بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم / المهندس نهاد الخطيب
مهندس وباحث في العلاقات الدولية
التداخل بين المشهدين الاقليمي والوطني فلسطينيا
من الثوابت في علم السياسة أن السياسة الخارجية لأية دولة هي انعكاس لسياستها الداخلية أو بتعبير أدق الوضع الداخلي فيها وتكمن مهارة السياسة الخارجية في تحييد أية تأثيرات خارجية على الوضع الداخلي لتحصين الجبهة الداخلية كواحدة من ثوابت الامن القومي ، ولكن يبدو أن هذه المسألة شاقة هذه الأيام في منطقتنا بشكل عام وفي بلدنا خاصة فالتداخل بين المشهد الإقليمي والمشهد الوطني وصل الى درجة يبدو معها من المستحيل عزل أحدهما عن الأخر فالصراع بين الأمبراطوريات الفارسية الشيعية والتركية الطورانية ، وكلاهما تتدثر برداء الاسلام ، على أشده للسيطرة على مقدرات المنطقة والفوز بلقب الوكيل الأمريكي الحصري بديلا عن الوكيل الاسرائيلي الغريب والطارئ ، ومن جهة أخري تدافع الدول العربية الراسخة والعريقة مثل مصر والسعودية والأردن عن وجودها وبقايا أدوارها التي أهملتها لفترات زمنية طويلة , فالايرانيون يعلنون وبوقاحة غريبة بعد استيلاء الحوثيون على العاصمة اليمنية أن صنعاء هي العاصمة الرابعة التي تسقط في يدهم طبعا بعد دمشق وبيروت وبغداد ولا أعرف لماذا نسي غزة ربما لأنها ليست عاصمة بعد رغم أن نائبا ايرانيا صرح بعد حرب 2012 أن كتائب القسام لا تتبع لهنية ولا لمشعل بل تتبع لنا ولم يصدر من حماس أية رد فعل رغم أن عبارة مشابهة من أية طرف فلسطيني كانت كفيلة بإستدعاء شتائم من العيار الثقيل تتجاوز حدود اللياقة والأدب من الناطقين بإسم حماس كما يحصل هذه الأيام مع الرئيس أبو مازن ، وفي الدول الأربعة التي تحدث عنها الإيرانيون هناك أطراف تتبع الطرفين الأخرين فمثلا تركيا تحافظ على علاقات جيدة مع القيادة السياسية لحماس في حين أن المصريين والسعوديين يرون في الإخوان المسلمين وكل فروعهم مثل حماس شرا مستطيرا وفي لبنان والعراق واليمن مثل ذلك لدرجة وصلت فيها الاستباحة لسيادة هذه الدول خطر انهيار الكيانات الوطنية هذه لصالح تشكيلات اثنية ومذهبية تتبع هذا الطرف أو ذاك وتحولت المنطقة الى حالة من الفوران الجيوبوليتكي والجيو استراتيجي .
والوضع الفلسطيني الداخلي متأثرا بالحالة العامة في الاقليم لا يقل توترا فالصراع بين حماس وفتح على أشدة والتكفير والتخوين والشتائم ، وفي داخل فتح يشتعل الصراع بن الرئيس ابومازن و محمد دحلان وهما تقريبا ينتميان الى نفس المعسكرالمصري السعودي والخلاف بينهما لا سبب واضح له وفي حماس ايضا همهمة صاخبة بين تيارين تيار ايراني بامتياز يمثله الزهار والعسكر في حماس وتيار اكثر انفتاحا وطنيا وعلاقته جيدة مع تركيا وقطر ويمثله احمد يوسف وغازي حمد.
إن حالة التشظي في الساحة الفلسطينية تضع المنجزات الفلسطينية السياسية خصوصا والكفاحية بشكل عام بل و القضية الفلسطينية برمتها على حافة الضياع والاندثار وإذا لم تتحرك القواعد الشعبية بل والنخب السياسية التي لاتؤمن ولا تمارس الارتزاق السياسي باتجاه وضع حد للحالة الراهنة فلسطينيا واستعادة السيطرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل والذي تستهدفه جميع القوى الخارجية والتي تسعى لتحقيق مشاريعها الامبراطورية وذلك من خلال إطار وطني جامع وأجندة وطنية واضحة يلتزم بها الجمبع بحيث يصبح التساوق مع القوى الاقليمية مقابل التمويل جريمة وطنية ، وإلا فنحن الفلسطينيون وقضيتنا أمام منزلق خطير يرحمكم الله
بقلم / المهندس نهاد الخطيب
مهندس وباحث في العلاقات الدولية
التداخل بين المشهدين الاقليمي والوطني فلسطينيا
من الثوابت في علم السياسة أن السياسة الخارجية لأية دولة هي انعكاس لسياستها الداخلية أو بتعبير أدق الوضع الداخلي فيها وتكمن مهارة السياسة الخارجية في تحييد أية تأثيرات خارجية على الوضع الداخلي لتحصين الجبهة الداخلية كواحدة من ثوابت الامن القومي ، ولكن يبدو أن هذه المسألة شاقة هذه الأيام في منطقتنا بشكل عام وفي بلدنا خاصة فالتداخل بين المشهد الإقليمي والمشهد الوطني وصل الى درجة يبدو معها من المستحيل عزل أحدهما عن الأخر فالصراع بين الأمبراطوريات الفارسية الشيعية والتركية الطورانية ، وكلاهما تتدثر برداء الاسلام ، على أشده للسيطرة على مقدرات المنطقة والفوز بلقب الوكيل الأمريكي الحصري بديلا عن الوكيل الاسرائيلي الغريب والطارئ ، ومن جهة أخري تدافع الدول العربية الراسخة والعريقة مثل مصر والسعودية والأردن عن وجودها وبقايا أدوارها التي أهملتها لفترات زمنية طويلة , فالايرانيون يعلنون وبوقاحة غريبة بعد استيلاء الحوثيون على العاصمة اليمنية أن صنعاء هي العاصمة الرابعة التي تسقط في يدهم طبعا بعد دمشق وبيروت وبغداد ولا أعرف لماذا نسي غزة ربما لأنها ليست عاصمة بعد رغم أن نائبا ايرانيا صرح بعد حرب 2012 أن كتائب القسام لا تتبع لهنية ولا لمشعل بل تتبع لنا ولم يصدر من حماس أية رد فعل رغم أن عبارة مشابهة من أية طرف فلسطيني كانت كفيلة بإستدعاء شتائم من العيار الثقيل تتجاوز حدود اللياقة والأدب من الناطقين بإسم حماس كما يحصل هذه الأيام مع الرئيس أبو مازن ، وفي الدول الأربعة التي تحدث عنها الإيرانيون هناك أطراف تتبع الطرفين الأخرين فمثلا تركيا تحافظ على علاقات جيدة مع القيادة السياسية لحماس في حين أن المصريين والسعوديين يرون في الإخوان المسلمين وكل فروعهم مثل حماس شرا مستطيرا وفي لبنان والعراق واليمن مثل ذلك لدرجة وصلت فيها الاستباحة لسيادة هذه الدول خطر انهيار الكيانات الوطنية هذه لصالح تشكيلات اثنية ومذهبية تتبع هذا الطرف أو ذاك وتحولت المنطقة الى حالة من الفوران الجيوبوليتكي والجيو استراتيجي .
والوضع الفلسطيني الداخلي متأثرا بالحالة العامة في الاقليم لا يقل توترا فالصراع بين حماس وفتح على أشدة والتكفير والتخوين والشتائم ، وفي داخل فتح يشتعل الصراع بن الرئيس ابومازن و محمد دحلان وهما تقريبا ينتميان الى نفس المعسكرالمصري السعودي والخلاف بينهما لا سبب واضح له وفي حماس ايضا همهمة صاخبة بين تيارين تيار ايراني بامتياز يمثله الزهار والعسكر في حماس وتيار اكثر انفتاحا وطنيا وعلاقته جيدة مع تركيا وقطر ويمثله احمد يوسف وغازي حمد.
إن حالة التشظي في الساحة الفلسطينية تضع المنجزات الفلسطينية السياسية خصوصا والكفاحية بشكل عام بل و القضية الفلسطينية برمتها على حافة الضياع والاندثار وإذا لم تتحرك القواعد الشعبية بل والنخب السياسية التي لاتؤمن ولا تمارس الارتزاق السياسي باتجاه وضع حد للحالة الراهنة فلسطينيا واستعادة السيطرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل والذي تستهدفه جميع القوى الخارجية والتي تسعى لتحقيق مشاريعها الامبراطورية وذلك من خلال إطار وطني جامع وأجندة وطنية واضحة يلتزم بها الجمبع بحيث يصبح التساوق مع القوى الاقليمية مقابل التمويل جريمة وطنية ، وإلا فنحن الفلسطينيون وقضيتنا أمام منزلق خطير يرحمكم الله