الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قهوة مع بنت البادية بقلم: رامي مهداوي

تاريخ النشر : 2014-12-20
قهوة مع بنت البادية بقلم: رامي مهداوي
قهوة مع بنت البادية
بقلم: رامي مهداوي

قبل يومين كان لي الشرف بأن أشرب أكثر من فنجان قهوة مع عضو مجلس النواب الأردني السابع عشر/ عضو كتلة التجمع الديمقراطي/ نائب رئيس لجنة النزاهة والشفافية وتقصي الحقائق النيابية هند حاكم الفايز، ربما منذ زمن بعيد لم أستمتع بحوار فكري مفعم بروح الأمل وإعادة إحياء الروح العربية القومية التي بدأت تتآكل ولم يبق منها سوى الشعارات التي أصبحت تتداول فقط في المناسبات والمهرجانات والاحتفالات العربية.
ربما ازداد تسليط الضوء عليها بعد الخلاف الذي وقع في مجلس النواب الأردني بين عدد من النوّاب، عندما رفضت النائب هند الفايز الجلوس لإعطاء الكلام لغيرها، فقال النائب يحيى السعود: "الله لا يسامح اللي جاب الكوتا على هالقبّة". وتابع: "الله ينتقم منّو اللي جاب الكوتا على هالقبّة، اقعدي يا بنت بدنا نعرف نحكي". فطلب رئيس المجلس محو الجملة من محضر الجلسة. فردّت هند "يا حيف على هيك رجال، الكوتا أحسن من الواسطة". ثم طلب رئيس المجلس من النائب السعود الاعتذار، فرفض وكرّر: "الله لا يسامح اللي جاب الكوتا على المجلس".
عندما اجتمعت مع هند كانت هي في مقابلة لتعبئة استمارة بحثية لمؤسسة فكرية، استمعت لمعظم الإجابات وطريقة التفكير والإجابات المفتوحة على تلك الأسئلة، كانت الاستمارة والأسئلة المطروحة من قبل الباحثة كثيرة بشكل تفصيلي ودقيق، إلا أن هند تعاملت مع الأسئلة بصبر وابتسامة وتشارك الحضور بالإجابة، بصراحة انا كنت مستمتعاً بأن أستمع للسؤال والجواب لتكوين صورة ولو أولية عن امرأة أحبها ليس فقط الشعب الأردني وإنما نحن الفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام.
هند بنت البلد بحبها لما هو أكبر من العائلة والعشيرة وأي محافظة في المملكة، فهي تعتبر الأردن كاملاً متكاملاً عائلة واحدة جميع من فيه يخضع للدستور والقانون الأردني، تعتمد على الحصانة التي أعطيت لها بانتخابها من الشعب الأردني، ليس هذا فقط وإنما تتحمل مسؤولية كل من له قضية ما خاصة أو عامة فكما تقول أنا بنت هذا الشعب الذي علينا أن نقوم بوظائفنا من أجل خدمته.
لهذا عندما تأتي المسيرات الاحتجاجية لأي قضية ما باب البرلمان، يهتفون أين أنت يا هند... يريدون هند أن تستمع لهم... جميع الشرائح المجتمعية من بائع الخضار والفواكه الى المعلم والطبيب والعمال يعلمون بأن هند ليس فقط مجرد رسول بينهم وبين البرلمان، وإنما تتبنى القضايا لإيجاد حلول عادلة ومنصفة. وحتى على مستوى السياسات الوطنية تجد هند تتعامل مع أي ملف كان كتقرير مصير لكل مواطن أردني تقوم بواجبها وأداء وظائفها قبل كل جلسة فتجدها في كل الملفات لها رأي علمي وطني قومي، فتسمع صوتها بمناهضة المفاعل النووي، مشروع اتفاقية الغاز الإسرائيلي، الضغط لإلغاء معاهدة وادي عربة.
ربما مصطلح "اقعدي يا هند" تداول بشكل كبير عبر وسائل الإعلام الإلكترونية ووسائل الاتصال المجتمعية، ليتم التركيز على قضايا المرأة والكوتا في المجتمع والبرلمان الأردني، برأيي هذا الشعار حمل ليس فقط هذه القضية، وإنما العديد من القضايا الفكرية والمجتمعية، على سبيل المثال لا الحصر، هند أعادت إحياء الفكر القومي العربي الذي حمله والدها المناضل المرحوم حاكم الفايز، ونور الدين الأتاسي، صلاح جديد.... وغيرهم الكثير. وأيضاً قضية المحتل الإسرائيلي وكيفية التعامل معه في مختلف المجالات، قضايا الإصلاح والشفافية والنزاهة والمحاسبة.
طلبت لنا هند قهوة، وبدأ الحديث يأخذ زوايا مختلفة، تحدثنا عن القضية الفلسطينية، العشيرة، قانون الانتخابات، الكوتا، الضمير الحي للنائب وما تعانيه هي من أرق إذا لم تتواصل مع من يتواصل معها لأي سبب كان، ماذا بعد اقعدي يا هند؟! وكيف تجد الإعلام المحلي والدولي يتعامل معها. هند تتحدث معك بصوت النكهة العربية تعطي الفكر حقه قبل التشرذم، طموحها ليس أحلاماً وإنما تعمل وتبادر وتتصدر الموقف ثم يلحقها غيرها ويتصدر هو الموقف لتسعد هي بأن القضية بدأت تثار بقوة، ثم تنتقل الى ملف آخر يتطلب الجرأة والنخوة والحزم لتكون هند هي العنوان لكل حر... فهي الحرة بنت الحر.
من الصعب أن ينتهي أي لقاء مع سياسي دون إحباط وتذمر، لكن مع هند كان الأمر مختلفاً، كنّا ننظر الى ماذا بعد اقعدي يا هند.. ماذا بعد حب وثقة الشارع لها.. هند تستنهض الشعوب العربية بألا تقعد... شكراً لك على القهوة العربية التي تذوقتها طعماً وأملاً.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف