الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشهيد بلال ياسر زنون سيرته و مسيرته - الذكرى السنوية الرابعة لارتقائه بقلم: عوني زنون أبوالسعيد

تاريخ النشر : 2014-12-18
الشهيد بلال ياسر زنون سيرته و مسيرته - الذكرى السنوية الرابعة لارتقائه  بقلم: عوني زنون أبوالسعيد
الشهيد بلال ياسر زنون سيرته و مسيرته - الذكرى السنوية الرابعة لارتقائه
الميلاد والنشأة :
الإسم : بلال ياسر سعيد محسن زنون
اللقب : أبوتراب تيمناً بالصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
تاريخ الميلاد :يوم السبـــت 22 ذو الحجة1410 هـ الموافق 14 يوليو1990 م .
تاريخ الإستشهاد : يوم السبت 11 محرم 1432 هـ الموافق 18 /12 /2010 م
مكان الميلاد : رفح / قطاع غزة / فلسطين
هاجرت عائلته من مدينة اللد قسريًا عام النكبة سنة 1948م بعد احتلال عصابات الإجرام الصهيونية لفلسطين إلى قطاع غزة
دراسته :
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة دير اللاتين في مدينة غزة و الإعدادية في مدرسة الشهيد أحمد الشقيري القريبة من حي أبراج العودة
و الثانوية في مدرسة الشهيد محمد يوسف النجار
ثم إلتحق بكلية دار الدعوة و العلوم الإنسانية لدراسة الشريعة .
حفيد الشهداء ابن بيت الجهاد و المقاومة
ولد بلال في بيت جده الشيخ سعيد محسن زنون (أبوياسر) و قد عاش الجد (أبوياسر) يتيمًا وحيدًا بعد فقد والديه و أخيه في قصف للطائرات الصهيونية بجوار مركز التموين التابع لوكالة ( الأونروا)UNRWA التابعة للأمم المتحدة في مدينة خانيونس عام 1949م أودت بمئات من الضحايا الفلسطينيين اللاجئين كان من بينهم الشهيد محسن حامد زنون و زوجته الشهيدة صبحه محمود زنون التي بُقر بطنها و استشهد جنينها .
نشأ بلال في بيئة مُشبعة بمعاناة اللجوء و الشهادة و الجهاد و المقاومة والمطاردة للعدو الصهيوني المحتل
حيث كان والده ياسر سعيد زنون أسيرًا محررًا أمضى في سجون العدو الإسرائيلي أربعة سنوات ثم واصل جهاده بتشكيل مجموعات الفهد الأسود التابعة لحركة فتح و قيادة الإنتفاضة ؛ و كان أخطر مطلوب مطارد أدهش الناس بمشاهد و قصص مواجهاته و ملاحقاته للعدو و شبكات عملائه و حيَّر جيش الاحتلال و أجهزته المخابراتية لدرجة فُرض على الإعلام الإسرائيلي الحديث عن جرأته و شجاعته و مهاراته في دقة القنص و فنون التمويه و الإفلات من كمائنهم و خططهم المحكمة لإغتياله أو إعتقاله .
منذ ميلاده عاش بلال حياة المطاردة و الغربة ، وتنقل مع والدته من بيت إلى بيت في أزقة مخيمات مدينة رفح خوفًا من إنتقام العدو و عملائه فلم يعرف منذ ميلاده الإستقرار ، ثم إلتحق بوالده إلى ليبيا في هجرة جددت معاناة هجرة عائلته ؛ حيث هدم العدو بيت الأسرة و تشتت الجد و الأب بينما كان يرزح عمَّاه عوني أبوالسعيد أسيراً في سجون الإحتلال محكوماً بالسجن سبعة سنوات و محسن أبوخليل في معتقل النقب الصحراوي .
بعد رحلة إغتراب عن أرض الوطن عاد بلال ليلتئم شمل أسرته مع والده الذي عاد متسللاً بعد أن رفض الإسرائيليون دخوله مع القوات الفلسطينية بعد توقيع إتفاقية أوسلو .
لم تطل فترة إلتئام الشمل فقد إندلعت إنتفاضة الأقصى و كان والده ياسر (أبوبلال) الذي تَرَّقى لرتبة مقدم و عمل مديراً للأمن الجنائي في جهاز الأمن الوقائي في مقدمة قيادتها بعد أن بادر بتشكيل لجان المقاومة الشعبية و ألوية الناصر صلاح الدين مع نخبة طليعية مجاهدة من أبناء الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية و حركة فتح و بعض كوادر الفصائل الفلسطينية .
خصاله و صفاته
بلال تميز بالفطنة و الذكاء و التفوق في تحصيله أعلى النتائج الدراسية ، كما كان حييًا خفيف الظل جميل المُحيَّا ؛ هاديء الطباع ؛ بسَّاماً تتلألأ إبتسامته في أشد و أحلك الظروف ، يعشق الدين والتدين متعلق بالقرآن والسنة صوَّامًا قوَّامًا ؛ يكره البدع و التحزب و يحب الطاعات و النوافل و العلم الشرعي .
ما أن يغيب بلال و يفتقده محبوه حتى نعرف بعد إسرار بسبب إخفائه للطاعات أن بلال إما معتكفاً في المسجد أو خارجاً للدعوة أو للتدريب على فنون الجهاد والمقاومة .
تعلق به و أحبه كل من عاشره لدماثة خلقه و وقاره رغم حداثة سنه و مبادراته بلا تعب ولا كلل لخدمة كل من يحتاجه .
أما أمه فتشهد له بالبر و صلة الرحم و السخاء و الكرم و تلقبه بالمرضي لشدة تعلقه و بره بها و طاعته لله و عطفه و حنانه على شقيقاته .
أتعب من حوله
بلال أشغل من حوله من أهله و أقربائه بمتابعته خوفاً من فقده لأنه القائم على شؤون أمه و إخوانه و أخواته الأيتام بعد قتل والده أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في 2009م .
كانت روحه التواقة للجهاد و الإستشهاد مثار قلق دفعت المهتمين بأعباء و مأساة أسرته للإلحاح عليه بالنصيحة والرجاء أن يركز في حمل مسؤولية بيته كأولوية مقدمة على ما يحمله من إصرار و شوق لمواصلة الجهاد والموت شهيداً في سبيل الله .
لكن أنَّى يقتنع شاب تربى في المساجد و ترعرع في بيت المقاومة و الجهاد و المطاردة و اللجوء و المكابدات
و ملأت أنفاسه رائحة السلاح والبارود و احتفظت ذاكرته بسيرة و ذكريات القادة و الشهداء المجاهدين من أصدقاء و رفاق والده منذ إكتحلت عيناه بنور الحياة بغير درب الجهاد و الإستشهاد مهما تعددت الواجبات والمسؤوليات .
حلمه و أمنياته
كانت أم بلال و أعمامه و أخواله و أسرته يحلمون بزواج بلال و تستعجل والدته عقارب الزمن لتراه عريساً ينعم بحياة هادئة مستقرة يعوضها و أولادها عن معاناة التشرد والتشتت و فقد الزوج والوالد ؛ لذا كان يُعدُّ له شقة قيد البناء .
لكن بلال حدد إتجاه بوصلته ؛ و صمم خارطة طريقه بعناد شامخ ؛ لم تشغله كل الأمنيات و الطموحات الدنيوية ؛ فقط الحج إلى بيت الله و من ثم الإستشهاد هما أقصى غاياته و جُلَّ طموحاته .
من المفارقات العجيبة أن آلات البناء لشقته فككها العمَّال قبل إتمام البناء ؛ فقد سبق مشروع الشهادة مشروع إتمام البناء .
هي تماماً كما تمنَّى .
و هل لعاشق هوايته الأغلى تغبير قدميه في سبيل الله و نزهته الأحب إلى قلبه مقارعة العدو من خاتمة إلا ما تمنَّاها
لقاء الله مضرجاً بدمه متناثرة أشلائه .
وصيته
أوصى الشهيد بلال زنون بما يلي :
1- أن لا يتبنى عمله و إستشهاده أي حزب أو فصيل ليكون خالصاً لله بلا دعاية ولا سمعه .
2- أن تطبق السنة النبوية في تجهيزه للدفن و جنازته و عزائه .
3- لا ترفع أو تعلق في جنازته و عزائه رايات أو صور .
4- أن تكون جنازته صامته بدون هتافات و مكبرات صوت .
إستشهاده
قصفته طائرة صهيونية بصاروخ جو أرض فمزقت جسده و أصابته بحروق شديدة و بتر في قدميه ؛ وتم التعرف عليه جثمانه بصعوبة .
استشهد بلال مع خمسة من المجاهدين من أبطال المقاومة الفلسطينية نتيجة غارة شنتها طائرة استطلاع صهيونية مساء السبت 22 ذو الحجة1410 هـ الموافق 14 يوليو1990 م .
ونقلت المصادر الصحفية عن شهود عيان قولهم أن المقاومين الخمسة كانوا يستعدون لإطلاق قذيفة صاروخية من أرض مفتوحة
بالقرب من مفترق أبو هولي جنوب مدينة دير البلح وسط غزة، باتجاه المواقع العسكرية الصهيونية القريبة من الشريط الحدودي شرق مدينة دير البلح، لكن الطائرة الصهيونية استهدفتهم قبل اطلاق القذيفة الصاروخية، ما ادى الى استشهادهم جميعا .
و الشهداء الخمسة هم ( بلال زنون ، عبد الله الشريحي، احمد العصار، خليل الطويل، اشرف ابو سبت و عُثر على الشهيد باسل عماد أبوجزر في مساء اليوم التالي )
و قد وصلوا الى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وناصر في خان يونس، أشلاء ممزقة - نظرا لاستهدافهم المباشر- من قبل الطائرة الصهيونية .
كراماته
1- تمنَّى الشهادة بصدق كما نحسبه و نالها تاركاً الدنيا و البناء و كل المغريات .
2- الجمع بين شهادتين كما نحسبه والله حسيبه
شهادة القتل مجاهدًا في سبيل الله و الحرق بصاروخ العدو اليهودي
من مات حرقا فهو شهيد ؛ لما روى أحمد وأبو داود والنسائي عن جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ ؟ قَالُوا : الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ :
الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ،
وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ)
والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود .
3- تطبيق وصيته بالالتزام بالسنة في تشييعه و دفنه ، فقد كانت جنازته صامتة مهيبة بلا هتافات و لا صور و لا رايات حزبية ، و هذه صورة نادرة لجنازات الشهداء في قطاع غزة خاصة التي تعج بالهتافات والصور والرايات الفصائلية والحزبية .
4- ثبت في حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) رواه مسلم .
و قد إمتلأ مسجد العودة المسجد الرئيسي في مدينة رفح بالمصلين على جنازته و شهد تشييعه حضوراً جماهيرياً حاشداً .
5- شهادة من عاشره من الجيران بحُسن السيرة و طيب الذكر و الثناء عليه من عدد كبير جداً من الناس
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
أيما مسلم ، شهد له أربعة بخير ، أدخله الله الجنة .
فقلنا : وثلاثة ،
قال : وثلاثة . فقلنا : واثنان ، قال : واثنان . ثم لم نسأله عن الواحد .
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
روى أحمد ، وابن حبان ، والحاكم من طريق حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعا :
ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا إلا قال الله تعالى : قد قبلت قولكم وغفرت له ما لا تعلمون .
6- رغم الحروق التي في وجهه و جسده و التي أخفت معالمه لدرجة عدم التعرف عليه إلا بصعوبة من خلال سماته العامة
و شفتيه إلا أن صوره في القبر أثناء دفنه أدهشت من رآها بوجه أبيض ناصع منير .
7- رؤية عدد من الناس في المنام رؤى خير له و تبشير أمه بسعادته بجوار ربه و عدم البكاء والحزن عليه .
رحم الله الشهيد بلال ياسر زنون و أسكنه الفردوس و ألهم أهله و ذويه الصبر والسلوان و رزقنا شفاعة الشهداء
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف