الأخبار
حمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماً
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النجاشي ملك الحبشة بقلم مخلص محجوب الحاج حسن

تاريخ النشر : 2014-12-21
النجاشي ملك الحبشة
بقلم مخلص محجوب الحاج حسن
عضو لجنة البحث والتوثيق بمكتبة بلدية جنين العامة
الحبشة:-( الحبشة أواثيوبيا أو ابيسينيا وأقدم تسمياتها الحبشة) وكلمة إثيوبيا إغريقية تعني البلاد المحروقة وجوههم ، وهي دولة افريقية قديمة ، وأول أباطرتها مينليك الأول قبل الميلاد، وحكمها بالقرن السابع الميلادي أصحمة النجاشي (كلمة معرّبة عن نيجوستي الجشية بمعنى الملك وكان يدين بالنصرانية وسيرته حميدة) والحبشة تقع بالقرن الإفريقي على البحر الأحمر يحجبها عنه في الشمال الغربي إقليم إريتريا ( ذو الأغلبية العربية الإسلامية وعاصمته أسمرة) ، وتحدها السودان غرباً وكينيا جنوباً والصومال شرقاً وجيبوتي على خليج عدن ، ومساحتها (1,221900كم2) وتنقسم إدارياً إلى تسع مقاطعات، وعاصمتها أديس أبابا ، وعملتها الرسمية هي البِر وهي مئة سنت، وهي منطقة جبلية وعرة أعلاها جبل رأس داشان(4620متراً)، وتنتشر فيها سلسلة بحيرات على امتداد الأخدود العظيم Great Rift Valley والممتد(7200كم) من سوريا شمالاً حتى موزمبيق جنوباً ، وينبع فيها أنهار كثيرة أهمها نهر النيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تانا ويرفد نهر النيل البالغ طوله (6671كم) ،وأهم منتجات الحبشة الذرة والحبوب والمواشي والتبغ والبُن والقطن والملح والعسل والفواكه، وعدد سكانها حوالي(71 )مليوناً فهي الثالثة بالقارة الإفريقية تعداداً بعد نيجيريا ومصر، وفيها أكثر من النصف نصارى يتبعون الكنيسة القبطية و بابا الكرازة المرقسية منذ القرن الرابع الميلادي على يد فرومنتيوس أُسقف قبطي، وفيها قلة قليلة وثنية كما دخلتها اليهودية من اليمن قبل ذلك ويعرفون بالفلاشا ومعظمهم جاء إلى فلسطين بعد نكسة 1967م ، ولغتها الإثيوبية هي إحدى اللغات السامية ومن فروعها الأمهرية والسواحلية، وتعتبر ليبريا والحبشة أقدم الدول المستقلة بإفريقيا، والحبشة تعرضت بأواسط القرن العشرين للغزو الطلياني فحررها الإمبراطور مينليك الثاني ثم حكمها الإمبراطور هيلاسي لاسي منذ سنة 1930م -1974م ، وهي عضوٌ مؤسس لمنظة الوحدة الإفريقيية منذ سنة 1963م وعاصمتها أديس أبابا مقرٌ المنظمة الدائم ،والحبشة إحدى دول حوض نهر النيل العشرة .
الهجرة الأولى :- كانت هجرةً المسلمين الآولى في شهر رجب من السنة الخامسة للبعثة الى أرض الحبشة التي كانت تدين بالنصرانية متوجهين إلى ملكهم العادل أصحمة بن أبجر النجاشي ( وتلقب أيضاً بالنجاشي نسبة لأمه الحبشية الشاعر المخضرم قيس بن عمرو الحارثي المولود بنجران المتوفى 41هـ) ، وأول من هاجر إلى الحبشة بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ثلاث سنوات من المعاناة والتكذيب والقطيعة والتعذيب هو سيدنا عثمان بن عفان ومعه زوجته السيدة رقية (ذات الهجرتين) فهو أول من هاجر وبرفقته امرأته بعد سيدنا لوط عليه السلام، وذلك ضمن وفد من أحد عشر رجلاً وأربع نساء ومنهم أبو السائب عثمان بن مظعون الجُمحي وأبو موسى الأشعري(ذو الهجرات الثلاث) والسيدة أم سلمة هند بنت سهيل أبي أمية بن المغيرة المعروف بزاد الراكب وزوجها أبو سلمة بن عبد الأسد بن المغيرة المخزومي المتوفى فيما بعد بالمدينة، ثم تتابع المهاجرون فأقاموا شهري شعبان ورمضان ثم عادوا في شوال عقب توارد إشاعة بأن قريشاً أسلمت على إثر قصة الغرانيق، لكنهم لم يدخلوا مكة بسبب تأكدهم من بطلان الخبر باستثناء عبد الله بن مسعود الهذلي(ذي الهجرتيْن وسادس من أسلم) الذي دخلها لفترة وجيزة ثم عادوا ثانية.
الهجرة الثانية :- وكانت الى الحبشة أيضاً عبر مرفأ الشعيبة طبعاً قبل إنشاء ميناء جدة على البحر الأحمر إثرَ تزايد تعرّض المسلمين الأوائل الى اشتداد الأذي و المقاطعة والحصار حتى أذن الرسول الكريم لهم بالهجرة للحبشة ثانية ً اقتناعاً بسلامة موقف النجاشي حيث هاجر ثلاثة و ثمانون رجلاً وثماني عشرة امرأة من مختلف القبائل وبالتدريج ومنهم جعفر بن أبي طالب ومعه زوجته أسماء بنت عـُميس من خثعم وقد ولدت له هناك ابنه عبد الله، ثم قام نفرٌ من قريش بتعقّب وملاحقة المسلمين الى داخل الحبشة وطاردوهم وعلى رأسهم عمارة بن الوليد المخزومي وعبد الله بن أبي ربيعة والداهية عمرو بن العاص السهمي وبرفقته زوجته ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي حاملين الهدايا للنجاشي والبطارقة لكنهم لم يُفلحوا بسبب ضعف حجتهم فلم يُقم لهم النجاشي اعتباراً بل على العكس أكرم الوفد المسلم الذي سرعان ما اثبت جدارته فنال إعجابهم عندما ألقى جعفر كلمة بين يدي النجاشي وقرأ من سورة مريم ما يُبّين منزلة السيدة مريم الرفيعة وأن عيسى عليه السلام كلمة الله ، ومكث المسلمون في الحبشة حتى بُعيد الهجرة النبوية الثالثة والعودة الى المدينة المنورة .
تبليغ الدعوة:- بعث النبي صلى الله عليه وسلم كُتباً ورسائل إلى الملوك والأمراء وزعماء القبائل يدعوهم للإسلام بعد عمرة الحديبية في شهر المحرم من سنة 7هـ فمنهم من أعرض ومنهم من ردّ رداً جميلاً ومنهم من مزّق الرسالة من قتل رسولَ الرسول صلى الله عليه وسلم كما حصل مع الحارث بن عمير الأزدي إلي صاحب بُصرى فاعترضه شرحبيل بن عمر الغساني وقتله صبْراً، ومنهم من أسلم فحمل عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي كتابيْن في الأول يدعوه للإسلام فاسلم على يد جعفر بن أبي طالب وفي الكتاب الثاني طلب منه أن يخطب له السيدة أمّ حبيبة رملة بنت أبي سفيان التي كان زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي قد تنصر فأعرضت عنه وتفرقا ومات فيما بعد تاركاً طليقته وطفلته فخطبها وأصـْدَقها عنه مهرها فتزوجها صلى الله عليه وسلم ، وتوفيت أُم حبيبة رضي الله عنها بالمدينة سنة 44هـ ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد طلب من النجاشي رحمه الله في كتاب آخر إعادة مَنْ بقي من المسلمين المهاجرين ( وكان قد توفي منهم هناك سبعة منهم عدي بن نضلة العدوي فورثه ابنه النعمان فكان أول وارث في الإسلام ومات منهم بالمهجر عدي بن نضلة العدوي فورثه ابنه النعمان فكان أول وارث في الإسلام وعُرف الأخير بفصاحته وقد وله عمر كورة ميسان وتوفي 30 هـ) فعاد المهاجرون على سفينتين وقد تأخر في العودة جعفر إلى يوم فتح خيبر ثم استشهد جفعر الطيار في معركة مؤتة 5 جمادى الأولى عام 8 هـ وفق 18/12/629م .
نصّ الرسالة:- "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة:سالمٌ أنت ، فإني أحمدُ إليك الله الذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن ،وأشهد أنّ عيسى بن مريم روحُ الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى من روحه ونفخه كما خلقَ آدم بيده، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته، وأن تتبعَـني وتوقنَ بالذي جاءني،فإني رسول الله وإني أدعوك وجنودك إلى الله عزّ وجلّ ،وقد بلـّغتُ ونصحتُ فاقبلوا نصيحتي،والسلام على من اتبع الهدى ".
فتسلم النجاشي الكتاب ووضعه على عينيه ونزل من سريره ثم أسلم، وقال لو استطعت أن آتيَه لأتيته، ودعا بحـُقّ ٍ من عاج فجعل فيه كتابي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب بإسلامه علي يدي جعفر بن أبي طالب ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لما بلغه ذلك"ثبت ملكهم" .
النعيُ سُنة:- والنعيُ لغةً هو الإخبار بوفاة الشخص لمتابعة واجباته كالغـسل وصلاة الجنازة فهي فرض كفاية والتشييع والدفن والمؤاساة وما يترتب على ذلك من الإرث والأحكام الشرعية ، فالنعي مسنونٌ فقد سبق وعلــّمنا الرسول الكريم لما جاء خبر استشهاد جعفر بقوله" ابعثوا لآل جعفرَ طعاماً فقد جاءهم ما يُشـغلهم "كما مسح على رأس أولاده ،وهذا على عكس ما نراه في أيامنا من أن بعض الفاقدين يُخالف السنة الشريفة والذوق الإنساني متأبطاً التكلف والتكاليف بعمل وليمة للمعزّين المتنفذين لا يحضرها الفقراء ، علماً بأن أهل الميت هم الواجب تكريمُهم ، ومن هذا المنطلق فإنّ تقديم التمر في بيوت العزاء المسماة بيوت الأجر أمرٌ ليس مطلوباً ولا محموداً فيلجأ إليه من لا يملك القرارَ الشجاع خضوعاً للمظاهر وللنساء ناهيك عن الخجل الذي يعتري مَن يتناوله في بيت العزاء بالإضافة إلى من لا يستسيغ ذلك فهذا يُعاني من السكري وذاك من أسنانه وثالثٌ لا يرغب فيه ورابع يعتبره عبئاً مادياً ، ولسان حال الجميع مطالبين بالإكتفاء بالقهوة العربية المرة ، ومن أراد الخير فأبوابُ الخير والصدقاتِ معروفةٌ ، فلماذا تظل الأغلبية المقـتـنعة صامتة واجمة رغم أن أولي الرأي وعلى رأسهم السادة العلماء والخطباء قد أجادوا من على المنابر وفي بيوت العزاء على السواء باستنكار موضوع تقديم التمر لخروجه عن السنة الرشيدة واعتباره ضرباً من مستجدات النفاق الإجتماعي .
نعي النجاشي:- روى أبو عمرو جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه مئة حديث وكان البجلي جميلَ الصورة إذ وصفه الفاروق رضي الله عنه ب "يوسف هذه الأمة" ، وكان جهـْوري الصوت يَسْـتنصتُ الناس يوم خطبة الوداع شأن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه الذي كان يومها ُيبلـّغ ،و مما رواه حديثَ ما أورده عنه الطبراني في الكبير أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في 23 رجب سنة 9هـ من السنة 630م، ، وقال "مات اليوم رجلٌ صالحٌ فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة واستغفروا له" وفي رواية مشابهة للبخاري أوردها عن جابر بن عبد الله الّسّـلمي رضي الله عنهما ، فاصْطفّ المسلمون وصلى الرسول الكريم عليه صلاة الغائب أربع تكبيرات كما تـُصلى صلاة الجنازة التي هي فرضُ كفاية وهي الصلاة الوحيدة التي صلاها للغائب ،والتي أصبحت ُسنة مؤكدة دأب عليها المسلمون للشهداء الأبرار والزعماء الأخيار بما فيهم السادة المشايخ ،كما اعتادوا على الأذان في غير وقته إذا حدث أمرٌ جـَللٌ ، فقد وصف الله عز وجل الموْت بالمصيبة ، إذ وردت الكلمة في القرآن الكريم عشرَ مراتٍ ، كما جاء في آية(106) بسورة المائدة قوله تعالى" إنْ أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة ُ الموت " ، وقال تعالى" الذين إذا أصابتهم مصيبة ٌ قالوا إنا للـــــه وإنا إليه راجعون" آية(156) سورة البقرة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف