الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكريات من مخيم اليرموك (٩٩) بقلم خليل الصمادي

تاريخ النشر : 2014-12-17
ذكريات من مخيم اليرموك (٩٩) بقلم خليل الصمادي
#ذكريات_من_مخيم_اليرموك(٩٩)
ميلاد سعيد
يحتفي ابني عمرٌو اليوم بذكرى ميلاده الثلاثين، فقد امتلأت صفحات الفيس بعشرات من قوالب الحلوى ، تحمل أجمل التهاني والتبريكات .
أي بني : ربما لا تفرح أنتَ بميلادك كفرحة والديك وإن تأخرا في تقديم التهاني ، ففي مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاما عمت الفرحة والبهجة بيتنا الصغير في حي النسيم بالرياض، وسرعان ما أخبرت أهلي وأهل أمك بالهاتف ففرحوا ولكن فرح عمتك كاملة كان الأشد فقد زغردت من أبو ظبي فسمعها بيت جيراننا " الدوسري" الذين هاتفتها من عندهم.

تعود بي الذكرى لتلك الأيام التي خلت وربما زادت الفرحة، ولا سيما أنّ شقيقتك غالية التي تكبرك بعام قد صار لها شقيق ، وربما أيضا بنوعية جنس المولود كما ورثناه كابرا عن كابر والأهم من ذلك كله صحة الوالدة ومولودها.

لم نحتر في تسميتك عمرًا لاستثنائه في كتابته باللغة العربية وهو الذي كان سبب لقائنا مع والدتك يوم كنا طلابا في السنة الأولى من قسم اللغة العربية بجامعة دمشق فكلانا أبدى إعجابه بالاسم وهكذا.

أيْ بني ، أعرف ما عنيت في السنتين الأخيرتين، أي بعد خروجنا من المخيم، ولعلها ضريبة حامل الوثيقة دفعتها من سني حياتك أرجو الله أن تكون آخر ضريبة تدفعها.

أذكر يا بنيّ محطات مثيرة في حياتك ولعل الذاكرة تسعفني بأهمها ، أذكر يوم أن طهرناك في مستشفى النسيم وأن الذي قام بعملية الختان د من عائلة بافرط من أصل حضرمي ، ولعلها أول وآخر عملية ختان أحضرها لم يكن بطلها الصفوري !!

واذكر دوامك مستمعا في الصف الأول عند الاستاذ القدير حميدي العمر من رقة الرشيد أو الرافقة بسورية في مدرسة المستقبل بالرياض وبالرغم من أنك كنت مستمعا إلا أنك فقت أقرانك الأكبر منك سنا واذكر أنك درست في العام الذي يليه ،في الصف نفسه والمعلم نفسه، وأذكر طالبين في صفك هما التوأمان ساري وسائد ابنا سميح كتيلة من مخيم اليرموك فقد تعرفت على والديهما بالرياض فقد كان يدرس اللغة الإنكليزية.

واذكر حادثة لم أنسها يوم كنا راجعين من المدرسة بسياراتنا لبيتنا في حي النسيم إذ قلت لي ببراءة الطفولة : بابا اشتري لي معلمة !! بابا لأ فيصل العقل ابن صاحب المدرسة اشترى له أبوه معلمة وبتعلمه بالبيت !!

أتذكر يا عمرو حرب الخليج الأولى يوم أغلقت المدارس أبوابها في الرياض فأعطانا صاحب المدرسة الخاصة إجازة مفتوحة ريثما تنتهي الحرب أو ننتهي، وليس حبًا بنا أو بحثا عن راحتنا، بل من أجل ألا يدفع لنا الرواتب المستحقة !! المهم سرعان ما نزلنا دمشق ومكثنا في بيتنا بالمخيم ومن اليوم التالي ذهبت معك ومع أختك غالية لمدارس الأنروا في حينا قرب مستوصف الخامس حيث قبلك مدير المدرسة الأستاذ مروان أبو خميس في الصف الأول بمدرسة النقب أو صرفند التي كنت فيها طالبا قبل عشرين عاما من ولادتك يومها طلبنا من مروان أن يضعك في صف ابن ابن عمك نايف الصمادي وأظن أن استاذك كان من بيت حياتلي أو تيم المهم من قرية الشجرة.

أذكر أنني رافقتك مرة مع كمرتي الألية في رحلة إلى حديقة تشرين في ساحة الأمويين آه يا عمرو تمر السنون الطويلة وكأن الرحلة كانت بالأمس!! وآه يا عمرو على ذكريات المخيم وسورية وما أجمل أيامها وما أبسطها أتعلم يا عمرو أنهم قبلوك في المدرسة بغير أوراق أو ثبوتيات. وكذا أكثر الطلاب الذين نزحوا من الخليج.

لم تطل الحرب فبعد أقل من شهرين وضعت أوزارها وعاد الجميع للبلاد التي كانوا يعملون فيها إنها حرب عالمية انتهت بسرعة ونحن يا بني - سنتان - ولم نستطع أن نعود للمخيم أو يخرج منْ فيه.

أي بني عدنا للرياض وعدت لمدرستك وانتقلت بعد سنتين لمدارس الملك فيصل في الحي الدبلوماسي في منحة للمتفوقين وبقيت فيها حتى تخرجك فيها أي قضيت فيها ثلث عمرك وعدت لدمشق لتدرس هناك وها قد تخرجت وتابعت دراستك ونزلت للسوق وعملت وفضلت دمشق على الرياض حتى خسرت إقامتك. فلم تدر ما الأيام تخبئ لنا ولك.
ومنذ خروجنا من المخيم طفت نصف العالم في سنتين ما بين بيروت فدبي فالرياض فبيروت فمكبلا للحدود السورية فدمشق فحمص فإدلب فانطاكيا ( تهريبا) فاستانبول فأثينا فكريت ثم رودس وفيينا ووووووقبل يومين وصلت للسويد لتلتحق بشقيقك وشقيقتك.

آمل منك أن تسطر ما عانيته في الأشهر المنصرمة في عيد ميلادك الثلاثين علها تكون عبرة لأولادك في المستقبل أو للجيل القادم عله يعرف كم عانى عمرو وأمثاله لكي ينجوا من أتون الفتن.
وكل عام وأنتم بخير
والدك المحب خليل.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف