الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وترجل قائد وفارس بقلم:راسم عبيدات

تاريخ النشر : 2014-12-21
وترجل قائد وفارس بقلم:راسم عبيدات
وترجل قائد وفارس
بقلم:- راسم عبيدات

ثمة ألف سؤال وسؤال دار في خلدي، أثناء ذهابي للمشاركة في جنازة هذا القائد التاريخي والوطني، هل ستكون المشاركة في وداع هذا القائد بحجم تجربته ونضالاته وتضحياته؟؟ أم ستقتصر على الرعيل الأول ومن هم على صلة وتواصل معه؟؟وحاولت جاهداً قبل الوصول الى بيته، أن أجزم بأن وداعه سيكون بحجم نضالاته وتضحياته وتاريخه، حيث ستأتي لوداعه جماهير غفيرة ، ولكن اتخيل حجم الصدمة والذهول اللذان اصاباني عندما وصلت،ولكن لماذا أصابني ذهول؟، فرحت أتسأل من هو المسؤول عن التقصير بحق هذا الرفيق والقائد التاريخي؟؟، هل هم رفاقه ام رداءة المرحلة وتعاستها؟أم هما معاً؟؟ فقائد بهذا الحجم شاهد على العصر، وعلى معظم محطات ثورتنا وقضيتنا والحزب الذي انتمى إليه، إذن لماذا كل هذا القصور بحقه؟؟ من هو المسؤول عن نقل تجربته والتعريف به لشعبنا ولرفاق حزبه وأبناء الثورة الفلسطينية؟؟؟أسئلة ليست صعبة ولا جبرية او من باب الترف أو لمجرد اللوم،إنها بحاجة إلى إجابات شافية ومعللة، وليس الى إنشاء وخطابات وتبرير وشعارات...

لقد كان أبو مثقال رمزاً وعنواناً حظي باحترام المجموع الوطني، ليس في منطقة بيت لحم، بل على المستوى الوطني... لا يهمه رتب ولا ألقاب أو نياشين....كان مسكوناً بهموم الوطن.... لم يفقد اتجاه البوصلة أبداً....في وقت فقد فيه الكثيرون البوصلة وأضاعوا الإتجاه.

عرف طريقه إلى السجون منذ كان عمره ستة عشر عاماً، حيث اعتقله النظام الأردني عام 1958 لمدة عام بسبب نشاطه في حركة القوميين العرب، ومنذ ذلك الوقت توالت عمليات اعتقاله في سجون أكثر من نظام عربي، وكذلك في سجون الإحتلال حيث قضى فيها الفترة الأطول، محكوماً ومسجوناً أو موقوفا على ذمة الإعتقال الإداري...
كان ابو مثقال شديد الحزن والألم لما وصلت اليه الحالة الوطنية بعد اتفاق أوسلو،وكذلك ما آلت إليه اوضاع قوى اليسار الفلسطيني الذي من المفروض أن يشكل البديل على كل المستويات.. ولكن يبدو أن التخوم والفواصل قد ضاعت ما بين الوطني والمرتزق والمتسلق والمنتفع...وما بين الشريف والجاسوس..

لقد شكل رحيل أبي مثقال خسارة كبيرة للكل الوطني ولكل المناضلين المخلصين الذين تربوا على الصدق والمبادئ ...أولئك الذين صنعوا تاريخهم واحتلوا مواقعهم العالية بنضالاتهم وتضحياتهم..

أيها الرفيق الصديق أبا مثقال إن الوطن يفتقد لأمثالك ...من لا يزال يحمل الراية ويسير على الهدي والنهج والخيار..كثيرون من الرفاق الذين عاصروك وعايشوك من اكثر من جيل، ممن عملوا معك او كانوا ضمن مسؤولياتك، كانوا يشعرون بالراحة والاطمئنان والثقة،فقد كنت سيد الشارع والمثال والقدوة للقائد في الميدان، تقف على همومهم وإحتياجاتهم ومشاكلهم، لا تتذمر من العمل حتى مع الرفاق الأشبال، او من هم بعمر اولاد اولادك.

أبا مثقال لقد كنت شاهد على العصر في اكثر من مرحلة ومحطة في تاريخ الحزب الذي إنتميت إليه، وفي تاريخ ومسيرة وكفاح شعبنا الفلسطيني في أغلب محطاته، كنت تتألم كما يتألم الكثير من المناضلين الأحرار، والأوفياء الذين لم يلتفتوا الى مصالح خاصة او شخصية، ولم تكن يوماً مرتزقا أو منتفعاً او مناضلاً من اجل منصب او جاه أو مرتبة.

كنت الحضن الدافىء للجميع، عندما تعصف الخلافات بهيئة أو تتوتر او تتشنج العلاقات الوطنية بين أطراف الحركة الوطنية، بسبب خلاف على نهج او موقف سياسي أو بسبب ضيق الأفق، كان الجميع يثق بقدرتك على الحل وتجاوز الأزمة والخلاف من اجل مصلحة الحركة الوطنية والوطن، ومبدئيتك ومواقفك الصادقة والمخلصة، جعلتك اكثر من مرة عرضة للهجوم والنقد بغير حق.

قلائل من هم في سنك وعمرك لم يبرحوا الجبل، ولم يغادروا مواقع الثورة والنضال والكفاح، فحتى لحظة توقف قلبك عن النبض، كنت تسأل عن الوطن وهمومه، كنت تقول لقد هزمنا، لأننا لا نمتلك قيادة بحجم تضحيات هذا الشعب، هزمنا لأننا عبدة أفراد ومناصب، هزمنا لأننا "عهرنا" الثورة ، وافرغنا المناضلين من محتواهم الثوري، فالثورة لم تعد ثورة، وكذلك هم الثوار، فجل الإهتمام عند عدد لا بأس به من المناضلين والثوار،اصبح الراتب والترقية والرتبة والمرتبة والأوسمة والنياشين.

هزمنا يا أبا مثقال لأننا نتعامل مع المناضلين والثوار، بطريقة الاستخدام والاستزلام، هزمنا لأننا لا نقف على هموم أبناء وشعبنا وقضاياهم، ولا نلتفت لأسرهم وعائلاتهم وإحتياجاتهم،لهذا لم يعد الكثير من المناضلين الذين تحرروا من الأكياس الحجرية لساحات النضال، ولسان الكثيرين منهم يقول:-هل المطلوب مني ان أضحي، لكي يستثمر ويتسلق على نضالاتي وتضحياتي فلان أو علان..؟؟.

هزمنا يا أبا مثقال، لأن الكثيرين منا يلوكون الشعارات والجمل الثورية، عن العلاقة بالجماهير والناس،وهم يمارسون السياسة من أبراجهم العاجية، ويتفنون في الوصف والتصنيف وكيل التهم واللغو الفارغ والمزايدات، وفي أرض الواقع لا تجد لهم لا أثرا ولا حضوراً.


أبا مثقال،هزمنا لأننا كثورة وكحركة وطنية بمجموعها ويسارها قبل يمينها، ما زلنا نتوهم أن المحافظة على استمرار القيادات – حتى ولو أصبحت عاجزة – هو نوع من الوفاء، الأمر الذي جعلها تتجمد، وتتحنط، وتقتات على تاريخها وتاريخ غيرها من القادة المبدعين.

هزمنا لأننا أمام جبرية فرعونية في الأحزاب والسلطة، فها هي قضيتنا وثورتنا ومشروعنا الوطني، يمران في اخطر مراحلهما، فيما الذي يقرر بشأنهما ليس حتى "العواجيز" أو "العكاكيز" كاللجنة التنفيذية، اعلى هيئة في المنظمة، ولا حتى أعضاء اللجنة المركزية في فتح ، او الهيئتين معاً، بل من يقرر بذلك مؤسسة الرئاسة، وبعدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة، حتى أن المشروع الفلسطيني المقدم لمجلس الأمن الدولي للتصويت عليه من أجل تحديد سقف زمني لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام /1967، لم يطلع عليه البعض إلا من خلال الصحف او مواقع التواصل الإجتماعي او الفضائيات غير الفلسطينية، أو لربما همس له به من هو على إطلاع.

أبا مثقال والشهداء مثلك من حقكم أن تسألوا وتحاكموا وتقولوا: ماذا قدمتم للثورة والشعب والتنظيمات، انا بكل تواضع هذا هو كشف حسابي فسنوات العمر الاجمل أمضيتها سجيناً وطريداً، من البدايات للنهايات لم اكفر لم اتبرأ لم اتململ لم اتذمر كنت دائم العطاء ابا للفقراء وصديق ورفيق لكل من يستحق ومن لا يستحق حتى يستحق على هذا ولدت وعلى هذا ترعرعت وعلى هذ شخت وعلى هذا مت.

فكم انت يا أبا مثقال فريد وعنيد وصديق لطريق الحق وأنيس في الوحشة للسائرين عليه على قلتهم أو على كثرتهم من أبناء شعبنا.
ابا مثقال انك حي باقي فينا لكل هذا، أما غيرك فهم متوحدون مع الطبيعه منذ زمن رغم أرصدتهم وشهاداتهم واوسمتهم ورتبهم والقابهم ونياشينهم، إنهم كعيون مبصرة ولكنهم عمي البصيرة، ورغم كل هذا سيأتي يا أبا مثقال ممن ربيتهم وغرست فيهم قيم لا تموت ليحمل الراية وهذا حتمي .

 
القدس المحتلة – فلسطين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف