الأفكار البشرية, كالمكائن, تمر -في نهاية حياتها- بمرحلة الخرده, وحينها يتوجب إرسالها للمَصَاهِر؛ لصهرها وإعادة تشكيلها, وإضافة بعض القدرات بالاستفادة من النقد, والإخفاقات, والأبحاث, بغرض زيادة الاستفادة منها بما يتناسب وروح العصر, وبما يساهم في راحة ورُقي الإنسان.
وهناك بعض قادة المكائن القديمة, يعشقونها, وقد تعودوا على أساليب استخدامها, وحفظوا طرق صيانتها, وارتبطت بأسمائهم, هؤلاء تراهم يخشون التغيير, لأنهم يخشون الإتيان بمكائن, لا يستطيعون قيادتها والعمل عليها, فيضطر الناس لاختيار قادة غيرهم للمكائن الجديدة؛ وتراهم يُشككون في جدوى التغيير ويُقسمون على مكائنهم وطريقتهم المُثلى, ليس خوفاً علينا وإنما من فقدان مراكزهم, ونبع استرزاقهم.
وربما تَوَجب وجود نظام في المجتمع يساعد ويشجع على إزاحتهم -مع حفظ حقوقهم واحترامهم- وقد تعودوا على كاريزما يلقونها, وأن نربي أبنائنا على ثقافة السخرية ممن يُحاول ترويج نفسه بأنه صالح لكل زمان, وكل مرحلة.
المقدرة البراجماتية, تفيد جدا في مرحلة التغيير وربما الانعطاف, والتخلي عن ما صدأ وخرب من الأفكار, لصالح أفكار إبداعية جديدة, تبقي اللمعان والشباب في الحياة.
ونرى كيف أن المجتمعات الغربية تخلت عن الدارونية بعدما كانت تروج لها, وعن الاشتراكية المطلقة ,
شوقي جابر