كنت أقتني بعض العرائس ... لمّا مدّت إحداهن يدها نحوي بعروسة وقالت : هل هي جميلة ؟ هل أشتريها ؟ قلت : إنّها جميلة جدّا ..ستفرح ابنتك بها..قالت مبتهجة : ليست لي ابنة ..إنّها لحفيدتي ..أوّل حفيدة .. وأبت إلّا أن تسأل : وهل لك بنت ؟ ولعلّها فكّرت أنّي أشتري العرائس لحفيدتي مثل ما هي تفعل..أجبتها لا ..أردفتها مستدركة بنعم ..ووجدتّها تنظر إليّ مستغربة ..فانشغلت عنها بدفع الثّمن وخرجت وأنا أحدّث تلك الّتي تقبع بداخلي منتظرة دائما .. ولو سألتها ماذا تنتظرين ؟
ستجيبك لا أدري .. وفي أحسن الحالات ستقول : لا أنتظر شيئا لقد توقّفت عقارب السّاعة منذ عقود وعلى طرف العقارب مات الأمل و انتحرت الأمنيات ..
كنت أقول لنفسي ما ضرّني لو أجبت المرأة عن سؤالها وهل كانت ستفهمني إن أنا أجبتها بأنّ تلك العرائس هي إلى ابنتي الّتي لم أنجبها ولا مرّة وأنّني أنجبتها عشرات المرّات ..بل ومئات المرّات على مدى عقود ثلاث من العمل حيث تجلس زهرات أمامي تفوح حبّا وحنانا .. تتعلّق نظراتها بوجهي ترجوني الرّضاء.. وكم أسّرتني تلك النّظرات وجعلتني أمّا مئات المرّات وكانت الولادة أمام الله ...يشهد عليها ضميري وخشيتي من ربّ العالمين..فكيف أنا إذا لم أنجب بنتا ؟ وهل حقّا أنا ليس لي بدل البنت بنات ؟ إنّني حقّا أشتري العرائس لابنتي وإن كانت ليست معي .
نسيمة اللجمي
صفاقس
تونس
ستجيبك لا أدري .. وفي أحسن الحالات ستقول : لا أنتظر شيئا لقد توقّفت عقارب السّاعة منذ عقود وعلى طرف العقارب مات الأمل و انتحرت الأمنيات ..
كنت أقول لنفسي ما ضرّني لو أجبت المرأة عن سؤالها وهل كانت ستفهمني إن أنا أجبتها بأنّ تلك العرائس هي إلى ابنتي الّتي لم أنجبها ولا مرّة وأنّني أنجبتها عشرات المرّات ..بل ومئات المرّات على مدى عقود ثلاث من العمل حيث تجلس زهرات أمامي تفوح حبّا وحنانا .. تتعلّق نظراتها بوجهي ترجوني الرّضاء.. وكم أسّرتني تلك النّظرات وجعلتني أمّا مئات المرّات وكانت الولادة أمام الله ...يشهد عليها ضميري وخشيتي من ربّ العالمين..فكيف أنا إذا لم أنجب بنتا ؟ وهل حقّا أنا ليس لي بدل البنت بنات ؟ إنّني حقّا أشتري العرائس لابنتي وإن كانت ليست معي .
نسيمة اللجمي
صفاقس
تونس