم ترون أبناءها يهربون منها ويغادرونها"؛ إن أولئك المتسللين أضاعوا الأهل والوطن. وقلة قليلة من أولئك المتسللين عملاء ذاهبين لمقابلة مخابرات العدو، ويجدون في هذا المسلك غطاءً مناسبا لمآربهم، وحجة مقنعة لغيابهم، وهنا سيختلط الحابل بالنابل. وآخرين – وأدعوك للتصديق – تسللوا من أجل السياحة أو اقتسام مخصصات الأسرى معهم والتي اقتطعتها التنظيمات من قوت مقاومتها، إن اولئك المتسللين كدروا على أسرانا. وغيرهم تسلل غضباً من أهله أو هرباً من دَينه أو عقوقاً بوالديه أو غيرها من الأسباب، وتعددت الأسبابُ والتسلل واحد.
إن المتسلل – أياً كان السبب – حين يبحث عن المنفذ الذي سيتسلل منه عبر الخط الفاصل يحرص على معرفة مواقع رباط المقاومة ليتجنبها، ومداخل الأنفاق ليبتعد عنها، وربما يمر على مرابض الصواريخ ومكامن العبوات، إنه في رحلته التسللية يثقل نفسه بكمية من المعلومات والأسرار الخطيرة التي هي محل طمع المحتل، إنها الغنيمة الباردة التي سيلتقطها ذاك المحتل - بمجرد وقوع المتسلل في قبضته - ببسمة صفراء ومعاملة ناعمة وأسلوب خبيث ربما ينطلي على ذلك المتسلل البسيط والمغفل. ولعل هذا هو السبب الذي يفسر صعوبة أن يفلت المتسللون من قبضة حرس الحدود الاسرائيلي وحرص أولئك الحرس على عدم قتلهم، احذر؛ إن أولئك المتسللين أفشوا الأسرار. ناهيك عن ما يشكله التسلل من إرهاق وجهد من قبل المقاومة وأجهزة الأمن في رصد ومتابعة وملاحقة التحركات المشبوهة التي تتخلف عن عمليات التسلل، إن الجهد المبذول من المقاومة وأجهزة الأمن في تتبع حركة المتسللين قَطَع الطريق على كثير من المهام التي يمكن أن يقوما بها في مجال آخر من مجالات عملهم واختصاصاتهم، انتبه؛ إن أولئك المتسللين أرهقوا المقاومة.
إن التسلل الذي يمتد أثاره السلبية إلى الأهل والوطن والأسرى والمقاومة والدولة يدق ناقوس الخطر على أمننا ومقاومتنا، ويجب أن نتجاوز في محاربته منظومة الوعي الشعبي والحصانة الشخصية التي يعطيان مرتكبه حماية لا يستحقها. واضح للمتابع أن أولئك المتسللين يعودون أبطالا مرفوعي الهامات بعد رحلة أسر قصيرة أو بعد أن يمكث أياما شهيدا في مقبرة الأرقام، ولكن ماذا عن أسرارنا التي انتهكت؟ ومن سيدفع ثمن بنك الأهداف الذي جُدد؟ ومن سينقذ ذلك الفتى الذي ربما سقط في براثن العمالة خوفاً من الأسر أو رهبة من التعذيب؟ إن الحقيقة التي لا يمكن تغطيتها بغربال أن التسلل جريمة بحق المجتمع والمقاومة والوطن، إننا بحاجة إلى الارتقاء بمستوى الوعي الشعبي ليتفهم مستوى الجريمة، كما أننا بحاجة إلى جرأة وجسارة من السلطة الحاكمة لأن تقف موقفاً صارماً من هذه الحالة، وألا تترك أسرارنا مُستباحة ووطننا ضحية لنزوة مغفل يعود لنا بطل يجب علينا أن نحمله على الأعناق لأنه الأسير المحرر الذي ما زاد في بطولاته إلا أن حدد بدقة بيت قائد في المقاومة أو مسؤول في الحكومة. يجب على الشعب أن يرفض هذه الحالة، ويلفظ تلك الفئة المتسببة في وجودها بمجتمعنا. وأطالب – وآمل أن يضم القارئ صوته إلى صوتي - بخطة حكومية وتنظيمية وشعبية محكمة لمواجهة هذه الحالة، وأنا على ثقة أن تلك الخطة إذا أُحسِنَتْ الحبك والتنفيذ ستقطع دابر الاحتلال ومكره وتتخطى حيله وتدابيره. حتماً سيبدو أن تلك الخطة تنال من عنصر في تلك المساحة الصغير من الاجماع وسَتُلاقي مواجهة عنيفة عن جهلٍ أو حقد، ولكن ... ومن لا يحب صعود الجبال ، يعش أبد الدهر بين الحفر.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف