غزة ...القدس وما بينهما
بقلم د. اكرم ابراهيم حماد
لقد كانت الحرب الأخيرة على غزة حرب ضروس استبسل فيها أبناء غزة ، وتحملوا ما تحملوا من معاناة سواء في الجوانب الاقتصادية أو الحياتية أو النفسية أو الأرواح فاستشهد ما يزيد عن الفي مواطن وجرح ما يزيد عن عشرة آلاف آخرين ، وكثير من حالات الجرحي تتحول بمرور الوقت إلى إعاقات دائمة أو استشهاد ، وفي جميع الأحوال وعلى كل الوجوه فهي معاناة عاشها ويعيشها الغزيون ، وما أنا بصدده حالات الجرحي التي قصدت مشافي القدس للعلاج ، فقد عملت الحكومة الفلسطينية على تحويل الجرحى لمشافي داخل الوطن وخارجه، وكان من نصيب مشافي المدينة المقدسة مئات الجرحى الذين حولوا للعلاج بها ، وكنت في زيارة صديق كان ابنه من ضمن الجرحى الذين تم تحويلهم لأحد مشافي المدينة المقدسة للعلاج ، فحدثنا ذاك الصديق عن المقدسيين وتلك الشهامة والحب والحنان الذي أحاطوا بهم إخوانهم الغزيين ، فيقول الصديق ربما قل أن نجد مثل هذا الحنان والحب الذي غمرونا به أهل بيت المقدس ، فقد كانوا يأتوننا في أوقات يكون قد بلغ منا التعب مبلغه نحن مرافقي المرضى فلا نجد إلا وشباب بيت المقدس آتون يطلبون منا أن نذهب للراحة ليتولوا هم عنا فترة مناوبة بجانب مرضانا ومصابينا ،
نعم ، أحاطونا بكل ما يمكن أن يحيط به الأخ أخاه من رعاية وحسن اهتمام وحب وحنان واحترام وتقدير .
كنا نعتقد أن مصابنا وجرحنا لم يشعر به من حولنا أحد سوانا ، ولكنا وجدنا إخوانا كانوا يتلمسون خطانا ويتسمعون أخبارنا قبل أن نصلهم ، وبلهفة المشتاق قابلونا .
نعم هم أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس الفلسطينيون الذين رغم معاناتهم وما يواجهونه من عنت وصلف العدو تناسوا جراحهم وأبوا إلا أن يشاركونا تضميد جراحنا .
ومازال الحديث لصديقي لم ينته عن أهل بيت المقدس لولا أفواج المهنئين الذين كان قدومهم يقطع عليه بعضاً من ذكرياته خلال فترة مرافقته لإبنه الجريح .
إنهم الفلسطينيين في بيت المقدس وكل المدن الفلسطينية إذا ألمت بهم لامة كانوا إخوة متعاضدين متكاتفين يحملون نفس الهم ويعانون نفس الجراح، فهنيئاً لك يا فلسطين بهذا الشعب وهنيئاً لكم ياأبناء فلسطين هذه الأرض التي بلغت فيها مباركة الرب أعماق النفوس فطهرتها ، وما حالة التردي والانقسام إلا شحنة بغضاء بلغت فيها السلبية حد الحقد دست لكم أبناء شعبي، ولابد للأرض المباركة إلا أن تمتص هذه الشحنات السالبة وتذوي بها بين حبات ثراها .
بقلم د. اكرم ابراهيم حماد
لقد كانت الحرب الأخيرة على غزة حرب ضروس استبسل فيها أبناء غزة ، وتحملوا ما تحملوا من معاناة سواء في الجوانب الاقتصادية أو الحياتية أو النفسية أو الأرواح فاستشهد ما يزيد عن الفي مواطن وجرح ما يزيد عن عشرة آلاف آخرين ، وكثير من حالات الجرحي تتحول بمرور الوقت إلى إعاقات دائمة أو استشهاد ، وفي جميع الأحوال وعلى كل الوجوه فهي معاناة عاشها ويعيشها الغزيون ، وما أنا بصدده حالات الجرحي التي قصدت مشافي القدس للعلاج ، فقد عملت الحكومة الفلسطينية على تحويل الجرحى لمشافي داخل الوطن وخارجه، وكان من نصيب مشافي المدينة المقدسة مئات الجرحى الذين حولوا للعلاج بها ، وكنت في زيارة صديق كان ابنه من ضمن الجرحى الذين تم تحويلهم لأحد مشافي المدينة المقدسة للعلاج ، فحدثنا ذاك الصديق عن المقدسيين وتلك الشهامة والحب والحنان الذي أحاطوا بهم إخوانهم الغزيين ، فيقول الصديق ربما قل أن نجد مثل هذا الحنان والحب الذي غمرونا به أهل بيت المقدس ، فقد كانوا يأتوننا في أوقات يكون قد بلغ منا التعب مبلغه نحن مرافقي المرضى فلا نجد إلا وشباب بيت المقدس آتون يطلبون منا أن نذهب للراحة ليتولوا هم عنا فترة مناوبة بجانب مرضانا ومصابينا ،
نعم ، أحاطونا بكل ما يمكن أن يحيط به الأخ أخاه من رعاية وحسن اهتمام وحب وحنان واحترام وتقدير .
كنا نعتقد أن مصابنا وجرحنا لم يشعر به من حولنا أحد سوانا ، ولكنا وجدنا إخوانا كانوا يتلمسون خطانا ويتسمعون أخبارنا قبل أن نصلهم ، وبلهفة المشتاق قابلونا .
نعم هم أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس الفلسطينيون الذين رغم معاناتهم وما يواجهونه من عنت وصلف العدو تناسوا جراحهم وأبوا إلا أن يشاركونا تضميد جراحنا .
ومازال الحديث لصديقي لم ينته عن أهل بيت المقدس لولا أفواج المهنئين الذين كان قدومهم يقطع عليه بعضاً من ذكرياته خلال فترة مرافقته لإبنه الجريح .
إنهم الفلسطينيين في بيت المقدس وكل المدن الفلسطينية إذا ألمت بهم لامة كانوا إخوة متعاضدين متكاتفين يحملون نفس الهم ويعانون نفس الجراح، فهنيئاً لك يا فلسطين بهذا الشعب وهنيئاً لكم ياأبناء فلسطين هذه الأرض التي بلغت فيها مباركة الرب أعماق النفوس فطهرتها ، وما حالة التردي والانقسام إلا شحنة بغضاء بلغت فيها السلبية حد الحقد دست لكم أبناء شعبي، ولابد للأرض المباركة إلا أن تمتص هذه الشحنات السالبة وتذوي بها بين حبات ثراها .