الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عندك لو سمحت بقلم عبدالله يوسف مغاري

تاريخ النشر : 2014-12-12
عندك لو سمحت
بقلم عبدالله يوسف مغاري

حافلتُنا سيطُها مذاع ,تاريخُها معروف في كل البقاع , متعارفٌ عليها بالصلابة ,سائقوها بالإنابة ,يتناوبون السياقة وكل سائق يلبس قناعاً ,والمشكلة ليست بالقناع ,المشكلة بذلك المذياع .
فسائقها المحترم دائماً يفتح المذياع,ويعلي صوتَهُ قدرَ المستطاع ,ليس لأنه ضعيفُ السمعِ ولا لأن مزاجهُ الغناء ,بل لأنه لا يرغب أن يكون لمطالب الركاب سمّاع ,فالأصوات تعلو والمطالب تزداد ,ذلك الطفل يود ماءَ الشرب وذلك الشاب يريد فتح الشباك ,وذلك الحاج يطلب قضاءَ الحاجة والعجوز تطلب الدواء والكلُّ يطلبُ من السائق التوقف ولا حياة لمن تنادي .
مِنْ قهرها تلك العجوز المثقفة بثقافة الثورة , صرخًتْ بصوتٍ لم يُسكتْ المذياع ,لكنّْه كان أكثر منه ارتفاعاً  بأسلوبها الراقي قالت الآتي :أيها السائقُ المحترمُ عندك لو سمحتْ ,لا أريدُ النزولَ , ولا أود منك العزوفَ عن السياقةِ ,ولا أشتكي ألماً ,سوى أني منذ البداية وأنا أمتلكُ شعوراً دفيناً بأنكَ تقودُنا إلى طريق الضياع .                          
 يا أيها السائقُ المحترمُ إني هرمْتُ, وأنت تعدني العودةَ إلى بيتي ,فأرجوك ومن فضلك .اخلعْ القناعَ واسْكِتْ المذياعَ ,فمذياعُك ما عادَ ينفعُ فهو أصلاً إرسالهُ متقطعٌ ويتقلبُ بين العربيةِ والانجليزية,  وأحيانا بقصدٍ أو غيرَ قصدٍ تجعلنُا نستمعُ العبريةَ .
يا سائقَ حافلتَنَا المحترم انك تدعي الديمقراطية ,فاجعلنا شركاء لك ,وان لم ترغب ذلك ,فقط أعلمنا بتلك الإشاراتِ المروريةِ, التي نَمُرُّ بها وتقودُنا إلى بيتي كما تدعي, فيا سائقي علمْتُ أن أيديَ أمريكيةً صنعت إشاراتٍ مروريةً وهميةً, من شأنها أن تلقي بنا والقضية في وحل الفتنة الداخلية, فدَعْنا نكشفُ الزائفَ منها حتى نعودَ إلى بيتنا ونتنفسَ الحريةَ
أيها القارئُ المحترمُ استسمحُك عن الإطالةِ فهذا هو حال حافلتنا الفلسطينيةِ المتجهةِ نحو الوطن المسلوب ,في طريق تناوبَ خلالها القادةُ ,ولم يُرِنا احدهم وجهه الحقيقي فقط ,بل تجاهلوا نداءاتِ المجتمعِ بطبقاتهِ المختلفة وأصبحوا بقصدٍ أو بغير قصد  يسيرون وفقَ مخططات وحساباتِ الدول الكبرى.
لقد كنا نحلم أن نكونَ شيئاً رئيسياً في أولوياتِ صنّاع القرار العالمي ,وأن نكونَ شيئاً ملفتاً لأنظارِ العالم ,نعم تحققَ حلمُنا وأصبحنا كما كنا نحلُم ,لقد أصبحنا على سلم الأولويات وفي كل الحسابات ,ولكن للأسف ,على سلم الأولويات كأداةٍ ,يمكن استخدامها تارةً شماعةً وتارةً أخرى ملمعاً للشخصيات, وتارةً أخرى أداةً إعلاميةً ,يمكن تحقيق حلم الشهرةِ من خلالهِا .
لقد ملَلْنا من الحديثِ عن سلبياتنا دون تدوين ,دون أن تكون دروساً تعلمنا في المستقبل ,لقد اعتدْنا على العشوائيةِ في كلِّ شيء, حتى في  نشاطاتِنا الدبلوماسية ِوتواصلنا مع العالم الخارجي ,لنصلَ بعدها إلى مرحلة, يُسمَع فيها أنينُ أطفالنِا وتُشاهَدُ فيها أشلائنا ,ويقولُ عنها العربُ فبركةً وصناعة منتجين.
يا أيُّها القارئُ المحترمُ قد تكونُ أعلي الهرم وقد تكونُ أسفله ولربما خارجهُ, فأنا أود أن تكون على درايةٍ أن حديثي ليس لك وحدَك, ولا أقصدُ قائداً ما أو فصيلاً معيناً ,ولا أقصدُ قادة هذه  المرحلة او قادة مراحل سابقة ,فالجميعُ مخطئٌ والجميعُ يتحملُ المسؤوليةَ, بما فيها الأحزابُ التي أصبحتْ ترفع شعاراتِ العودةِ ,دون أن ترسمَ خريطةً واضحةً لطريقِ العودة .
هذه الخريطةُ التي يجبُ أنْ توضَع وفقاً لمتطلباتِ المرحلة, وان تبنى وِفْقَ سياسةٍ واضحةٍ, يتوافقُ عليها الكلُّ الفلسطيني ويُشاركُ في تطبيقها كافةَ المجتمعَ الفلسطيني, بآلتهِ الإعلاميةِ الموحدةِ ونشاطاتهُ الدبلوماسية المدروسة .
إن ذلك الشعور الذي يتملكُ كلَّ مواطنٍ فلسطيني,شعور عدمِ  الاستقرار الذي  باتَ يهدد مناحي الحياة كافةً , لقد أوشكَت ثقافةُ التخطيط على الانقراض, بعدما أصبحَ المواطنُ يشعر بعدم جدواه ,بعد أن أصبحَ خاضعاً وبشكلٍ مباشرٍ لكلِّ التقلباتِ المحليةِ والدوليةِ لقد أصبحَ أي توتر دبلوماسي بينَ أي طرفين في المنطقة يجعل المواطن الفلسطيني تحت التهديد , ومرتبط بالمزاج الخارجي.
اليوم لا أحدَ يطلبُ من احدٍ الرحيلَ ولا التنازل, ولا أحدَ يصرخ بذلك, لا أحدَ يرغبُ بعودةِ الماضي المرير ,ولا أحدَ يرغبُ بأن يشابهُ حالنا حالَ دولِ الربيعِ العربي المزيف, لا أحدَ يطلبُ من سائقِنا التوقف, ولا أحد يطلب منه النزول, فقط الجميع يطلبُ منه النظرَ بالمرأةِ الخلفيةِ ,ليرى أين كنّا ومن أين انطلقنا,  فعلا عندك لو سمحت, قفْ قليلاً وأخبرنا أينَ كنّا ؟وأين نحن؟ والى أين تقودُنا؟ يا أيها الرئيس ويا أيُّها الوزيرُ ويا قادةَ الأحزابِ ويا قادةَ المرحلةِ كفى .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف