الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوردي 9 جمع الدين والدولة بقلم: د.حسين سرمك حسن

تاريخ النشر : 2014-12-16
الوردي 9 جمع الدين والدولة بقلم:  د.حسين سرمك حسن
علي الوردي :
(9) لماذا وصلت الإزدواجية ذروتها في العصر العباسي؟ جمع الدين والدولة مثل جمع الماء والنار
------------------------------------------
                         د.حسين سرمك حسن
                      بغداد المحروسة - 2014

في كتاب "وعّاظ السلاطين" يضع الدكتور علي الوردي بين كل وقفة تحليلية نفسية واجتماعية ، وأخرى تحليلية تاريخية عامة ، إشارات مقصودة إلى محنة الصراع التي خاض إوارها المسلمون في الصراع بين الإمام علي ومعاوية ، ولكنها إشارات محسوبة يبدو أن الكاتب يبغي منها تهيئة القاريء لاستقبال تحليله الصادم لتلك المحنة بعد قليل . فعلى سبيل المثال ، نجده حين يتحدث عن طبيعة اهل العراق ومعضلة الإزدواجية التي يعيشونها ، فإنه يقدم مثلا تطبيقيا عن تأثير هذا الازدواج وما ينشأ عنه من صراع نفسي على مسارات الصراع بين علي ومعاوية ونتيجته النهائية . فأهل العراق كانوا واقعين تحت تأثير دافعين متناقضين : دافع النفسية البدوية القديمة من جهة ، ودافع النزعة الإسلامية الجديدة من الجهة الأخرى . وعندما نشبت الحرب بين أهل العراق وأهل الشام في واقعة صفين ، ظهر هذا الأمر بكل جلاء في أهل العراق . ففي الوقت الذي كان أهل الشام فيه طائعين مقلدين يستمعون إلى ما يقول أمراؤهم ويعتبرونه أمرا مقدسا ، نجد أهل العراق في شغب وتساؤل وجدل عظيم . وقد سُئل معاوية ذات يوم عن العوامل التي جعلته يغلب عليّاً ، فلخّصها معاوية بما يلي :
أولا : كان علي بن أبي طالب يُظهر سرّه ، وكنت كتوما لسرّي .
ثانيا : وكان في أخبث جند وأشده خلافا ، وكنت في أطوع جند وأقله خلافا .
ثالثا : وكنت أحبّ إلى قريش منه .
ويعلّق الوردي على هذه  العوامل الثلاثة بالقول :
( يبدو لي أن هذه العوامل الثلاثة التي ساعدت معاوية على "علي" كانت أوجها مختلفة لعامل واحد هو : العامل الاجتماعي . فقد كانت الطبقة العليا في المجتمع الشامي مؤلفة من أشراف الجاهلية في الغالب ، بينما كانت في المجتمع العراقي مؤلفة من القرّاء وأهل السابقة مثل عمار بن ياسر وغيره . فكان علي لا يستطيع كتمان سرّه مثل معاوية ، لأن أتباعه من أهل العراق كانوا يسألونه في كل شيء ويجادلونه في كل عمل يقوم به . ولذا كانوا يختلفون معه في كل صغيرة وكبيرة . أما أتباع معاوية فكانوا يسيرون معه كما يسيرون مع مشايخهم في الغزوات أيام الجاهلية ) (57) .
ثم يضيف الوردي عاملا آخر يتعلق بالعطاء والإغراءات المادية . فقد كان علي يساوي في العطاء بين الناس كما كان الرسول يفعل ، أما معاوية فقد كان يعطي على مقدار ما للرجل من مكانة اجتماعية أو نفوذ سياسي . وهذا كان سببا آخر من أسباب انتصاره على علي ) (58) .
 # لماذا وصلت الإزدواجية ذروتها في العصر العباسي :
------------------------------------------------------
لكن إنجاز الوردي في مراجعته التطبيقية للتاريخ الإسلامي يتصاعد ليتجسد بصورة متميزة في الفصل الثاني من كتابه هذا وهو : ( الوعظ وازدواجية الشخصية ) . حيث يواصل شرح وتفسير الكيفية التي استقر فيها الازدواج في نفسية الفرد المسلم بصورة عامة ، وفي نفسية الفرد العراقي بصورة خاصة . في هذا الفصل يحاول إثبات فرضيته في أن الإزدواج في الشخصية قد وصل ذروته وترسخ في العصر العباسي . وهو يقدم تعليلا دقيقا يرى فيه أن الأمويين كانوا أولي عصبية جاهلية بدوية صريحة ، فكانوا لا يهتمون بما يقول الفقهاء أو رجال الدين ، ويتبعون طريقة السيف في سياسة الناس ، في حين كان الفقهاء وحملة الدين يدعون إلى طريق الله والمساواة في صفوف الفلاحين والغوغاء وأهل الحرف ، فكان الدين والدولة يسيران في اتجاهين متناقضين . فخلق ذلك صراعا نفسيا من ناحية وقلقا اجتماعيا من ناحية أخرى . ولكن هذا الوضع الشائك تم حلّه في العصر العباسي :
( فقد جاء العباسيون إلى الحكم وهم يدّعون انهم يريدون إحياء السنة التي أماتها بنو أمية وتقويم ما اعوج من سبل الدين . وبعبارة أخرى أنهم كانوا يحاولون إزالة الثغرة التي كانت موجودة بين الدين والدولة في عهد أسلافهم الأمويين . وهذا أمر يكاد يكون مستحيلا . إن جمع الدين والدولة في جهاز واحد شبيه بجمع الماء والنار معا . حاول العباسيون أن يلائموا بين الدين والدولة فلم يوفقوا في هذا السبيل إلّا ظاهرا . إنهم قرّبوا الفقهاء وأهل الحديث وأجزلوا لهم العطاء وتظاهروا لهم بالخشوع واستمعوا إلى مواعظهم . والواقع أنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا أكثر من ذلك . ففي حياتهم العملية كانوا يسيرون كغيرهم من الملوك في ضوء ما تمليه عليهم الظروف من مساومة وقسر واستغلال . يقول البروفيسور فيليب حتي : كان الخليفة البغدادي بخلاف سلفه الأموي يتظاهر بالتقوى ويدّعي التديّن . ولكنه كان مع ذلك ذا اتجاه دنيوي مثل سلفه الشامي )(59) .
لقد كان الخليفة نفسه مزدوجا ، فشق من شخصيته يستمع للواعظ وشق آخر يجري وراء ملذات الدنيا . وقد كان الخليفة العباسي يبكي في حضرة الوعّاظ ثم يفجُر ليلاً مع الجواري والمطربين . إن الخليفة – كما يقول الوردي – كان يعبد الله وينهب عباد الله :
( ولا ريب أن عدد الواعظين أخذ يزداد في ظل الدولة العباسية وينمو نموا فظيعا . وكان كل وزير أو أمير يخصّص جزءا كبيرا من الأموال التي ينهبها لبناء المساجد والتكايا والترفيه عن المرتزقة الذين يأوون إليها من طلاب الفقه والعبادة . وكان الواعظ يُعطى على مقدار ما يتحذلق به من جيد اللفظ وبلاغة الأسلوب)(60) .
ومقابل دعم الخليفة ومغرياته المادية التي يقدّمها للواعظين يتفنن هؤلاء في دعم سياساته وتقديم المسوّغات الفقهية التي تبررها وهو ما عرف بـ ( الحيل الشرعية )، والتي كانوا من خلالها يوفّرون مسوّغا شرعيا لكل فعل من أفعال الخليفة مهما كان دنيئا :
( والسلطان الظالم لا يعمل عملا إلا بعد أن يجمع الفقهاء ويعرض عليهم الأمر . وهم ينظرون حينذاك إلى السلطان فإذا وجدوه مصمما على ذلك العمل أسرعوا إلى ما في جعبتهم من الآيات والأحاديث المتناقضة فينفضوها أمامه ليختار منها ما يلائمه ، والله غفور رحيم على كل حال ) (61) .
وليس أدل على ذلك من الفتوى التي قدّمها الوعّاظ للرشيد ليبرّروا نقضه لعهد الأمان الذي كتبه بخط يده ليحيى بن عبد الله العلوي الثائر .
ويعود الوردي إلى التأكيد من جديد على أن الحجج التي كان الوعّاظ يقدمونها ، تقوم على أساس القياس الأرسطي ، لأن هذا القياس عجيب جدا ، ففي الإمكان الإتيان به لتأييد أي رأي وتأييد نقيضه أيضا . وقد أصبح هذا القياس الأرسطي وسيلة كبرى من وسائل الطغاة ووعّاظهم يلجأون إليه عندما يشاهدهم الناس متلبسين بجريمة الظلم أو الدفاع عنه . ويواصل الوردي سخريته السوداء بالقول : 
( فإذا اشترى أحد الطغاة جارية بمائة ألف دينار ، فإنه يستطيع ، على أي حال ، أن يستعين بالمنطق الأرسطي فيبرهن للناس أن في شراء الجارية صلاحا للمسلمين . ذلك لأن الجارية سوف تسعد أميرهم ، وفي سعادة أمير المؤمنين سعادة للمؤمنين أنفسهم ، وكفى الله المؤمنين القتال ، وكان الله عزيزا حكيما ) (62) .
والوردي لا يلوم الخليفة هرون الرشيد لازدواجية شخصيته وشخصيات الوعاظ من حوله ، فهو نتاج للظروف الاجتماعية التي حصلت آنذاك ، وكنتيجة نهائية ، نجده – أي الوردي - يدافع حتى عن الزنادقة الذين كان الخلفاء يصلبونهم ، ماداموا لم يعتنقوا هذا المذهب من تلقاء أنفسهم . فهم أما ورثوا ذلك عن آبائهم أو انجرفوا فيه بتأثير محيطهم الاجتماعي . ولن يستطيع الانسان أن يعتنق دينا أو يرفضه نتيجة تفكيره المجرد وحده . وماداموا قد بُذرت بذور الزندقة في نفوسهم بفعل سلوك الحكام الفاسدين . فـ :
( قد يتزعزع إيمان أي إنسان حين يرى أمير المؤمنين ينهب أموال الأمة ثم يبذّرها على ملذاته وشهواته . والعجيب أن نرى الناهب معذورا والمنهوب مُعاقبا ) (63) .
في الفصل الثالث : ( الوعظ وإصلاح المجتمع ) ، يناقش الوردي الكيفية التي يخلق فيها الوعظ المفرط نتائج معاكسة للنتائج التي يرجوها لأن الواعظين يوغلون في ( أَمْثَلة ) الأنموذج القدوة الذين يطلبون من الناس أن يقتدوا به . ويضرب مثلا مهما على ذلك ويتمثل في حالة أهل الكوفة المتناقضة والتي يبايعون فيها زعيما على الثورة ثم يغدرون به - لا يزال أهل العراق حتى هذا اليوم ، يقولون في من يغدر ( أنه بايع ) - ، فيعيد هذا السلوك ، الغدر الاجتماعي ، إلى التباعد بين أهداف الواعظين وأهداف الحياة الواقعية :
( فالناس يلهجون من جراء الوعظ المتوالي عليهم ، بذكر المُثل العليا والمباديء السامية . وكثيرا ما نراهم يحرّضون الزعماء على الثورة ... ولكنهم لا يكادون يرون الزعيم قد ثار فعلا حتى يتبين لهم ما ستجرّه عليهم ثورته من خسائر .. وعند ذلك يُضطرهم الأمر الواقع على النزول من أبراجهم العاجية التي صعدوا إليها من قبل ) (64) .
# الإزدواجية سبب ندرة القادة الحقيقيين في العراق :
------------------------------------------------- 
إن هذه الازدواجية هي السبب الرئيس – وهنا ينتقل الوردي من الماضي إلى الحاضر – الذي جعل الزعماء نادرين في مجتمعاتنا الحاضرة :
( إن المجتمع المزدوج يقل فيه ظهور الزعماء الأقوياء في الغالب . فكل زعيم يظهر في هذا المجتمع يقابله الناس بالجدل والشغب والانتقاد . إن توالي الوعظ عليهم جعلهم أولي نظر دقيق وتفكير إفلاطوني مفرط . إنهم يجدون عيبا في كل رجل يظهر بينهم مهما كان نبيلا . والزعيم لا يعتمد في زعامته على مواهبه فقط . إنما هو يعتمد أيضا ، على تقدير الناس وتشجيعهم إياه . والزعيم في المجتمع المزدوج لا يجد تشجيعا أو تقديرا إلا بمقدار ضئيل . إن الزعيم يخلق الأمة وهي تخلقه في الوقت ذاته ، فالأمة لا تستطيع أن تخلق من شخص تافه زعيما ، وكذلك لا يستطيع الشخص الموهوب أن يكون زعيما في أمة لا تقدّره ... إن المجتمع المزدوج لا يستطيع أن يجمع أمره على تقدير زعيم من الزعماء . فهو نقّاد من طراز غريب . فلو عاش مع الأنبياء لوجد فيهم كثيرا من الهنات والمعائب ) (65) .
وما يقوله الوردي يجد ساحته التطبيقية ليس في ساحة العمل السياسي العراقي حسب بل في استعادة العبرة من سير القادة القدماء الذين امتُحنوا في العراق . إن الكثير من الزعماء السياسيين العراقيين بذلوا المستحيل ليحصلوا على رضا الشعب العراقي ولم يفلحوا . وقد اضطر بعضهم إلى أن يموت في سبيل مبدئه ليعرف الناس قدره لأنه مادام حيّاً فإن الناس لابد أن يلاحقوه بالنقد والبحث عن عيوبه . وكل ذلك يعود إلى سلوك الواعظين الذين رسموا لنا صورا مثالية بدأنا بقياس سلوك الزعماء السياسيين عليها ، وهي غاية لا يمكن أن تتحقق . وقد أدى هذا الوضع إلى حصول ظاهرة سياسية واجتماعية خطيرة في العراق وهو النقص في القيادات السياسية التاريخية :
( ومن يقارن العراق بسائر البلاد الشرقية يجده قاحلا من الزعماء المشهورين قحولة تلفت النظر . والزعيم المخلص لا ينال التقدير فيه إلا بعد موته . فهو عند ذلك يدخل في غابر التاريخ وتسحب الأيام على عيوبه ذيول النسيان . أما في حياته فالناس يطعنونه من كل جانب . ويكثرون من ذمّه والبحث عن عيوبه ) (66) .
# الإزدواجية تنتج بشرا يحبّون من لا يحترمونه ويحترمون من لا يحبونه :
-------------------------------------------- 
ومن نتائج التربية الإزدواجية الأخرى في المجتمع هو أنها تنتج بشرا يحبّون من لا يحترمونه ويحترمون من لا يحبونه . ويفسّر الوردي سبب هذه المعادلة المعقدة بالقول :
( سبب هذا قد نشأ ، فيما أظن ، من جراء الازدواج الذي تغلغل في تكوين شخصيتنا . فنحن في أعماقنا بدوٌ نحتقر الضعيف ونحترم القوي ، أما في أفكارنا فنحن أفلاطونيون ننشد المُثل العليا . فنحن إذا أحببنا شخصا كانت قلوبنا معه وسيوفنا عليه . أما إذا احترمنا أحدا فالغالب أن يكون هذا المحترم من الجلاوزة أو أبناء الجلاوزة ، فنحن نكرهه بقلوبنا ونحترمه بألسنتنا ) (67) .
وهنا يبدأ بالدعوة إلى مراجعة التحريف الذي قام به الوعّاظ لأقوال الرسول بصورة تعزّز الإستكانة للطغاة وعدم مواجهتهم والأخذ على أيديهم . ولم يكتفوا بذلك بل حرّفوا أقوال الله تعالى لتصب في مجرى الخضوع للطغاة ( كما حاول ذلك الطبراني نقلا عن أبي الدرداء نقلا عن النبي ) (68) .
 وسنجد أن الوقفات الداعية للمراجعة هذه منتشرة بصورة محسوبة في مواقع متناثرة من فصول الكتاب ، وقد تحمل بعض الوقفات نظرات انتقادية حادة .
وينهي الوردي هذا الفصل بالدعوة إلى الثورة من خلال مقولتين قالهما أبو ذر الغفاري :
( عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه ) و ( إذا ذهب الفقر إلى بلد قال له الكفر : خذني معك ) .
– ومن الطريف أن نذكر أن الوردي قد كتب في عام 1943 مسرحية عن أبي ذر الغفاري ، وقد قدّمها إلى إحدى الفرق التمثيلية في حينها ، فرفضتها الفرقة لأنها وجدت فيها اشتراكية غير مستساغة – وما زال الوردي يحتفظ بنسخة من تلك المسرحية ) (69) .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف