الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الربيع العربي وفلسطين / تونس حالة خاصة بقلم سمير سليمان ابو زيد

تاريخ النشر : 2014-11-27
الربيع العربي وفلسطين / تونس حالة خاصة بقلم سمير سليمان ابو زيد
الربيع العربي وفلسطين ـ تونس حالة خاصة
بقلم سمير سليمان ابو زيد / قباطية
دخل الباجي قائد السبسي على الدكتور المحامي المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة رئيس الجمهورية في منتصف عام 82 وكان وزيرا لخارجية تونس فبادره الحبيب دون مشاورة ودون اخذ راي احد قائلا :
لقد قررت بيش نستقبل القيادة الفلسطينية والمقاتلين الفلسطينيين في تونس والحقيقة ان الباجي السبسي وهو الوزير المخضرم لم يندهش من قرارات الرئيس والتي كانت عبر تاريخ القضية الفلسطينية تتسم بالخصوصية
في نهاية عام 1963 كانت المنطفة العربية بمثابة مرجل يغلي حيث ان اسرائيل قررت تحويل مجرى نهر الاردن وكانت هناك صراعات محتدمة بين الدول العربية والتي كانت تسمى بدول الطوق فقد كانت هناك خلافات بين مصر وسورية على خلفية انفصال الوحدة وخلافات بين سوريا والاردن وخلافات بين مصر والسعودية على خلفية حرب اليمن وخلافات بين العراق ودول الخليج بعد ان هدد عبدالكريم قاسم باحتلال الكويت وخلافات بين المغرب والجزائر عشية الاستقلال حيث حاول المغرب احتلال منطقة تندوف جنوب غرب الجزائر من الجزائر بعد ان حررتها الجزائر من فرنسا على اعتبار ان المغرب يعتبر ان تندوف ارض مغربية لكن قوانين الامم المتحدة تنص على ان الاراضي الموروثة عن الاستعمار تعود ملكيتها للدولة التي تحررها وزج المغرب بقواته داخل التراب الجزائري ووقفت مصر الى جانب الجزائر وتم خروج القوات المغربية من الجزائربعد ان هب الجزائريون ووقفوا وقفة رجل واحد .
قام الحبيب بورقيبة بزيارة الى منطقة المشرق العربي فقد زار مصر وسوريا والاردن وفي مصر تم استقباله على احسن ما يرام ولاقا من الحفاوة الشيء الكثير حتى انه حضر حفلا لام كلثوم بصحبة عبدالناصر وراح اعلام شيخ المعلقين العرب الاستاذ احمد سعيد وزميله محمد عروق يطبل ويزمر للمجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة .
بعد ذلك توجه الحبيب الى الاردن وعرج على الضفة الغربية وزار مخيمات الفلسطينيين فيه وهاله ما رأى من حالة البؤس والحرمان والكفاف والتشرد التي يعيشها اللاجئون فالقى خطابا مؤثرا في مدينة اريحا استهجنه الكثيرون واهم ما جاء في خطاب بورقيبه ان العرب لم يضعوا اي خطة لتحرير فلسطين سوى التهديدات الرنانة التي جعلت العالم الغربي يقف بصلابة الى جانب اسرائيل واردف بورقيبة قائلا لماذا لا يلجا العرب الى الامم المتحدة ويطالبون بتطبيق قرارات الامم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين ( قرار رقم 194) وتتنازل اسرائيل عن جزء من اراضي فلسطين بدلا من الخطب الرنانة والتهديدات الفارغة الى لم تجن اي ثمار وخاطب الفلسطينيين في اريحا قائلا ايها الفلسطينيون ان فلسطين لا يحررها الا انتم الفلسطينيون انفسكم وقد رايتم ما فعلته الجيوش العربية عام 48 .هنا ثارت ثائرة عبدالناصر واشتغلت ماكينة الاعلام المصري القوية فبدلا من ذكر كلمة الحبيب بورقيبة راح احمد سعيد بعد ثلاثة ايام فقط يقول الغضيب بوغريبة
بعدها دعا عبدالناصر لعقد مؤتمر القمة العربي الاول الذي لم تحضره تونس واكتفى بورقيبه بارسال خطابه الى القمة عبر شريط مسجل قال فيه بالحرف الواحد فيما يتعلق بقضية فلسطين ان فلسطين لا تحررها الجيوش النظامية وانما تحررها حرب العصابات من قبل الفلسطينيين اما اذا اراد العرب ان يفعلوا شيئا فعليهم ان يتوقفوا عن التهديدات الفارغة والقاء اليهود في البحر وان يقوموا بدعم الفلسطينيين فقط والذهاب الى الامم المتحدة حتى نكسب الراي العام الدولي والذي سيقف ضد اسرائيل حتما لرفضها قرارات الشرعية الدولية .
وبعد حصار بيروت وخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان قرر بورقيبة دون مشاورة احد استضافة القيادة الفلسطينية وراح يستقبل القوات الفلسطينية بصحبة عقيلته وسيلة عند نزولهم من البواخر .

اما ما سمي بالربيع العربي ففي الحقيقة ان هذا الربيع لم يزهر الا في تونس فقط فقد كان انتحار محمد بوعزيزي امام مبنى ولاية سيدي بوزيد .بوسط تونس بعد ان صفعته الشرطية فادية حمدي وصادرت عربة الخضار التي يسترزق منها وهنا اسعفتني الذاكرة بما قاله الشاعر التونسي محمود بيرم التونسي فنان الشعب في مدينة الاسكندرية متهكما على موظفي البلدية الذين كانون يطاردون بائعي الخضار ويصادرون عرباتهم عندما قال فيهم :
يا بائع الفجل بالمليم واحدة كم للعيال وكم للمجلس البلدي
اذا الرغيف اتى فالنصف آكله والنصف اتركه للمجلس البلدي
وما كسوت عيالي في الشتاء ولا في الصيف الا كسوت المجلس البلدي
فتونس حالة خاصة كما هي حالة خاصة بالنسبة لقضية فلسطين فهي ايضا حالة خاصة في الربيع العربي فهي الوحيدة التي حافظت على وحدة الدولة ووحدة الشعب ولم تستطع قوى الشر والظلام ان تنال منها واجرت انتخابات ناجحة وحافظت على تماسكها ولم تسيل فيها الدماء على غرار بقية دول ما يسمى بالربيع العربي وقد ظلت فلسطين حاضرة في اذهان التونسيين ورئيسهم بينما بقية دول الربيع العربي اصبحت فلسطين بالنسبة لهم سراب في الذاكرة واثرا بعد عين واصبح العرب يقاتلون بعضهم بعضا وفتحت بلدانهم لاكثر من خمسين جنسية وراحت الولايات المتحدة تقسم وتجزيء كما تشاء وراح مخططون وخبراء اميركيون واسرائيليون وفرس يديرون دفة النزاع على ابار النفط ومقدرات البلدان العربية فاذا كان لدى الانظمة العربية قبل هذا الربيع 10% من الارادة فان ما يملكونه من الارادة الان لا يساوي 10 تحت الصفر.
وهنا لا بد من التذكير ان القيادة الفلسطينية تخوض حربا شرسة على المستوى السياسي والدبلوماسي وعلى صعيد العالم حيث اتت هذه الجهود التي تصدرها فخامة الرئيس محمود عباس بحكمته وحنكته السياسية اكلها التي تفوقت على كل مقدرات الآخرين من مال ونفط وسلاح واخترقت جدار الانحياز الغربي الى اسرائيل وراحت الدول الغربية تتفهم الحق الفلسطيني بدءا من السويد واسبانيا وفرنسا والحبل على الجرار مما اثار حفيظة اسرائيل وراح متطرفوها يهددون الرئيس عباس ويتهمونه بالارهاب كما انالعرب انفسهم كانوا قد تقدموا بمبادرتهم وحسن نواياهم تجاه اسرائيل ولكن بعد خراب البصرة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف