الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شوارع وأبطال بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2014-12-16
قصة قصيرة / شوارع وأبطال بقلم : حماد صبح

يتعارض الشارعان صانعين علامة زائد . شارع خالد بن الوليد وشارع أحمد عبد العزيز . الأول يمتد شمالا وجنوبا ، والثاني شرقا وغربا ، وعلى جوانبهما منازل ومحلات وكل ما يمكن أن يكون في منطقة بمدينة كبيرة مثل غزة . ماذا لو بعث البطلان التاريخيان وطالعا حال العرب والمسلمين ؟! استغرب هذا الخاطر . كيف يوافيه وهو في هذه الدرجة العالية من الإعياء والسأم ؟! كفاه وزاد ما قاساه في مراجعة تقارير الجريدة وأخبارها ومقالاتها . الخاطر الغريب لا يفارقه . ماذا سيقول خالد حين يرى سيوف العرب والمسلمين صدئة في أغمادها وغواشي الذل والوهن تتكاثف فوقهم طبقات صفيقة مظلمة ؟! ماذا سيقول حين يراها لا تستل على صدئها إلا لتقتل بعضهم حائزة مضاء مفاجئا مستلا مما في نفوسهم من أضغان ملتهبة وأحقاد طائشة عمياء ؟! يتبرأ من عرب اليوم ومسلميه ؟! لم يدرِ جوابا . حاول صرف الخاطر إلا أنه والى الحومان في فضاء باله . ماذا لو بعث أحمد عبد العزيز وسمع بعض أحفاده ممن طحن الاهتراء حسهم القومي والإنساني يهللون فرحا بعدوان اليهود على غزة ، ويتضرعون راجين نتنياهو تكثيف نار إجرامه وقتله لنساء غزة وبناتها وأطفالها ؟! ينكرهم ويتبرأ منهم ؟! لم يدرِ جوابا .
أضواء السيارات وأصواتها تحرره شيئا من سطوة خاطره . يعبر الخط الشمالي من شارع عمر المختار ، ويقف على الإفريز الفاصل انتطارا لعبور الخط الجنوبي للشارع . قال لنفسه : ها أنا في شارع بطل تاريخي آخر . وهاجمه الخاطر بين أصوات السيارات . حاول طرده ، لكنه يلح ويعاند . ماذا لو بعث المختار ورأى حال الليبيين ؟! يتذابحون بلا قلب في بلدهم ، وثلثهم مشرد في بلاد جوار شاخت عروبته وشاه إسلامه . اجتاز الخط الجنوبي مسرعا . بدأ المطر قطرات قليلة كبيرة كأنها تحذر مما سيليها . سماء المدينة _ رغم عتامة المساء التي تغسل أضواء السيارات بعض كثافتها_ تلوح في غموض منثورة بشرائح عريضة من الغيم . غرز يمناه في جيب معطفه الأسود الأنيق وانتزع قطعة نقدية من شيكلين نفح بهما المرأة الجالسة على الرصيف ، فدعت له بالعافية وحفظ الأولاد ورزقهم . غالبا ما نفحها وغالبا ما دعت له . زمر من الشبان وباقات من الشابات يفيضون جمالا وحيوية ونضارة متألقة يسيرون على الرصيف دون اختلاط أو سمات ارتباط . إذا رأيت اثنين معا فاعلم أنهما زوجان أو أخوان . كثرتهم تيمم الغرب حيث المحلات بأنواعها . وصل محطة السرايا . دمر مجمع المباني الذي وسم بهذا الاسم ( السرايا ) عقودا طويلة ؛ في عدوان 2008 الإسرائيلي على غزة. انقذف في سيارة أجرة وقفت مستعجلة بعد أن سمع من أحد ركابها وجهتها لحظة توقفها . الشرطة تحظر وقوف السيارات في المكان وإن كانت تتخلى عن تنفيذ الحظر غالبا مراعاة لحال الناس سائقين وراكبين . دقائق تقارب العشر واستوت السيارة على شارع صلاح الدين . بطل تاريخي جديد . سرى في باله السؤال الذي سرى فيه في الشوارع الأُولى . أغلق النافذة لقوة المطر. سأل نفسه : لم هب في وجهي كل هذا التاريخ المنافي الفاضح لقبح حالنا اليوم ؟! دنا من مكان نزوله . أشرق في أفق خياله وجه جمال عبد الناصر حين بلغ جسرا على وادٍ. حدثه رجل عاش كارثة حرب 1948 وشرد من موطنه بئر السبع أنه رأى جمال عبد الناصر حين تمركزت وحدة من الجيش المصري عند هذا الجسر في الحرب . ما زالت نفسه حية الانفعال والتأثر بكلام الرجل . قال إنه قابل مع بعض أقاربه جمال عبد الناصر ، وأنه عرفهم اسمه ورتبته كاشفا تلك الرتبة بإبراز كتفه من معطفه العسكري . هزته عاطفة الصدق والمودة والألفة السريعة التي شعر بها عبد الناصر نحو أولئك الرجال والتي بدت في حركة الكشف عن رتبته . جاشت في عينه دموع ، وهمس لنفسه : كم أحبك يا جمال !
وعاوده الخاطر بارقا : ماذا لو ... ؟!
لكنه أفلت منه ، والتمع في باله الحزين المستثار أن مثال جمال لا يبعث ولو في الخيال، وفاضت في قلبه شفقة كبيرة حارة عليه من ضراوة هول ما سيراه لو بعث . نزل . شح المطر وصار رشاً ناعما . قطع الشوارع الأربعة التي شرع في تأهيلها من عامين بمنحة من قطر ، وأبطأ تأخر وصول المواد عملية التأهيل لكثرة إغلاق معبر رفح الذي تقرر في المنحة القطرية أن تصل المواد من خلاله . سار في الشارع الماضي نحو بيته . سموه الشارع التجاري طموحا مستقبليا لا واقعا قائما ، فليس فيه سوى سبع بقالات متواضعة المحتويات . أضمر نية في نفسه . بعد أسبوع سمي الشارع (شارع جمال عبد الناصر ) بعد أن أقنع صديقه رئيس بلدية القرية بالاسم الجديد .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف