الأخبار
تفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطيني
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حواتمة : فلسفة الثورة ، وسياسة السلاح بقلم أحمد أبو حليمة

تاريخ النشر : 2014-12-17
حواتمة : فلسفة الثورة ، وسياسة السلاح بقلم أحمد أبو حليمة
 حواتمة : فلسفة الثورة ، وسياسة السلاح
  بقلم أحمد أبو حليمة

لعل 9 سنوات  من بدايتي للقراءة بفهم ، تعمق وتفكير،  ومن انتمائي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ليست كافية للإلمام بكل النظريات والأفكار الذي طرحها ولا زال يطرحها  الرفيق نايف حواتمة عبر عشرات السنوات من النضال ، والثورة الفلسطينية ، وأعتقد جازما أنني بحاجة لأكثر من هذا العمر الذي يبلغ 26 عاما  لأكون قادرا على قراءة ودراسة كل ما يملك من فكر ، رؤية ، فلسفة ، ووعي. ولعل أيضا أحد أهم الأسباب لإختياري الجبهة الديمقراطية هو ما قرأته  من مؤلفات لنايف حواتمة ولقادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الشئ الذي إستقطب بداخلي حب التعمق في القراءة حتي وجدت نفسي  أحمل فكرها ، وسياستها ومواقفها.
وإن إختيار إسم المقالة بهذا العنوان له دلالة  شخصية ، ووطنية ثورية ،  فرفيقنا نايف حواتمة إستطاع بفلسفته المنفردة، والنرجسية بصوابيتها ، والمتقدمة نضاليا ، والأفضل فلسطينيا أن يرسم لنفسه لقب فيلسوف الثورة الفلسطينية بإستحقاق ، فهو موجهها ، قائدها ، ومفكرها ، وراسم طريق بناءها للدولة والقدس. فمنذ بدايته أسس لمنهج نضالي جديد ، وفكر ثوري مختلف عما كان سائد ، وازن ما بين العمل السياسي ، وما بين العمل العسكري المسلح ، حيث كان هو والجبهة الديمقراطية أصحاب نظرية سلاح السياسية وسياسة السلاح ، وفي مقولته المشهورة  " تحية لمن حمل الفكر البندقية " قصة مختصرة عن برنامج رائد ، وعمل متطور ، وصولا لتنظيم جماهيري طليعي ، ولدولة فلسطينية ذات سيادة فلسطينية ، وعاصمتها القدس.
حواتمة الذي انتمى حواتمه إلى حركة القوميين العرب التي نشأت كرد فعل مباشر على هزيمة العرب ونكبة فلسطين، وكان لا يتجاوز في عمره الستة عشر عاماً، وتحمّل المسؤولية الكاملة التنظيمية عن قيادة حركة القوميين العرب في الأردن والضفة الغربية بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي الوطنية في الأردن في نيسان 1957، ولم يتجاوز التاسعة عشرة من العمر، دخل حواتمه سراً إلى دمشق ومنها إلى طرابلس في لبنان على رأس قافلة مسلحة مشياً على الاقدام من حمص السورية، حيث ساهم في ثورة 1958 على رأس كوادر وأعضاء حركة القوميين العرب ضد مشاريعكميل شمعون لجلب القوات الأمريكية ومشروع ايزنهاور إلى لبنان وشكل جبهة قتال مشتركة مع الرئيس رشيد كرامي وحزبه حركة التحرير العربية ومع أحزاب البعث في شمال لبنان ولاحقاً انتقل إلى بغداد (بعد ثورة 14 تموز / يونيو 58 وبعد رحيل شمعون والمصالحة بين اطراف الصراع المسلح في لبنان) في إطار الحركة القومية وتحمّل هناك المسؤولية الكاملة عن أوضاع حركة القوميين العرب في العراق، وهناك تم الاعتقال الأول لحواتمه " 14 شهراً " في الصراع ضد دكتاتورية عبد الكريم قاسم، وتجاور في سجنه مع عدد من الشخصيات التي لعبت دوراً لاحقا في حياة العراق مثل عبد السلام عارف، أحمد حسن البكر، صالح مهدي عماش، علي صالح السعدي، عبد الكريم فرحان، صبحي عبد الحميد، عبد العزيز العقيلي، عبد الهادي الراوي، طاهر يحيى والعديد من أبرز القيادات العسكرية والسياسية التي لعبت أدوارا هامة في حياة العراق منذ ثورة تموز 1958، إلى أن خرج من سجون دكتاتورية عبد الكريم قاسم ومعه الأسماء السابقة يوم 8 / 2 / 1963 بعد انقلاب البعث الأول المتحالف مع عبد السلام عارف. وأصدر صحيفة " الوحدة " التي عاشت نحو (27) يوما ثم أغلقت على يد نظام البعث في العراق، وتم الاعتقال الثاني في عهد ائتلاف عارف مع البعث بسبب ما كان يصدر عن الصحيفة وعن حركة القوميين العرب في العراق والتي كان حواتمه قائدها. ومن ثم أبعد إلى مصر ومنها إلى لبنان. حيث صدر حكم إعدام آخر بحقه بعد إبعاده من العراق بفترة غير قصيرة ، وبعد هزيمة العام 1967 وانفتاح افق الثورة الفلسطينية رداً على الاحتلال الإسرائيلي، وجواباً بديلاً عن هزيمة الأنظمة العربية، انتقل للعمل في ساحة الصراع الساخنة وفي إطار فروع الحركة القومية في فلسطين والأردن. وفي مؤتمر آب / 1968 المشترك للتيارين اليساري الديمقراطي واليميني التقليدي في ائتلاف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (فرع القوميين العرب الفلسطيني – الأردني) قدم نايف حواتمه التقرير السياسي والتنظيمي وتقرير المهمات والعمل، حيث نجح حواتمه في لعب الدور المحوري وتطوير دور ووزن الجناح اليساري في إطار الحركة القومية. وعند الارتداد عن نتائج مؤتمر آب / 1968 واستخدام أشكال من القوة والعنف، أعلن حواتمه استقلال التيار اليساري تحت اسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في 22 شباط 1969.ومنذ ذلك الحين تحولت الجبهة الديمقراطية تحت زعامة حواتمه إلى فصيل أساسي ورئيسي في إطار ائتلاف منظمة التحرير وفي إطار الثورة والشعب الفلسطيني، ولعبت دوراً أساسياً في صياغة برامج ومهمات الثورة والمنظمة وفي حياة الكفاح الوطني الفلسطيني ومعارك الدفاع عن الثورة والمنظمة والشعب في الأرض المحتلة كما في الأردن وفي لبنان بالمراحل الزمنية المختلفة وفي إطار الانتفاضة والعمل الجماهيري والشعبي ضد الاحتلال والاستيطان. كما أن حواتمه كان أول قائد فلسطيني دعا بوضوح إلى حل يقوم على أساس قرارات الأمم المتحدة والتسوية السياسية والتفاوض مع الإسرائيليين عملاً بقرارات ومرجعية الشرعية الدولية، ووجه بهذا الصدد النداء الأول من مسؤول فلسطيني لمجموع الإسرائيليين على صفحات يديعوت أحرونوت وعدد من الصحف الدولية كالواشنطن بوست، لا سوار البلجيكية، اللوموند الفرنسية، النهار البيروتية في لبنان / أبريل 1974. حيث دعاهم للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير والاستقلال ودعاهم بالعبارة التالية " تعالوا لنحول السيوف إلى مناجل ". وذلك في إطار سلام شامل متوازن يقوم بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس وتقرير المصير وحل مشكلة اللاجئين بموجب القرار الأممي 194.
ولعب حواتمه دوراً محورياً في الدفاع عن ائتلاف م.ت.ف. والدفاع عن وحدتها في وجه محاولات الانشقاق والتدمير الذاتي بين جناحي فتح وفصائل الرفض العدمية التي وقعت بعد الخروج من حصار بيروت، ودفعت الجبهة الديمقراطية الثمن الكبير لهذا الموقف بضغوط متتالية من القوى الإقليمية الأخرى.
وواصل دوراً فاعلاً مبادراً في الحلول والبرامج التي تقررت في مؤسسات منظمة التحرير وخاصة قرارات المجلس الوطني الفلسطيني وإعلان الاستقلال / نوفمبر، 1988 وقرارات أسس التسوية السياسية للمجلس الوطني (ايلول / سبتمبر1991)، ومشاريع البديل الواقعي لاتفاقات أوسلو وسياسة الخطوة خطوة.
إن استحضار التاريخ في هذه المقالة قد يجعل منها كتاب كبير ، ولكن أكتفي بعرض أبرز محطاته ، التي من خلالها أضع بين يدي القارئ إجابة عن كل الأسئلة التي تدور عندما يشاهد  مزاودات  ومغالطات كبيرة بافواه أناس مندسين ، وخارجين عن العرف الوطني ، وعن الأخلاق الثورية الفلسطينية، التي يتطاولون بها على قائد وطني فلسطيني ، ومفكر عربي فلسطيني ، هو نايف حواتمة.
نايف حواتمة الذي أصبح رمز كل ثائر حر ، أصبح الأب الروحي لرفاقه ولشعبه ، ولكل مناضل ينبض فكرا ثوريا متقدما ومتطور.
وفي رسالة لكل ما يتطاول على قادة هذا الشعب وعظماءه  أنكم بكلامكم لا تزيدوهم إلي شرفا ونضالا ، وتضيفوا في قلوبنا حبا لهم ، وعشقا كبير ، وإيمان بأهميتهم ، وبدورهم ، وبشخصهم.

* بقلم / أحمد أبو حليمة

17/12/2014    
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف