الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ورحل الوزير بقلم:ساهر الأقرع

تاريخ النشر : 2014-12-16
ورحل الوزير ساهر الأقرع

ان خبر استشهاد رجل من أغلى الرجال الذين تعرفهم في حياتك مصاب جلل وخطب عظيم، ينزل عليك صاعقة تهد كيانك وتزلزل أركانك وحواسك، ولا تستوعب الخبر أو تصدقه، ولكن المؤمن يسترجع ويوجه وجهه وقلبه وحواسه لربه عز وجل ويتضرع إليه دامعاً خاشعاً داعياً له بالرحمة والمغفرة والدرجات العلى من الجنة، لقد كان خبر استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح الوزير “زياد ابو عين“ المناضل الوطني الكبير الذي هو من القادة اللذين لهم تاريخ مشرف وحافل بالتضحيات والانجازات لصالح القضية الفلسطينية العادلة ولشعبنا العظيم، وتعايش مع الزعيم الخالد “ياسر عرفات”، وكان له أثر واضح على تجربة الحركة الأسيرة الفلسطينية حيث عمل لسنوات طويلة وكيل وزارة الأسرى ، وفي العام 79 أعيد اعتقاله في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مطاردة ساخنة من قبل الموساد والمخابرات الأمريكية بتهمة القيام بعمليات مسلحة أدت إلى قتل وجرح العشرات من الإسرائيليين، حيث تم اعتقاله في سجن شيكاغو لمدة ثلاثة أعوام وذلك حتى يتم تسليمه لسلطات ألاحتلال الإسرائيلي، حيث تحولت قضيته إلى قضية عالمية حركت الضمير العالمي وأشعلت المظاهرات في شتى عواصم العالم، مما أدى إلى عقد عدة اجتماعات من هيئة الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان والجامعة العربية، حيث صدرت عدة قرارات دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى عدم تسليمه للاحتلال، حيث استدعي السفير  الأمريكي  في عدد من دول العالم وذلك للضغط على بلادهم من اجل عدم تسليمه، وخلال ذلك خاض الشهيد “ابو عين” مجموعه من الإضرابات عن الطعام، حيث رفضت السلطات الأمريكية السماح لطبيب من الصليب الأحمر الأمريكي زيارته، فصمم “ابو عين” على مواصلة الإضراب المفتوح على الطعام مطالبا بحضور طبيب من الهلال الأحمر الفلسطيني من بيروت، وهذا ما كان تحت ضغوط الإضراب عن الطعام والخوف على حياته بعدما تحولت قضيته إلى قضية رأي عام دولي، حيث أحُضر طبيب بناء على طلب أمريكا من مستشفى عكا ببيروت أرسله الرئيس الشهيد “ابو عمار” خصيصا لمعاينة ابو عين”.
ان الشهيد القائد “ابو عين”، صاحب القلب الكبير والعطف والإحسان، لقد توارى جبل أشم طالما نظرنا إليه سنين وسنين متربعاً في شموخ وثبات وصلابة، ظلالاً وملجأ للقاصي والداني، فإذا هو يهوي ويستقر في خشوع ويغادر بصمت العظماء الذين كتبوا التاريخ ليس بقرطاس ومداد بل كتبوه في قلوب الناس وعقولهم وحياتهم.

نعم لقد رحل الأخ والقائد والإنسان والوزير والوطني “زياد ابو عين” الرجل الإنسان قبل أن يكون قائداً او مسؤولاً، وسيظل ذكره وتاريخه منارة للأجيال ورواية يحكيها أب لولده وبتناقلها الأبناء والأحفاد.

ماذا أكتب عن هذا القائد وماذا أن أقول؟ أتحدث عن إنسانيته عن حلمه عن صبره عن قوة شخصيته عن عظيم إدراكه وفهمه واطلاعه أم عن روعة إدارته وقيادته وسلاستها أم عن حكمة صمته عندما يصمت وبلاغة حديثه عندما يتحدث.
أبواب ومداخل كثيرة لا يمكن أن يوفيها مقال أو مقالات لتجسيد واقع وشخصية هذا الرمز والقائد الوطني الكبير والإنسان “ابو طارق” رحمه الله.
أحبائي أنا لست من المتعودين على تسطير عبارات المدح والثناء للرموز المهمين في الدولة، مخافة أن اتهم بالمجاملة والمحاباة، وإن كان هناك كثير ممن يستحقون ذلك، ولكن لا أدري لماذا امتدت يدي إلى القلم حينما سمعت الخبر الصاعق باستشهاد هذا القائد لتكتب هذا التأبين المتواضع.
لقد كان، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، مثالاً يحتذي به في الحلم والأناة وهما الخصلتان التي امتدح بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم … الحلم والأناة “والخصلة الأولى هي التي خلّدت اسم الأحنف بن قيس عبر التاريخ وأبقت ذكره بتداوله الناس في مجالسهم وفي أشعارهم، رغم مضي ما يقارب (14) قرناً على وفاته.
ولقد أثبتت الأحداث الداخلية الأخيرة التي مرت بها الأراضي الفلسطينية من انقسام بين شطري الوطن الحبيب تمتع هذا الشهيد بهاتين الخصلتين بشكل لا يقبل الشك والمزايدة فلقد كان رحمه الله بمثابة الإداري الحازم في موقف الحزم كالذي أشار إليه النابغة الجعدي بقوله:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا.
وهو البيت الذي جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو له بقوله: “لا فض فوك”، وفي الوقت نفسه تجده بمثابة الأب المشفق الرحيم على أبناء شعبه، وضرب بيده ولسانه قوات الاحتلال الصهيوني العابثين بالوطن .
هذه إشارة مؤجزة لما قام به رحمه الله من جهود في الدفاع عن الأرض الفلسطينية التي يسلبها جدار الفصل العنصري و سرقة الأراضي التي يعمل قطعان المستوطنين علي سرقتها كل يوم، نحمد الله ان سيعقب الشهيد الخالد “ابو عين”، مليون ابو عين والذي من خلالهم  سيزال وطننا شامخ بتضحيات ابنائة رغم حالات العربدة التي تمارسها دولة الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية.
والمسلمون شهود الله في أرضه ولا نزكي على الله أحداً، وأخيراً لا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف