حلوة زحايكة
سوالف حريم
في يوم المعلم الفلسطيني
قرّرت أن أزور مدرسة يوم 16 كانون أوّل الحالي، لأستفسر عن أحوال ابني في المدرسة، ولأقدّم التهاني للمعلمين بيومهم، واستذكرت قصيدة شوقي التي مطلعها:
قم للمعلم وفّه التبجيلا...كاد المعلم يكون رسولا
ولمّا رأيت أحوال المعلمين تذكرت ردّ ابراهيم طوقان على شوقي بقصيدة يقول فيها:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي *** "قم للمعلم وفّــه التبجيلا"
أقعد، فديتك هل يكون مبجلا * * * من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يفلقني الأمير بقوله * * * "كاد المعلم أن يكون رسولا"
لو جرّب التعليم شوقي ساعة * * * لقضى الحياة شقاوة وخمولا
فحزنت على أحوال معلمينا، فرواتبهم متدنية، والطلاب شبه منفلتين، فما عادوا يحترمون المدرسة وقوانينها، بل انهم ما عادوا يحترمون معلميهم، والمدرسة غير مجهزة أصلا للدراسة، فهي بناية سكنية مستأجرة، ولا مكان لاصطفاف الطلبة ولا مختبرات ولا وسائل ايضاح، فرثيت لحال الطلاب ومعلميهم. ومما لفت انتباهي أن المدرسين جميعهم يشتركون في صحيفة واحدة، ثمنها لا يزيد عن نصف دولار، مع أنّ عددهم يزيد على الثلاثين معلما، مما يعني أن غالبيتهم لا يتصفحون الجريدة اليومية، وهذا دفعني أن أوجّه للمعلمين سؤالا عن آخر كتاب قرأه كل واحد منهم خارج المنهاج الدراسي، وكانت الصّدمة أنّ لا أحد منهم يطالع كتابا خارج المنهاج، بل إن أحدهم اعتبر سؤالي "كلام فاضي" فازددت حزنا على أحوال شعبي، فكيف ستنهض أمّة "اقرأ" ما دام معلموها لا يقرأون؟
سوالف حريم
في يوم المعلم الفلسطيني
قرّرت أن أزور مدرسة يوم 16 كانون أوّل الحالي، لأستفسر عن أحوال ابني في المدرسة، ولأقدّم التهاني للمعلمين بيومهم، واستذكرت قصيدة شوقي التي مطلعها:
قم للمعلم وفّه التبجيلا...كاد المعلم يكون رسولا
ولمّا رأيت أحوال المعلمين تذكرت ردّ ابراهيم طوقان على شوقي بقصيدة يقول فيها:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي *** "قم للمعلم وفّــه التبجيلا"
أقعد، فديتك هل يكون مبجلا * * * من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يفلقني الأمير بقوله * * * "كاد المعلم أن يكون رسولا"
لو جرّب التعليم شوقي ساعة * * * لقضى الحياة شقاوة وخمولا
فحزنت على أحوال معلمينا، فرواتبهم متدنية، والطلاب شبه منفلتين، فما عادوا يحترمون المدرسة وقوانينها، بل انهم ما عادوا يحترمون معلميهم، والمدرسة غير مجهزة أصلا للدراسة، فهي بناية سكنية مستأجرة، ولا مكان لاصطفاف الطلبة ولا مختبرات ولا وسائل ايضاح، فرثيت لحال الطلاب ومعلميهم. ومما لفت انتباهي أن المدرسين جميعهم يشتركون في صحيفة واحدة، ثمنها لا يزيد عن نصف دولار، مع أنّ عددهم يزيد على الثلاثين معلما، مما يعني أن غالبيتهم لا يتصفحون الجريدة اليومية، وهذا دفعني أن أوجّه للمعلمين سؤالا عن آخر كتاب قرأه كل واحد منهم خارج المنهاج الدراسي، وكانت الصّدمة أنّ لا أحد منهم يطالع كتابا خارج المنهاج، بل إن أحدهم اعتبر سؤالي "كلام فاضي" فازددت حزنا على أحوال شعبي، فكيف ستنهض أمّة "اقرأ" ما دام معلموها لا يقرأون؟