الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصة يوسف .. بقلم محمد جرادات

تاريخ النشر : 2014-11-26
قصة يوسف... بقلم محمد جرادات
كانت انارة الشوارع تلك الليلة خافتة على غير  عادتها ..فتح باب الحافلة وقال محطة هاردوف  ..
كانت العجوز غولدا تجلس  في كرسي قرب النافذة ..كانت تتابع بشغف تفاصيل المكان الذي لن تنساه ابدها ..فهنا وبعد سنتين على قدومها من مدينة ثورن البولونية كانت متطوعة
في مجموعة يهودية محاربة لقتل العرب وطردهم من المكان ..تتذكر جيدا انها اطلقت النار على طفل عربي ليكون ضمن ضحايا مذبحة دير ياسين التي حدثت في هذا المكان تحديدا ...
اخر محطة .. صوت سائق الحافلة  قاطع رحلتها في الذكريات .. حملت حقيبتها وتوجهت نحو الباب وقالت له مبتسمة "تودا يوسف "
ابتسم لها وفتح الباب وقال لها
: انتبهي فالاضواء مطفئة الليلة  ..
همت بالخروج من باب الحافلة  المرتفع على قدميها اللذين بالكاد يحملانها ..كان يراقبها  طوال الوقت .. حاولت ان تنزل قدميها على حافة الرصيف الا انها اخطات تقدير
المسافة .. فقدت توازنها .. الحقيبة السوداء سقطت اولا وقبل ان تنزلق قدمها الاخرى كان يوسف قد امسكها من ذراعيها الهزيلين ليعيد اليها التوازن ثانية ..
بعد ان اطمانت واقفة على الارض  تتاول حقيبتها وهي تبتسم له ممتتة ببعض ما تسطيع من مخارج الحروف العربية .."شكرا يوسف انت شاب طيب "
قبل ان يكمل يوسف رحلة العودة الى محطة الباصات ومنها الى البيت سيرا على الاقدام ..كان قد امسك هاتفه وبدا بكتابة رسالة الى زوجته "حبيبتي انا في الطريق اليكم
ساشتري الخبز واللبن لا تدعي الاطفال يتامون قبل وصولي .انا سعيد فقد انقذت سيدة عجوز من السقوط ساحكي لك القصة عندما اصل .احبك "
ترجل يوسف بعد ان وضع الحافلة في مكانها على ارض محطة الحافلات . ودع اصدقائه بابتسامة اعتادوها كل ليله منذ عشرة اعوام.
كانت اضاءة الشوارع تلك الليلة مرتعشة ..دخل زقاقا يوصله الى بيته وفي وسط الزقاق مر به ستة من تلاميذ المعهد الديني الذي اقيم على انقاض مسجد فلسطيني .
القى عليهم التحية بلغتهم "شلوم" .. لم يجبه اي من الستة .
مضى ثلاث خطوات اضافية  وفجاة شعر بشيء ما بارد وحاد صلب يحيط رقبته  .وفي لحظة كان هناك من يثبت يداه ليسقط منهما كيس الخبز المعد لعشائهم الاخير  ..
بعد ان احكمو القبضة عليه  اقتادوه الى زاوية غير مكشوفة ..كانو قد قيدوا يديه الى الخلف وكان حبل من البلاستيك السميك يلتف حول عنقه .. مع  بعض من مجرى النفس المتوفر
طلب يوسف ان يقول شيئا ..
فظن سادسهم اته سيطلب العفو والرحمة .. وانه سبذكرهم بالتعايش والوطن المشترك ..وسيقرا عليهم سطر او سطرين من اتفاقية السلام الموقعه مثلا ..  اتاحوا لك الكلام فقل يا
يوسف  
نظر اليهم مبتسما وقال :  الان سيعلم الجميع ان هذا هو الحل الحقيقي للمسالة
... لم يفهم القتلة ما يقصده يوسف بتلك العبارة  واعدموه ...
اما العجوز غولدا وكانت قد سمعت قصة يوسف فيما بعد   فقررت ان تعود لتدفن في بولونيا فلربما فهمتها ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف