إلي رئيس تحرير دنيا الوطن: أنا أعرف لماذا تكره الأرصاد الجوية برام الله الثلج والمطر؟
بقلم:د.كامل خالد الشامي
كاتب وباحث
الأرصاد الجوية برام الله محاصرة مثل بقية المؤسسات ومثل الشعب ومثل أي شيء آخر. وللتنبوءات الجوية أجهزة مثل الراديوساوند, والرادارات والأقمار الصناعية والطائرات والصواريخ التي تقوم بالبحث المناخي والتحليل ومراقبة الطقس وإصدار النشرات الجوية والتنبيه والتحذير عن طريق الدفاع المدني والشرطة والبلديات,وفلسطين تفتقر لمثل هذه الأجهزة, ولا أعتقد أن إسرائيل تسمح بها للأرصاد الفلسطينية,وأعتقد أن التبوء في رام الله يعتمد اعتمادا كاملا علي الأرصاد الإسرائيلية , مع التغيير العشوائي في بعض التنبوءات, أتذكر ما حدث في الشتاء الفائت عندما تنبأت الأرصاد الروسية أن منخفض اليكسا سوف يدمر ويخرب في المناطق التي يصل إليها وفلسطين منها, وتنبأت الأرصاد الفلسطينية عكس ذلك واستهزأت بالأرصاد الروسية التي تعمل منذ مئات السنين ولديها كل ما تشتهي الأنفس من معدات الرصد.
والأرصاد في أوروبا وأمريكا وبقية أجزاء العالم المتحضر مهم جدا ويقف اقتصاد الدول علية: الطيران والنقل البري والسكة الحديد والبحر والسياحة والزراعة وتنقلات الأفراد اليومية وكل شيء يتحرك علي الأرض عندهم.
.
غزة كان بها محطة مناخية واحدة يتيمة علي شاطئ البحر ولكنها سرقت واختفت وشطبت غزة من علي الخرائط المناخية.
وأرصادنا لا يختلف عن إسعافنا في رام الله, أتذكر عندما استشهد الشهيد زياد أبو عين قبل عدة أيام وحضرت لإغاثته سيارة إسعاف خالية من كل شيء وبدأ المسعفون يسألون المتواجدين في الموقع إن كان معهم كوكاكولا أو سكر لأغاثه الشهيد وحتى أنبوبة أكسجين للتنفس لم تكن بحوزتهم. وهذا ينسحب علي الكثير من المؤسسات المهمة, فهل تعلم أنه لا يوجد خبير مياه واحد في غزة في المؤسسات الفاعلة, بل اغلبهم مهندسون مدنيون ومهندسون زراعيون لهم في الفرع ولا يهمهم الأصل.
فلا تحزن يا صديقي هذا قدرنا أن نعيش في زمان تسيطر عليه الشكليات والأسماء الكبيرة الجوفاء.