الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وأمَّا الزَبَدُ فيذهَبُ جُفَاءً بقلم: د٠ محمد طرزان العيق

تاريخ النشر : 2014-12-20
وأمَّا الزَبَدُ فيذهَبُ جُفَاءً بقلم: د٠ محمد طرزان العيق
وأمَّا الزَبَدُ فيذهَبُ جُفَاءً
*******************************
لَنا أنْ نفرَحْ ، بلْ علينا ومِنْ واجِبنا أنْ نفرَحْ ٠٠٠٠لسنا من هواةِ الموْتِ ولا الدَّمارِ ولا الخرابْ٠٠٠٠كلا ولسنا مازوخيُّونَ ومِمَّنْ يتلَذَّذونَ بالألمِ وبالتعذيبْ!٠٠٠بلْ نحنُ عشَّاق الحياةْ وطلَّابُ الحريَّة منَ الطراز الأوَّل !٠٠٠
الصمودُ ميزَتُنا والصبرُ شيمَتُنَا ولا يكادُ الأملُ يغادِرُنا٠٠٠
إقتربتْ لحظةُ الإنْعتاقِ منَ العُبوديَّة وإنِّي لأسْمعُ صوْتَ صَريرِ بابِ الحريَّة وهو ينفتح ،على مِصراعيْهِ، أمامَنا ،حيثُ تتبدى لنا الآفاق الواعِدة وتداعبُ أنوفَنا نسائِمُ الحريَّة العَطِرة والمُنعشة!٠٠٠
وبالمقابلِ ،على الضِفَّة الأُخرى نرى أنَّ الرُّعبَ والهَلعَ قد سكنَ وإستوطنَ في قلوب الإسرائيليين ولا يريدُ أن يُفارِقَهم!، وبعدَ أنْ كانَ الأمنُ لبَاسَهمْ ودِرعَهم فلَقد أصبحَ هاجِسَهَم ومَصدرَ قلقِهِم٠٠٠٠
أيقَنَ الإسرائيليِّونَ أخيراَ بأنَّهُم أمامَ شَعبٍ صَلبِ الشَّكيمة ، قويَّ الإرادة ، لم يُهزمْ ولنْ يغلَبْ ، لمْ ولنْ يَصمتَ على ضَيمٍ ، و أنَّهُ لا يهادِنْ ولا يستكينُ إلى الذلِّ والهوانْ٠٠٠ إنَّه شعبٌ عصيٌّ على الإنقيادْ٠٠٠ معطاءٌ وصبورْ و هو ينبوعٌ للتَّضحيَة في سبيلِ الوطنْ٠٠٠
لقد أصبحتْ معنويَّاتُ الإسرائيلي - رغم القوَّة والعَتاد وجَبروتِ البطْشِ- في الحَضيضْ ، و الوحدةُ ''الوطنيَّة'' للكيانِ الصهيوني تقفُ في مهبِّ الريحْ٠٠ وأمَّا جبهتُهُم الدَّاخليَّة ،التي طَالما تغنَّوا بها وحَاوَلوا جاهدينَ بناءَها بِصَلابةٍ ، كدرعٍ متينْ قدْ بدأتْ بالتحلُّل والتلاشِي٠٠٠لقد كانتْ أوَّل من تخلَّى عن الحكومةِ وفَشلَتْ ولم تصمُدَ وسَقَطتْ في أوَّلِ إختبارٍ لها وإنقلبتْ من جدارٍ يستندُ عليه كيانُهمْ إلى عبئٍ عليهمْ!٠٠
و لقدْ بدأَ الإسرائيليونُ يتسائَلونَ عن المَصير٠٠٠ولسوفَ تتشكَّلُ لجانُ تحقيقٍ عديدة وستبدأ عندهم حروبُ تبادلِ الإتِّهاماتِ والمسؤولية عن الفشلِ وسيستقيلُ أو يُقالُ وزراءْ وستتساقطُ كثيرٌ من الرؤوسْ٠٠٠إنَّهم يعيشون مرحلةَ تخبُّطٍ وفوضَى شاملة وعارمة٠٠٠٠إنَّهم مصدومونَ منَ النتيجة٠٠٠إنتهى الإمتحانُ وبدأت الخيبَاتُ تتَبَدَّى وتتَكَشَّفُ وتظهرُ للعيانْ٠
لم تحقِّقُ ''إسرائيلُ'' ،أمام الصمود الأسطوري للمقاومة والشعبِ الأعزلِ، أيَّ هدفٍ من أهدافِها٠٠٠ وبدأ الأمنُ القوميُّ ، الذي كانَ على الدَّوام ، خطاً أحمراً لهم بالتَّهاوي٠٠٠٠ وأُختُرقِ هذا الأمنُ في كلِّ أركانِ الدولة ، لم تعدْ هناكَ منطقةٌ واحدةٌ آمنة لهمْ في البلاد ، وقد إنتَقلَت أجواءُ الحرب والجبهةُ ووَيلاتِ المعاركِ إلى الأعماقِ٠٠٠٠ إلى بيوتهم ، بعدما كانتْ في السَّابق تجري بعيداً عنهُم وعلى أراضي الغير ، حتَّى إنَّهُم كانوا يتمتَّعونَ بمشاهَدَتِها على شاشات التلفزيون ، فأصبحوا الآن يعانونَ منها بلْ وتحدثُ في عُقرِ دارِهمْ٠٠٠لم تفِدْهُم قبَّتَهم الفولاذيَّة ولا جدارُ الفصل العنصريِّ ولا الحواجزُ ولا المعابرْ في شيئ٠٠٠
قد تكون كلمةُ إنتصار-في نظَر البعضِ منَّا- كبيرةٌ علينا ومُبالغٌ فيها ، ولكنْ ألا يحقُّ لنا أنْ نَعتبرَ ''فشلَ'' العدو وإخفاقَه في تحقيق أهدافه و في فرْض شروطه /رغْمَ خسائِرنا والثمن الباهظ الذي دفعنَاهُ ، وتضحياتنا الكبيرة ، التي لا ينكرُها عاقلْ /''إنتصاراً'' لنا؟!٠٠
وقد يقولُ قائلْ ; أنظروا إليهِم ، إنهم يقيمونَ الدنيَّا ولا يقعدونها لمجَرَّدِ مقتلِ فردٍ واحدٍ منهم ، بينما نتقبَّلُ نحنُ موْتَ المئات برضىً وبقناعةٍ وبثباتْ ، بلْ وبإعتزازْ٠٠٠
هل أرواحُنا رخيصةٌ ، وروح الواحدِ منهم غَالية؟!٠٠ هلْ همْ يقدِّرونَ النفسَ البشريَّة ، ونحن لا نُلقي لها بالاً ، وهلْ دماؤهم من دمٍ ودماؤنا من ماءْ؟؟!!٠٠٠
لا ليس الأمرُ كذلكَ أبداً، وإنْ بَدا هكذا لأوَّلِ وهلة!٠٠٠٠ إن حقيقة الأمر هي أنهم يستَكْثرون خسارةَ إنسانٍ واحد مقابلَ وطنٍ وأرضٍ -يعرفون تماماً و في قرارة أنفسهم- أنَّها ليست لهم وسيغادروها آجلاً أم عاجلاً ، ولذا فهمْ يدركون بأنَّهم ''يضحُّونَ'' في سبيل قضيَّة باطلة وخاسرة!٠٠٠وعليه وحسب منطِقِهم وبحساب ''الربح'' و''الخسارة'' فإن ''الثمنَ''، بنظَرِهم ، أغلى من ''الهدفْ'' ولذا فهم بهذا محقُّون !٠٠٠ أمَّا الفلسطينيُّون فإنَّهُم يسترخصونَ دماءَهم و أرواحَهم مقابلَ وطنِهم الغَالي /وهذا طبيعي ومنطقي/ كما أنَّهمْ يؤمنون بأنَّهُم يناضلونَ في سبيل قضيَّة عادلة وبالطبعِ-كما نلاحظُ- فالفرقُ شاسع بين منطقِنا ومنطقِهم وهدفِنا وهدفِهمْ وحساباتِنا وحساباتِهِمْ ولذا فالمستقبلُ لنا!٠٠٠
إنَّهم يخافونَ المستقبَلَ ويجهلونَ مصيرهُم ، بينما نحنُ نرحِّبُ به ، بلْ ونَستعجِلَه وننتظره بفارغِ الصبرِ، وهذه هي عقدَةُ العقَدِ بالنسبَةِ لهمْ٠٠٠
الزمنُ يعملُ لصالحنا وفي نفس الوقت يهدِّدُ وجودهم وكيانهم في بلادنا ،نحن نَنْمو ونزدادُ صَلابةً وهم يكبرونَ ويشيخُونَ ويزدادُونَ ضُعفاً٠٠٠٠
نحن واثقون من النصر لأنَّ مطالبنا عادلة وشرعية وبسيطة ، بل و في مُنتَهى البساطة٠٠٠إنَّها حقُّنا الشرعي والطبيعي أن نعيش أحراراً على أرضِنا٠٠٠بينما هم يعملون ضدَّ التاريخِ والمنطقِ والعدالة ويجاهدونَ في سبيلِ إستعمارٍ قد ولَّى عَهدَه!٠٠٠
ولذلك فإن كلَّ ما يستطيعونَ فِعلَهُ هو المزيد منَ التوَّرُطِ في ممارسةِ الإجرامِ وإقتراف الأعمالِ الوحشيَّة ، الفاشيَّة والعنصرية وبالتالي فإنهَم لا يحصدونَ إلا مزيداً منَ الكَراهية٠٠٠٠
لقد بدأَ الغطاءُ الدولي لهم بالتمزُّقِ والإهتراءْ ، وموْجة التَّذمرِ من سياسَاتهم الرَّعناءَ في إزديادٍ ، وكذلكَ فإنَّ التعاطُفَ معهم-بسبب عقدةِ الهولوكوست [عند الغربِ] - يسيرُ إلى الإضمحلالِ والإنحسارْ ، بعدَ أن تبيَّنَ أنَّ الإسرائيليُّون همُ بذاتهِم قد أصبحوا النَّازيُّون الجُدَدْ ، وبأنَّهم ، نتيجَةَ مُمارسَاتِهم لسياسة الإبادة الجماعية والفصْلِ والتَطهيرِ العرقيِّ تجاه الشعب الفلسطيني ، قد تفوَّقوا أو كَادوا على جلَّاديهم الهتلريِّين!٠٠٠لم يعدْ بمقدورِ الغربِ أنْ يؤيِّدهم ويغمِضَ عينيه على جرائِمهم إلى ما لا نهاية٠٠لقد بدأ ضميرُ الشعوبِ يَصحو ويَتمَلْملْ!٠٠٠
والمعركةُ الإعلاميَّة ، التي كانت على الدوامِ لصالحِ ''إسرائيل'' بدأتْ تميلُ إلى صالحِنا وذلك بفضل التكنولوجيا وتطور وسائلِ الإعلام وإنعتاقِها وتحرُّرِها من طوقِ السيطرةِ والحَظرِ والتوجيهِ والمراقبة ٠٠٠و بدأت صورة ''إسرائيل'' العنصرِيَّة والوحشيَّة والإجراميَّة والساديِّة تتضِحُ للعالم/ ودونَ رتوشٍ/ وتتكَشَّف شيئاً فشيئاً ، وحتَّى إلى أشدِّ حلفائِهم تعامياً!٠٠ وإختفت تلك الصورة التي كانت إسرائيل تبرزها للعالم ، /ببراعةٍ وخبثٍ وذكاء/ ، بحيث تبدو أنها مجرَّدُ ضحيَّةٍ وحمَلٍ وديعٍ ، وسطَ غابةٍ من المتوحشيين ، الذين يريدون القضاءَ عليها وبأنها بحروبِها إنَّما تدافعُ عن وُجودِها وحَقِّها في الحياة!٠٠٠٠
لم يعدْ الغربُ خصوصاً ولا العالمُ عموماً ، ولا حتَّى أشدُ وأصلبُ مؤيِّدي الكيان الصهيوني قادراً لا أخلاقياً ولا قانونياً الإستمرارَ في التواطِئ والتأيِّيد والدفاعِ عنه وإيجادِ المبرِّراتِ له بلا حدود٠
لقد فقدت ''إسرائيل'' دوْرَها الوظيفيِّ وفقدتْ مكانَتها وبعد أن كانتْ أداةً للغربِ وحارساً لمصالحهِ فلقد أصبحتْ عبئاً عليه ، وخصوصاً بَعدمَا فقدتْ صورتها المُلَمَّعة والمُنمَّقة على أنَّها واحةٌ ''للديموقراطية'' وجنَّةٌ ''للإستقرارْ'' في المنطقةِ٠٠٠
ولذا فليس بِبَعيدٍ ذلكَ اليوم الذي سوفَ يتخلَّى الغربُ عن ربيبتهم ''إسرائيل'' فتصبحُ هذه الأخيرة كسلطعونٍ[سرطان البحر] فَقَدَ قوقَعتَهُ فأصبحَ عارياً ، ضعيفاَ وهشَّاً وعندها سيعودُ كلُّ شَيئٍ إلى نِصابِه ; سيعودُ اللاجئونَ إلى ديارِهم وسيغادرُ الإسرائيليُّون /مِمَّن يرفضونَ التعايشَ مع السكان الأصليِّين على قدمِ المساواةِ/ كلٌّ إلى موطِنه الأصليِّ طالباَ الأمان!٠٠وإنَّه ، بإذنِ اللهِ، ليومٌ قريبْ٠
وفي الختامِ فلنْ يصحُّ إلَّا الصحيحُ ، ولن يمكُثَ في الأرضِ إلَّا الحقُّ ، وأمَّا الزَبَدُ فيذهَبُ جُفَاءً٠

د٠ محمد طرزان العيق
صوفيا / 28.08.2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف