الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كيف ستظهر قيادة ثورية ذات ثقة جماهيرية؟ بقلم: معاذ عبدالرحمن الدرويش

تاريخ النشر : 2014-12-18
كيف ستظهر قيادة ثورية ذات ثقة جماهيرية؟
لعل معضلة الثورة السورية و منذ انطلاقتها ، عدم وجود قيادة ثورية سياسية ذات قاعدة شعبية كبيرة، توجه دفة الثورة و تقود المرحلة و توصل الثورة إلى بر الأمان.
ظهرت العديد من الشخصيات الثورية و العديد من التكتلات في بداية الثورة،إلا أنها لم تعمر طويلاً و سقطت معظمها إن لم نقل كلها ، و لم تكسب ثقة سوى دائرة ضيقة من حولها و لفترة وجيزة فقط.
فما هو سبب ذلك؟.
لا شك أن أربعين سنة مرت على السوريين ،كان محرم فيها على الرجل أن يجتمع مع زوجته ، إلا إذا كان الإجتماع برعاية بيت الأسد .
ستأتي تلك السنون - و التي تمثل عمر جيل كامل في علم حياة الأمم – أكلها اليوم ،و ليتعذر عليهم أن يجتمعوا تحت أي مظلة مهما كانت ألوانها و تعددت أشكالها.
هذا من ناحية ، و من ناحية ثانية هي انعدام الثقة بين السوريين أنفسهم، بعد أن زرع نظام الإجرام الأسدي لكل مائة شخص عنصر مخابرات و هذه إحصائية شبه رسمية في تسريب من أقبية المخابرات نفسها.
و مع انطلاق الثورة ، كان في أبجديات مخابرات نظام الإجرام، كل قريب و لو كان من الدرجة العاشرة يعتبر مجرم لأي ناشط يعمل بالثورة.و هذا ما أدى إلى العمل بشكل سري للغاية و بشكل مخفي و على نطاق ضيق جداً.
هذا من ناحية ، أما من ناحية معطيات الثورة نفسها فكانت كالتالي:
لعل آخر من التحق بالثورة هم طبقة المثقفين ، و رجال الدين و العلم ، في حين أن الشباب الكادح ترك زمناً ليس بقصير يقود دفة الثورة بعفوية و بأخطاء كثيرة ما بين القصد و قلة الخبرة.
فحين التحق المثقفون بالثورة متأخرين لم يستطيعوا أخذ راية القيادة من الشباب المتحمس بعد تلك الفجوة من الزمن و من الفكر الثوري – و الذي ربما لم يجدوه مناسباً – فعاد معظمهم إلى بيته و اكتفى بتأييده للثورة بالقلب داخل الوطن في أفضل الحالات و في أغلبها خارج حدود الوطن .
و الأهم من ذلك عدم ظهور أي أحزاب سياسية أو ثورية لديها مشروع ثوري مقنع للجميع و لديها الإمكانيات الكافية لذلك.
و لا شك أن هناك العديد من المحاولات تمت لكن لم يكتب لأي منها ولو قليل من النجاح.
و لعل المعضلة الرئيسية في ذلك ، هو فقدان الثقة من قبل الجماهير لأي شيء له علاقة بالسياسة ، و كأن السياسة أصبحت بالنسبة لهم هي نظام الإجرام الأسدي نفسه.
و لعل المشكلة الرئيسية لدى الشعب السوري الذي ذاق كل ألوان العذاب و الموت كانت فيمن سيخلصه من هذا الجحيم الذي هو فيه.
فهو لن يعطي الثقة إلا لمن يخلصه من هذا الجحيم أولاً و بغفوة عين،متناسياً أن الخلاص لن يتم إلا من خلاله نفسه و بفرز منه لقيادة قوية بتأييده و دعمه و تحمل همه و جراحه .
و من خلال المعطيات السابقة ، فإذا تقدم أحدهم (فردا كان أو جماعة) بأي مشروع ثوري فكري ، بعيداً عن لقمة الخبز للشعب المهجر الجائع أو رصاصة للثائر المقاتل لا يلقون لمشروعه بالاً باعتباره مجرد تنظير لا يسمن و لا يغني من جوع و لا يقي من موت.
و من الناحية الأخرى كيف سيكون لأحد ما (فرد أو جماعة) مقدرة على سد جوع شعب أو تذخير ثورة ،إذا لم يكن هذا المقصود له ارتباطاته الدولية ، من أجل ذلك جاءت العديد من المشاريع لكنها سقطت بالتبعية ، و لم تكن تحمل أدنى إخلاص لخلاص هذا الشعب الجائع المذبوح.
ففي الشق الاول سقطت كل مشاريع النخب المخلصة ، وفي الشق الثاني سقطت كل المشاريع لارتباطها الخارجي.
بعد كل هذه المقدمة ما هو السبيل للخلاص؟
لا شك أن زمن الأنبياء ولى ، و لا يوجد قائد معصوم من الخطأ إلا إذا كان يحمل صفات الرب كفرعون مصر و بشار شبيحة سوريا،و إذا كان الشعب السوري ينتظر ملكاً ينزل من السماء ، أو رجلاً صادقاً مقداماً – على شاكلة صلاح الدين الأيوبي أو خالد ابن الوليد – يخرج من الأرض ، فإن ثورته لن تنتصر و لن تعمر طويلاً،و هو مهدد بالعودة للعيش تحت " بوط " الإستخبارات الأسدية.
لا يوجد أي مواصفات و لا أي معايير لأي قيادة ، المهم أن يجمع على قيادة مهما كانت تحمل من سلبيات و مهما كانت تحمل من أخطاء، لأنه لا خلاص له إلا بذلك ، و ليس مهماً من يكون ، المهم أن يكون ابن الشعب و ابن الثورة.
لأنه عندما يتخلص من نظام الإجرام الأسدي سيدرك أن لا أحد في هذه الدنيا يحمل أخطاء كأخطاء نظام الإجرام الأسدي ، و أن لا أحد يحمل سوء بقدر سوء نظام الإجرام الأسدي ، و أن سورية جنة حقيقة و لا ينقصها لكي تعمر بالحياة و بالحب و بالخير و بالملائكة إلا بطرد تلك الثلة من الشياطين.
معاذ عبدالرحمن الدرويش
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف