الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عذرا .. أخلوا منازلكم فورا بقلم المحامي : يوسف خالد سالم

تاريخ النشر : 2014-11-27
عذرا .. أخلوا منازلكم فورا بقلم المحامي : يوسف خالد سالم
عذرا .. أخلوا منازلكم فورا
 
بقلم المحامي : يوسف خالد سالم .

عذرا أخلو منازلكم فورا ،  هذا ليس بتحذير من الجيش الاسرائيلي ، بل نداء الطبيعة لأهل غزة المنكوبين بالفطرة ، وكما أن كل الطرق تؤدي الى روما فإن كل الكوارث تسكن قطاع غزة .
هجرتان ذاق علقمها الغزيون في اقل من ثلاثة شهور ، فنداء اخلاء المنازل ظل يصدح في شوارع قطاع غزة واحدا وخمسين يوما تجرع خلالها القطاع كل أنواع العذاب والدمار ، قتل وتهجير جراء العدوان الاسرائيلي الأخير ، عدوان لم يرَ العالم مشاهده سوى في أفلام هوليود ، بل وفاقتها غزة اتقانا في الانتاج ، لتتكرر المأساة وتقسو الطبيعة للمرة الثانية على أهل غزة المنهكين من صدمة حرب لا تزال أصوات انفجاراتها  ونغمة الموت على المذياع حاضرة في أذهانهم وبقوة .
وللمشردين قصة اكتملت فصولها السوداء بخير المطر ، فالقطاع المدمر المحاصر لا يقوى على استقبال غيمة طويلة ، لأن البنية التحتية هنا تعاني من الدمار وقلة الامكانيات نتيجة الحصار الخانق وضعف الموارد المالية ، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فإن ما بيد بلديات غزة مناشدة حكومة الوفاق التي لم تعرف غزة أقدام وزرائها سوى لساعات ، ذرفوا الدموع على اطلالها ، وقطعوا تذكرة الذهاب بلا عودة بانتظار العودة لصوت العقل والوطن .
هو ذات المشهد مع اختلاف السبب فالنار قبل شهرين دعت أولئك المسبوغين بنعت الحياة زورا لترك منازلهم ، والركض في الشوارع خوفا من الموت باتجاه الموت ، فمنهم من عاد لبيته ومنهم من اتخذ من الشارع بيتا له لحين قدوم ساعة الخلاص ، أما اليوم فنقيض النار يجبرهم من جديد على حمل شنطة الأوراق الثبوتية التي لا ضرورة لها في قطاع يتعرض في كل يوم للحصار والدمار ، وتزوره الأمطار لتكون ضيفا ثقيلا و تقتل جنينا اسمه الأمل .
وبين كل هذا وذاك نعيش كذبة حقوق الانسان ، والمعاهدات الدولية التي ما هي الا حبر على ورق ، معاهدات ونصوص هي وهم بالنسبة للشعب الغزي ، وسراب اصابه بالظمأ أعواما طويلة ، لتبقى جمل منمقة يقول بها صاحب ربطة العنق ، ويتحسر عليها أب لسبعة أطفال افترش الأرض والتحف السماء أملا .
حياة مع وقف التنفيذ حكم بها أهل قطاع غزة ، فالسماء لا زالت تمطرهم بالصواريخ تارة وبالأمطار تارة أخرى ، والنتيجة واحدة والمشهد أسود عنوانه ( شتاء بعد الحرب في كرفان ) .
إن ما تمارسه اسرائيل من حصار خانق ومستمر يمتد لسنوات طويلة هو جريمة حرب وجرائم ضد الانسانية - بالاستناد الى اتفاقيات جينيف وخاصة الرابعة – تمارسه اسرائيل ضد سكان مدنيين عزل واستمراره لهو وصمة عار ستلحق بالإنسانية ، وسيبقى التاريخ يسجل أن ما يقارب من 2 مليون مدني يحرمون من الحياة ظلما ، ليموتوا بالصواريخ حينا ، وبالحصار وتبعاته أحيانا .
وفي هذا المقام لا نغفل دور الانقسام المشئوم الذي أوصلنا لما نحن فيه ، فقد بات آذان الوحدة ضرورة ملحة لما يعيشه القطاع من جراحات كما أنه واجب علينا قتل  ذلك البغيض قبل نفاذ جرعة الصمود لدى الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والداخل المحتل .
ختاما أستذكر قول الراحل محمود درويش  ( حاصر حصارك لا مفر ) ، فطائر الفينيق أسطورة أصلها غزة ، وقطاع غزة ببيوته المدمرة وأشلاء أبنائه المبعثرة ، قادر على تصحيح المسار ، وحرف البوصلة تجاه أصل الصراع ، وقادر ايضا على لملمة الجراح وبعث روح الوحدة من جديد .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف