الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الدكتور عبد الجليل صرصور وديوان الدكتور خال صافي في صالون نون الأدبي

تاريخ النشر : 2014-12-17
الدكتور عبد الجليل صرصور وديوان الدكتور خال صافي في صالون نون الأدبي
الدكتور عبد الجليل صرصور وديوان الدكتور خال صافي في صالون نون الأدبي
من فتحية إبراهيم صرصور - غزة

عند الثالثة والنصف من بعد عصر الاثنين الموافق 15 ديسمبر كان اللقاء في صالون نون الأدبي، افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور الذين جاءوا دعما للصالون والأدب، وقد تركوا العديد من الفعاليات التي تصادفت بذات الوقت
ثم قدمت الشكر للدكتور كمال الشرافي ومركز عبد الله الحوراني لرعايته لقاءاتنا، داعمين جهدنا، ومباركين نشاطاتنا
ثم قالت: نلتقي اليوم وإياكم محتفين ومحتفلين بإصدار الديوان الثاني للدكتور خالد صافي
الدكتور خالد كما الفلسطيني متمترس خلف جُدُر الصمود، سواء أكانت جدارياته أنثوية، كما في ديوانه الشعري الأول، أم هي "جداريات الموت والحياة" كما في ديوانه الثاني الذي نحن بصدد الاحتفاء به، ليتحول، ويحوّل مسار جدارياته، من أنثوية لجداريات الموت والحياة بفعل الحرب الغاشمة، معلنا تمرده منذ اللحظة الأولى وعبر الإهداء فيهدي ديوانه: إلى كل من تمرد على الموت بالحياة
من هو فارس لقاء اليوم؟
الدكتور خالد محمد عطية صافي، من مواليد مخيم البريج في قطاع غزة عام 1965م
- حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ بدرجة امتياز من جامعة بير زيت عام 1989م.
- نال درجة الماجستير في تاريخ العرب الحديث والمعاصر من الجامعة الأردنية عام 1997م. حصل على درجة الدكتوراة في التاريخ والحضارات من جامعة برلين الحرة من جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 2003م.
أما مسيرته العملية، فقد عمل:
- باحثاً ميدانياً في مؤسسة الحق لحقوق الإنسان في مدينة رام الله 1989-1995.
- عمل محاضراً غير متفرغ في الجامعة الإسلامية، وجامعة القدس المفتوحة، وجامعة برلين الحرة.
- يعمل حالياً أستاذ تاريخ العرب الحديث والمعاصر المشارك في جامعة الأقصى.
- شغل منصب رئيس قسم التاريخ في جامعة الأقصى 2008-2009م.
- شغل منصب عميد التخطيط والتطوير في نفس الجامعة (2008-2010).
- كاتب في العديد من الصحف المحلية والعربية والدولية
- له مؤلفات وأبحاث منشورة باللغتين العربية والإنجليزية.
- شارك في مؤتمرات محلية وعربية ودولية.

بعدها استأذنت الأستاذة فتحية بإلقاء قصيدة صبرا آل ياسر
لا نزال وحدنا/ نتجرع كئوس الموت / تنزف أشلاؤنا الدماء
نراكم في تجاويف الذاكرة / آلامنا / آهاتنا / أحزاننا
نحاول أن نعيد غرس أحلامنا/ نرمم أمنيات تناثرت على وقع قصف السماء
نحاول أن نلملم حروف أبجدية تلهث وسط الركام/ نقاوم حزنا يستبد بحناجرنا / يمنعها من البكاء
فما عادت تطير حولنا أسراب الحمام/ فما عاد هناك سوى نعيق بوم
ورائحة الموت الجاثم في المكان/جنازات تسابق الريح / يتحول ثرى وطني إلى قبور / تلال ركام / فصبرا آل ياسر / فمع حلكة الليل تبدأ بشائر الفجر/ يهب نسيم الصباح / وسيخط قلمي من جديد
كلمات العشق والغرام
وقالت الأستاذة فتحية إن حب الشاعر لغزة وتمترسه خلف جُدرها جعله يردد دال غزة نحو 121 مرة، منها هنا غزة 109 مرات
بعدها قدمت الدكتور عبد الجليل صرصور عميد كلية الآداب بجامعة الأقصى والمناقش لأطروحة الماجستير لكلّ من الأستاذة فتحية والدكتورة مي
بدأ الدكتور عبد الجليل حديثه قائلا: الحمد لله دوما، والثناء عليه لا ينقطع أبدا، وبعد...
جماعة صالون نون الكرام؛ الأستاذة فتحية والدكتورة مي، أصحاب السعادة الحضور الكرام، السيد الدكتور خالد صافي متحدث الندوة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لمن دواعي سروري حقا أن أتقدم اليوم باسمي وبالنيابة عن أخي وصديقي وزميلي في جامعة الأقصى الدكتور خالد صافي إليكم في صالون نون الأدبي بكل آيات الشكر والتقدير لتكرمكم برعاية هذه الندوة بمناسبة ميلاد ديوان جديد؛ ألا هو ديوان جداريات الموت والحياة، كما إنه لمن دواعي اعتزازي أن أهنئ أخي وزميلي الدكتور خالد بإصدار ديوانه الثاني الذي استدعى منا هذه الندوة الطيبة، وأنه ليستحقها حقا وصدقا نظرا لهذا الأداء الإبداعي المائز الذي استحق به هذا التجمع وهذا اللقاء، وهذا العرض الذي سيقدمه بعد قليل
كم هو جميل فعلا أن يتزامن هذا اللقاء العلمي مع تلك النقلة الجريئة التي حققنا بها وحدتنا مرة أخرى بعد سنوات من التشرذم والانقسام، فهنيئا للدكتور خالد إصداره لديوانه، وهنيئا لنا لقاءنا هذا لسماع بعض قصائده وإلى الأمام

ثم قال: ها نحن اليوم نلتقي في هذا الصرح العلمي الشامخ الذي يتبنى كل انتاجيات المبدعين والمبدعات، وها نحن نتشرف بإعلان الفرح معكم أيها الحضور بميلاد ديوان جديد، الفرح بنجاح مبدع من أبناء الشعب الفلسطيني بعد أن نضجت تجربته نضوجا حقيقيا، أنتجت ديوانه المذكور، فقد جاءت لغته تُعادل في نضجها نضج تجربته التي غطت كل صنوف المعاناة، وكل صنوف المشاعر والأحاسيس، فكانت رائعة على الرغم مما ألقي على كاهلها من نثريات

نحن نعلم إن الشعر ما هو إلا إنعاش للتجارب الإنسانية التي تحدث على أرض الواقع بكل إحداثياته وحقيقتها، وإنّ الشاعر عندما يحول التجربة الإنسانية إلى شعر، فإنه لا يعزل عنها الجوانب الفكرية، ويبقى على الجوانب الانفعالية الجامحة لكي يعبر عنها وحدها، ولكن ما يقوم به الشاعر هو مزج الفكر ذاته في الانفعال مزجا عضويا، أي أنه يفكر بطريقة معينة، ثم يعبر بعد ذلك عن كيفية الشعور عندما يفكر على هذه الصورة، وفي كلا مجاوزاته لكلا الجانبين الفكري والانفعالي يكون نجاحه في التعبير عن التجربة الإنسانية، وكما قلت في تقديمي للكتاب؛ ليس مديحا ولكنه إعجاب، ليست هذه كلمات في مديح القصيد والشاعر، بل هي تعبير فوري عن الرغبة من صديق مثلي، في الإعلان عن الفرح بصديق مثل خالد صافي. وإنها لمناسبة فرح، أن يصدر صديقي وزميلي، المجموعة الشعرية الثانية. هذه كلمات عادية في حضور كلمات غير عادية، كلمات القصيد.
منذ المفتتح تعلن قصيدة خالد صافي حربها
"قم يا وطن
انتفض"
إن القصيدة تملك هي الأخرى سلاحها المضاد. وإذا كان مطلوبا من الوطن الخنوع، فإن في إمكان اللغة، هي الأخرى أن تقاتل, إن اللغة دم. القصيدة تقذف اللغة من فمها، كما يبصق الشهيد الدم في وجه القاتل:
"دم الشهداء"
يناجي
نخوة الرجال"
تلك النغمة الثورية التي تستبد بالشاعر مُشكلة ذاته النفسية والشعرية، تشف عن حكايات من الغضب والحزن والألم، عايشها خالد صافي، وتآلف معها، وسكنته إلى أن أصبح يُعبر عنها بحميمية فريدة تجعل الكلمات تنساب إلى القارئ بسلاسة شديدة، وبوقع جذاب رغم ذلك المزيج المكتنز بها من مشاعر الألم والحزن والغضب، فالتجربة التي تتمتع بدرجة كبيرة من العمق، هي التجربة التي يبزغ منها الشعر
وهذا ما يشف عنه شعر خالد صافي بقوة حيث يعتلي الغضب، وتعتلي الثورة فيطغيان على سامع القصيدة

فلغة خالد صافي تحول مطر غزة، في حربها الأخيرة:
"حمما وبراكين"
حيث:
"يعانق الموتُ
أجسادَ الأطفال والنساء والشيوخ"
فتتحول الأسماء إلى أرقام، جنازات وقبور
ونجد أنه في كل قصيدة من قصائد هذه المجموعة الشعرية تبرز الثنائية الصارخة بعنصريها المتصارعين: الوطن والمغتصب، المقاتل في سبيل الحرية وعدو الحرية ذاته، الفلسطيني والصهيوني. فماذا تفعل القصيدة؟
تنحاز إلى الوطن، تنحاز إلى الحياة، ولا يصنع الحياة إلا الرجال. ولئن كانت قصائد الحب تناجي النساء، فإن قصيدة الوطن تنادي الرجل:
"في زمن عز فيه الرجال"
لينقش
"على روابي الوطن
ملحمة الصمود"
وأسطورة إرادة بلا حدود، إذا هذا هو الرجل الذي سيصنع الحياة

وإذا كان من أهم خصائص قصيدة النثر، أنها تخاطب وعي الحياة اليومي؛ فها هي قصيدة خالد صافي، تشهر هويتها وانحيازها إلى دم الفقراء في غزة. وإذ كانت قصيدة النثر لا تلقي بالها للوزن مكتفية لمحتوى الحق والخير والعدل، فالمجد الحقيقي ينتزعه صوت القصيدة المدوي بالحق، فالشعر هو التعبير عن اللحظات الشعورية التي يئن ضجيجها طلبا للخروج من صدر وروح شاعرها لكي تنسكب بالحبر على الأوراق، زارعة عالما سحريا من اللغة الفريدة المتماسكة على هيئة صور وتعبيرات مترابطة بخيط المشاعر والأحاسيس التي تضيف للكلمات رونقا خاصا، يشع بالصدق ويفيض بالجمال، فها هو يهتف ويقول:
"هنا في غزة
نزرع من أشلاء أطفالنا
في ربوع الوطن الأمجاد
نغرس في الروابي والقمم
ملحمة عشق
بين دم الشهداء وثرى الوطن"
وإنها لملحمة عدل صارخة الصوت، تعري كل صوت من محتواه، فتكشف ما وراءه من خنوع أو بطولة: خنوع يتسول بالشعار الصارخ ما يخفي عهره، أو بطولة حقيقية شرطها أن تنزل إلى ميدان البذل والعطاء
من يكتب عن الظلم والقهر يُخرج كلماته محملة برائحة الرفض والتمرد، وصراخ الجراح، لأن هذه الكلمات هي الأصدق والأعمق لأنها أيضا العلامة الفارقو في ملامحنا، هي بمثابة ترجمة صادقة لعلاقتنا المحيطة بنا، فقد تدفقت مشاعر خالد صافي معبرة عن كل ما يضج في صدره من مشاعر تدفعه إلى الشعور بالغضب، غضب لا نستطيع أن تحدد ماهيته، أو درجته بالتحديد، فهو غضب ثائر على كل ما هو زائف ومصطنع، فها هو يقول:
"هنا في غزة
تتعرى القيادات
من الشعارات
والخطابات
والعنتريات"
هكذا تفضح قصيدة النثر الشعار، حتى حين تتحول بنيتها إلى شعار. إن القصيدة هنا ليست امرأة جميلة، أو عصفورا مغردا، أو رحلة بين أحضان الطبيعة...، إن قصيدة النثر تبحث عما تتقوت به، في وطن لم يعد سوى موت يومي غير مؤجل، أو موت يومي مفاجئ لا يحسن التأجيل. فمن الناس في غزة من:
"يهرولون للموت عشقاً
ومن يأتيهم الموت صدفة
يبقى الكل
بصموده
مشروع حياة أو مشروع شهادة"
والقصيدة عند أستاذ التاريخ، لا تنسى أن تمتح من التاريخ. فالتناص ذو الدلالات التاريخية يثري النص، وينقل المتلقي إلى عالم مشابه، حيث كان ثمة شيء يشبه هذا. ولئن نادى الرسول أصحابه آل ياسر أن يصبروا تحت تعذيب النار والسياط في بطحاء مكة، فلقد ناسب أن ينادي الشاعر أهل غزة أن يصبروا في مقارعة الصهاينة، فأولئك كانوا آل ياسر في مكة، وهؤلاء آل ياسر في غزة. إنهم يتكررون، يتوالدون، يعيدون إنتاج لحظة التحدي، تدفعهم إلى ذلك القصيدة والوطن:
"فصبرا آل ياسر
فمع حلكة الليل
تبدأ بشائر الفجر
ويهب نسيم الصباح
وتعود أسراب الحمام"
هذه المجموعة الشعرية تعيد التأكيد، بلغتها ومحتواها وتناصها أن الشعر سوف يبقى عصيا على الزوال. القصيدة هنا وطن، والوطن قصيدة. القصيدة تعيد إنتاج الوطن، كما أنتج واحد من الوطن القصيدة. والثيمة المشتركة بينهما هي (التضحية).
يريد خالد صافي أن يقول في قصائده، كل ما ثارت به نفسه وسط معمعة العدوان الأخير. لقد قال الشاعر ما قاله، ولقد قالت القصيدة هي الأخرى ما قالته، حين تخلقت على يدي الشاعر كائنا مستقلا يحسن أن يصور اللحظة، بكل دمها وصبرها وانفجارها ودمها ومنازلها المهدمة.
تلكم هي تجربة شاعر مناضل، وتلكم كلمات قصائد مناضلة، وها هو الديوان بين أيديكم، تجربة ناضجة، ومسحا ذريا لواقع أحسن تصوير دقائق تفاصيله.
إن الكتابة الأدبية غناء في أصله، لكن من ذا الذي يستطيع أن يغنى وسط الموت والدم؟ إذن فليكن نشيد. لتكن القصيدة نشيدا، يؤذن بطبول الحرب أن هذا الوطن باق.
تحية للزميل الشاعر خالد صافي، أبارك له هذا الديوان الجديد، الذي يكرسه شاعراً، فوق كل أستاذ، وقبل كل دراسة. وإلى الأمام.
اختتم الدكتور عبد الجليل حديثه قائلا: أحسب للحضور صبرهم على كلماتي الطويلة التي أعادت لنا ذكريات رأيناها وعشناها وأخرى مخبوءة، استطاع خالد صافي بكلماته أن يوصلنا إليها بنفسه الشعري الطويل
كل الحب والتقدير والسداد لصالون نون أولا، وللمبدعين والمبدعات ثانيا، وللحضور ثالثا، وللشاعر خالد صافي في باكورة أعماله الشعرية رابعا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن أنهى الدكتور عبد الجليل عرض ورقته ألقت الطالبة المتميزة يارا محمد عيد الطالبة في الصف التاسع، والحاصلة على المركز الأول في مسابقة الإلقاء الشعري، على مستوى محافظة الوسطى بنين وبنات، وقد جاءت من مخيم البريج لتلقي قصيدتين من قصائد الدكتور خالد وهما (لن تمروا – صبرتا آل ياسر) ألقتهما بصوت إذاعي، وإلقاء إبداعي
ثم كانت الكلمة لنجم اللقاء الدكتور خالد وقد تحدث عن اختطافه من قبل أحداث الحرب، فترك قصائدا كان يكتبها، ليتفرغ لتوثيق هذه الأحداث، وتحدث عن استفادته من تخصص التاريخ ومعرفته بأن غزة عصية على المعتدين، فلم يتمكنوا يوما من المرور للوطن عبر غزة



بعدها فتحت الأستاذة فتحية باب النقاش وكان الدكتور حسين الأسمر أستاذ المسرح أول المتحدثين، قال: أبدأ مرحبا بالدكتور عبد الجليل صرصور، ثم قال: إن أنا تحدثت كثيرا أو قليلا عن ديوان الدكتور خالد فلن أفيه حقه كما فعل الدكتور عبد الجليل، لذا أكتفي بما قاله
وأضاف: اللغة العربية عندنا، نقولها شعرا ونثرا لابد أن نلتزم بها، قصيدة لن تمروا ألقتها الطفلة إلقاء رائعا
غزة ليست رمز العزة فقط، بل هي رمز الكرامة والعزة وصمود الشعب في غزة كان صمودا أسطوريا رائعا في هذه الحرب الهمجية
هذا الديوان الذي حمل الكثير من الكلمات الموحية بالثورة الهادفة للوصول لأعماقنا
ثم قال: قرأ أبياتا من شعر عبد العزيز المقالح:
الصمت عار
والخوف عار
من نحن؟
عشاق النهار
نحيا
نحب
نخاصم الأشباح
نحيا في انتظار
سنظل نحفر في الجدار
أما فتحنا ثغرة للنور
أو متنا على وجه الجدار
أما المداخلة الثانية فكانت للشاعر فائق أبو شاويش قال فيها: أبارك خالد إصداره الثاني، ثم قال: لقد أحببت قصيدة النثر من إلقاء الطفلة يارا،
ثم قال: هناك تشابك بين الأدب والسياسة، والقصيدة الشعرية والنثرية، منّا من يوافق ومنّا من يخالف قصيدة النثر
لكني أقول: النثرية ليست مرفوضة لذاتها، لكن العبرة بكيفية توظيفها، لذا يلزم كل شاعر أن يمتلك من الأدوات ما يحول به القصيدة الشعرية لنثرية، عليه أن يحافظ عليها من الانحدار فنيا بأن يتمكن من أدواته الفنية، وامتلاك الشاعر لرؤية فلسطينية عميقة.
أما الأديب غريب عسقلاني فبدأ مداخلته بتقديم التهاني بصدور هذا الديوان المحتفى به، وقال: إننا ننتظر الثالث إن شاء الله
ثم قال: سأتكلم بقضية محددة هي أن قصيدة النثر فرضت وجودها، وتجاوزنا ذلك، لكن متى نصل بهذه القصيدة بشاعر يحول المحكي، فيمزج الفكر بالعاطفة ليعطينا أدبا، ويجسد كيانا له مواصفات خاصة وله سحر خاص، وتأثير خاص
مع كل التفاصيل وكل التسلح بمعرفة فنون الشعر كي يعرف أين يقف هو منها، إلا أن كثيرا من الشباب يكتب قصيدة النثر ولا يعرف شيئا عن قصيدة التفعيلة، ولا يمكنه التمييز بين النظم والشعر، فألفية ابن مال رغم أنها موزونة إلا أنها ليست شعرا إنما هي نظم
قصيدة النثر منذ نشأت في الستينيات على يد صلاح عبد الصبور ووصل بها الماغوط للريادة، فكان رائدا لها
ما يميز الشعر عن النثر معروف، لكن ما يتميز به الشعر به أكثر من قول، فإن كنّا امتلكنا ملكة النثر بالتعميم، فإننا لا نمتلك ملكة الشعر إلا بالموهبة، وإذا ما سيطرت لؤلؤة الشعر فإن الشعر يأتي بشكل مختلف
كيف نكتب خلال الحدث والمباشرة، كيف نكتب والموت قاب قوسين منّا
هل هناك وقت لنفتش عن صور ونتزين، لا إنه كما يرى الخوف يرى المفردة، يكتبها بعفوية، لكن إذا ما أردنا لقصيدتنا أن تصل للآخرين، فلابد من محاكمتها قبل طباعتها
شعرت أن الدكتور خالد من عظيم حبه لقصائده لم يهن عليه حذف بعضا منها
الشعر هو أهم الفنون، والشعور هو الذي يحرك القلم حين يجتاح المبدع موجة من جنونه ليبني عالما وواقعا
لو وصفت الواقع كما هو أكون تقريريا، لقد أعاد صافي صياغة الواقع بصورة تظهر فيها تجليات الرفض والذهول من موقف العالم، واعتزازه بغزة
أما الدكتورة مي نايف فبعد أن شكرت للدكتور عبد الجليل حضوره وما قدمه في هذا اللقاء فجذب الحضور،
وعن الديوان الجديد قالت: أنا سعيدة بإصدار الدكتور خالد الجديد وقد شعرت بنقلة بين ديوانه الأول والثاني، وشعرت أنه يمتلك معجم لغوي
ثم قالت: الدكتور خالد أستاذ تاريخ، وأكثر من ترديد (هنا غزة) فهو مؤمن بأن التاريخ يتجلى هنا في غزة، لذا تكررت لديه كثيرا، فهو يدرك أننا أصبحنا نشعر بأن لا قيمة للتاريخ الذي درسناه
وأضافت: كان ديوانه الأول غزلا أنثوي، أما ديوانه هذا فقد تجلى به الغزل بغزة
واختتمت بالحديث عن أزمة قصيدة النثر وما واجهته في تناولها لشاعرات كتبن هذه القصيدة وتناولتهن خلال بحثها في إطروحة الدكتوراة، فكان الأمر موضع خلاف بين المناقشين إلا أنهم أقروها فيما بعد

أجمل الدكتور عبد الجليل رده قائلا: قدّمت للديوان، ونظرت للصفحة المشرقة، فكانت لي وقفة مع جدارياته، التي بث فيها صوره وخلجاته، قدمت للديوان للقارئ ليستمتع بما يسمع ويقرأ
انتهى اللقاء، ورفعت الأستاذة فتحية الجلسة على وعد بأن يبقى صالون نون الأدبي راعيا لكل إبداع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف