الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اكتب لكم من دمشق بقلم:الاء نايف

تاريخ النشر : 2014-12-19
اكتب لكم من دمشق  بقلم:الاء نايف
اكتب لكم من دمشق
آلاء نايف

ويحدث أن يموت الصوت ويبقى الصدى ويحدث أن تتآمر عليك جميع الأصوات المستبدة ويختزلها صوت الصدى في قرينتك التي تلاحقك مثل الظل في صوتها شيء من سواد.. شيء من حجاب الشمس عن رؤياك..فعدوك يسكنك فيك ..عدوك يقاتلك بماتحويه ويحتويكوكي لا أقتل بك فتاة الظل..وكي لاأنام على صفعة الجبن تلك..إليك صفعتي..سأكتب..لأني أذكر سكين والدي سأكتب ..سأكتب دون وجل سكينه التي فقدت حدتها في معرض الدفاع عن شرف البقاء!!!سكينه التي خانته حينما نكست رأسها ولم تدافع عنه عندما نكل به وطرد من خيمته !!!والدي ذاك الذي أفنى عمره في رفع راية الشرف لخيمته!! سقطت خيمتنا ياأبي فدعني أرفع راية الشرف عاليا سأعلقها على رأس قلمي وأمضي هاتفة بالكتابة جاعلة من دموعك وقود لمحرقة تثأر لخيمتنا ياأبت!!سأكتب لخيمتنا التي هدمت!!سأكتب لبيت هناك في البعيد..وهاهو حاضر في حاضري وإن غاب لن يغيب سأكتب لخيمة التهجير تلك التي براية الشرف نمت وازدهرت سأكتب لأول وطن اكتنفني!!لتلك الصورة المعلقة في بيتنا على جدار غرفة الضيوف ..هناك في المنتصف صورة زيتية لقبة الصخرة وللمسجد الأقصى هناك حيث جلست أمام الصورة ساعات وساعات أنقب عن حب لوطن حملني اسم اللجوء من قبل أن أولد أمعن جيدا هذا هو وطني معلق بين ضلوعي مسكونة بحبه مذهولة لوطن في صورة.. لوطن على جدار..لوطن في غرفة.. لوطن راحت يد الرسام ترسمه محررا بلا أسلاك ..على جدران كل مدينة مكتوب هناك (العودة حق مقدس )سأكتب لوطن حتى وإن كان في صورة جعلني أخشع !!سأكتب لمنزلي في ذاك المخيم الذي حاله كحال نسائه اللاتي بعثن بأبنائهن إلى حيث رمت أم موسى يمها..إلى حيث عين الله ترعاهم المخيم الذي ترك مهجورا ..نازفا شوقا إلى من تركه لوحدة الشتاء سأكتب له سأكتب وأخي!! ذاك الذي فجع فؤاد والدتي وهاجر تاركا إياها لليل الدموع والشوق الطويل ذاك الذي لملم ماتبقى من أحلامه المبتورة ونجى بنفسه من حرب لاتفرق بين عالم وجاهل!!سأكتب رامية بخوفي ضاربة بسيف القلم سأمشي على حد السكين ومن قطرة دمي النازفة من كلمتي الثائرة سأنتزع الخوف من قلبي من جسدي من قلمي وأكتب..من قال إني سأخلع عباءتي وأكشف عن عورتي!!!بل سأكتب لأرتدي ثوب الكلمة الفضفاض سأكتب كي لاأموت سأكتب كي لاأندثر هنا في ثقافة السائقين وبائعي الغاز وعد ساعات قطع الكهرباءسأكتب كي لا يقتلني خوفي..في مدينة أصبح فيها أكبر مخاوفي وهاجسي الوحيد ألا أنسى هويتي هويتي تلك التي ريثما أخرجها من حقيبتي ألهث كمجنونة أضاعت أحد أبنائها في إحدى الأزقة!!!!سأكتب لأن الألم يقتلني تلك الكلمة التي كتبت علي كقدر مشؤوم يلاحقني دون سأم( لاجئة)!!سأكتب لكي أرسم بالكلمات وطن أطير به في كتاباتي وأختم عودتي إليه في نهاية مأساة قصصي أختتمها بالانتماءسأكتب لأني قدسية وهناك على أبواب مخيمي أرى جدتي تحمل فناجين قهوتها رائحة الهال تناديني لأحتسي ذكراها في كتاباتي هنا وأحييها وأرتشف فقدانها بمرارة سأكتب لأني قدسية السمرة والأجداد سأكتب لأني دمشقية الميلاد سأكتب للياسمين الذي يفوح من بين أرداني سأكتب لدمشق لأن التاريخ يكتبها موجوعة مفجوعة مشوهة مدمرة ناكسة وذليلة سأكتبها لأن التاريخ لم يكن في ساحاتها في شوارعها في أزقتها في ليالي الياسمين للشام شيء من جمال وإن نزفت لدمشق سأخط حروف حبي وسأغنيها في ألحان يوميات اللقاء لن أغلق كتاب الحكايا وإن نامت عين شهرزاد فقلب دمشق نابضا بالحياة لاينام وإن أغلقت جميع الكتب ..باب دمشق مفتوح على مصرعيه مفتوح على الحب سأكتب لأحرر السجينات لأن القضبان تثور على الجلاد سأكتب ولتخرج أفواج النساء معتمرات إلى ساحات الأدب متخذات من القلم محرما شرعيا ولتكن تاء التأنيث تبتدء بتاء التسلح بالقلم وتختتم بتاء الثورة في الكتابة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف