17-12-2014
دولة الرفاه مرتبطة بالسلام
راضي كريني
ترتفع أصوات لا بأس بقوّتها وبتمثيلها وبمستواها و... تطالب بتحويل مسار دولة إسرائيل نحو دولة الرفاه، كشرط كاف لتحقيق المساواة والعدل.
في المدّة الأخيرة، وخصوصا بعد ارتباط غلاة دعاة الاستيطان من اليمين الرأسماليّ المتطرّف، المتمثّل ببنيامين نتنياهو وموشي فايغلن، بالتيّار الصهيونيّ القوميّ والدينيّ المتطرّف، المتمثّل بنفتالي بينت، أخذنا نسمع أصوات تحذير وتنبيه من مسؤولين في مراكز الأبحاث السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة ومن خريجي المؤسّسات الأمنيّة والعسكريّة الكبار (شبتاي شبيط وكرمي جيلون ويوفال ديسكين ويائير داجان وأفرايم هليفي وغيرهم) والأكاديميّة (قضاة ومحاضرين جامعيّين) والثقافيّة (كتّاب وشعراء وفنانين وصحافيّين من الصفّ الأوّل) من خطورة هذا التحالف على بقاء إسرائيل.
في المدّة الأخيرة، أخذنا نسمع أصوات قيادات أوروبيّة، كانت حتّى الأمس القريب داعمة للسياسة الإسرائيليّة ومتنكّرة للحقّ الفلسطينيّ، تحذّر إسرائيل من العزلة السياسيّة والاقتصاديّة الدوليّة ومن مخاطر سياسة العدوان والاحتلال على كيان الدولة ووجودها.
في المدّة الأخيرة، أخذنا نشهد تعاظم صحوة وقوّة البرجوازيّة الصغيرة/الطبقة الوسطى، ووحدتها وتأثيرها الانتخابيّ و... ومحاولاتها لإنعاش دولة الرفاه، التي دمّرتها سياسة بنيامين نتنياهو الاقتصاديّة والسياسيّة، عندما أشغل منصب وزير الاقتصاد ورئيس الحكومات اليمينيّة المتطرّفة؛ لكن للأسف ما زالت هذه الفئات عُرضة للتضليل والإنزلاق؛ فرأيناها تنتخب "س" وتولّي الحكم "ص". في الانتخابات البرلمانيّة السابقة، انتخبت يائير لبيد الذي ولّى أخاه نفتالي بينت الحكم، ويظهر أنّها ستصوّت في الانتخابات القادمة لموشي كحلون ويائير لبيد، اللذين لا يسقطان التحالف مع بنيامين نتنياهو ونفتالي بينت وأفيغدور ليبرمان ممثّلي اليمن الفاشي، ومدمّري دولة الرفاه.
عندما تولّى بنيامين نتنياهو وزارة الماليّة في حكومة شارون، سنة 2003، فرض سياسة اقتصاديّة رأسماليّة وحشيّة على دولة الرفاه، فرض سياسة اقتصاد السوق الحرّ، وشوّه نظام الضرائب وسوق المال، وألغى الدعم الحكوميّ عن السلع الضروريّة، وخصخص الشركات الحكوميّة، وخسف ميزانيّة الرفاه، وموّه معطيات ومعدّلات النموّ لتجميل صورة الوضع الاقتصاديّ الرأسماليّ في السوق.
يوم الثلاثاء 16-12-2014، نشرت مؤسّسة التأمين القوميّ تقريرها عن الفقر في إسرائيل، وتبيّن أنّ في إسرائيل أكثر من 1.6 مليون فقير يعيوشون على "الشحدة" ليسدّوا رمق جوعهم. وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، نشرت هيئة الأمم المتّحدة تقريرها عن الفقر، وتبيّن أنّ أكثر من 35% من أطفال إسرائيل فقراء، وأنّ إسرائيل تحتلّ المكان الرابع في الفقر من بين 41 دولة متطوّرة شملها التقرير.
لا تظنّوا أنّ إسرائيل دولة فقيرة الموارد والثروة الطبيعيّة. يوم الإثنين 15-12-2014، نشرت ذي ماركر، نقلا عن النيويورك تايمز، تقريرا عن صناعة الغاز في إسرائيل (ليس صناعة السلاح)، ويظهر من التقرير أنّ بإمكان إسرائيل تزويد كلّ مِن مصر والأردن وسوريا وفلسطين بالطاقة الكهربائيّة، وتبيّن أنّ ثمّة عقودًا إقليميّة قد أبرمت بسمسرة/بوساطة أمريكيّة؛ فإسرائيل ليست فقيرة بالموارد، لكنّ إسرائيل منهوبة؛ قلّة من العائلات الرأسماليّة تسيطر على غالبيّة الموارد الطبيعيّة فيها وتتحكّم باقتصادها وبسياساتها ...
تتكهّن صحيفة النيويورك تايمز أنّ صناعة الغاز في إسرائيل من شأنها أن تغيّر الوضع الجيوسياسيّ في المنطقة!
نعم، يمكن إحياء دولة الرفاه، ويمكن تغيير الوضع الجيوسياسيّ في المنطقة، ويمكن القضاء على الإرهاب، ويمكن تطوير الديمقراطيّة والعدل في المنطقة، ويمكن تحسين علاقات الجوار المتبادلة النفع في المنطقة، ويمكن ....لكن لا يمكن تحقيق ذلك بدون حلّ الصراع العربيّ الإسرائيليّ (ليسمع سعود الفيصل) وإحلال السلام وفقًا لقرارات الشرعيّة الدوليّة، وإقامة الدولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس إلى جانب دولة إسرائيل الديمقراطيّة.
فهل سيحدث الانقلاب في الانتخابات القريبة كما يتوقّع البعض؟!
".
دولة الرفاه مرتبطة بالسلام
راضي كريني
ترتفع أصوات لا بأس بقوّتها وبتمثيلها وبمستواها و... تطالب بتحويل مسار دولة إسرائيل نحو دولة الرفاه، كشرط كاف لتحقيق المساواة والعدل.
في المدّة الأخيرة، وخصوصا بعد ارتباط غلاة دعاة الاستيطان من اليمين الرأسماليّ المتطرّف، المتمثّل ببنيامين نتنياهو وموشي فايغلن، بالتيّار الصهيونيّ القوميّ والدينيّ المتطرّف، المتمثّل بنفتالي بينت، أخذنا نسمع أصوات تحذير وتنبيه من مسؤولين في مراكز الأبحاث السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة ومن خريجي المؤسّسات الأمنيّة والعسكريّة الكبار (شبتاي شبيط وكرمي جيلون ويوفال ديسكين ويائير داجان وأفرايم هليفي وغيرهم) والأكاديميّة (قضاة ومحاضرين جامعيّين) والثقافيّة (كتّاب وشعراء وفنانين وصحافيّين من الصفّ الأوّل) من خطورة هذا التحالف على بقاء إسرائيل.
في المدّة الأخيرة، أخذنا نسمع أصوات قيادات أوروبيّة، كانت حتّى الأمس القريب داعمة للسياسة الإسرائيليّة ومتنكّرة للحقّ الفلسطينيّ، تحذّر إسرائيل من العزلة السياسيّة والاقتصاديّة الدوليّة ومن مخاطر سياسة العدوان والاحتلال على كيان الدولة ووجودها.
في المدّة الأخيرة، أخذنا نشهد تعاظم صحوة وقوّة البرجوازيّة الصغيرة/الطبقة الوسطى، ووحدتها وتأثيرها الانتخابيّ و... ومحاولاتها لإنعاش دولة الرفاه، التي دمّرتها سياسة بنيامين نتنياهو الاقتصاديّة والسياسيّة، عندما أشغل منصب وزير الاقتصاد ورئيس الحكومات اليمينيّة المتطرّفة؛ لكن للأسف ما زالت هذه الفئات عُرضة للتضليل والإنزلاق؛ فرأيناها تنتخب "س" وتولّي الحكم "ص". في الانتخابات البرلمانيّة السابقة، انتخبت يائير لبيد الذي ولّى أخاه نفتالي بينت الحكم، ويظهر أنّها ستصوّت في الانتخابات القادمة لموشي كحلون ويائير لبيد، اللذين لا يسقطان التحالف مع بنيامين نتنياهو ونفتالي بينت وأفيغدور ليبرمان ممثّلي اليمن الفاشي، ومدمّري دولة الرفاه.
عندما تولّى بنيامين نتنياهو وزارة الماليّة في حكومة شارون، سنة 2003، فرض سياسة اقتصاديّة رأسماليّة وحشيّة على دولة الرفاه، فرض سياسة اقتصاد السوق الحرّ، وشوّه نظام الضرائب وسوق المال، وألغى الدعم الحكوميّ عن السلع الضروريّة، وخصخص الشركات الحكوميّة، وخسف ميزانيّة الرفاه، وموّه معطيات ومعدّلات النموّ لتجميل صورة الوضع الاقتصاديّ الرأسماليّ في السوق.
يوم الثلاثاء 16-12-2014، نشرت مؤسّسة التأمين القوميّ تقريرها عن الفقر في إسرائيل، وتبيّن أنّ في إسرائيل أكثر من 1.6 مليون فقير يعيوشون على "الشحدة" ليسدّوا رمق جوعهم. وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، نشرت هيئة الأمم المتّحدة تقريرها عن الفقر، وتبيّن أنّ أكثر من 35% من أطفال إسرائيل فقراء، وأنّ إسرائيل تحتلّ المكان الرابع في الفقر من بين 41 دولة متطوّرة شملها التقرير.
لا تظنّوا أنّ إسرائيل دولة فقيرة الموارد والثروة الطبيعيّة. يوم الإثنين 15-12-2014، نشرت ذي ماركر، نقلا عن النيويورك تايمز، تقريرا عن صناعة الغاز في إسرائيل (ليس صناعة السلاح)، ويظهر من التقرير أنّ بإمكان إسرائيل تزويد كلّ مِن مصر والأردن وسوريا وفلسطين بالطاقة الكهربائيّة، وتبيّن أنّ ثمّة عقودًا إقليميّة قد أبرمت بسمسرة/بوساطة أمريكيّة؛ فإسرائيل ليست فقيرة بالموارد، لكنّ إسرائيل منهوبة؛ قلّة من العائلات الرأسماليّة تسيطر على غالبيّة الموارد الطبيعيّة فيها وتتحكّم باقتصادها وبسياساتها ...
تتكهّن صحيفة النيويورك تايمز أنّ صناعة الغاز في إسرائيل من شأنها أن تغيّر الوضع الجيوسياسيّ في المنطقة!
نعم، يمكن إحياء دولة الرفاه، ويمكن تغيير الوضع الجيوسياسيّ في المنطقة، ويمكن القضاء على الإرهاب، ويمكن تطوير الديمقراطيّة والعدل في المنطقة، ويمكن تحسين علاقات الجوار المتبادلة النفع في المنطقة، ويمكن ....لكن لا يمكن تحقيق ذلك بدون حلّ الصراع العربيّ الإسرائيليّ (ليسمع سعود الفيصل) وإحلال السلام وفقًا لقرارات الشرعيّة الدوليّة، وإقامة الدولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس إلى جانب دولة إسرائيل الديمقراطيّة.
فهل سيحدث الانقلاب في الانتخابات القريبة كما يتوقّع البعض؟!
".
