الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وجود الله تعالى بقلم:عبد العزيز أبو مندور

تاريخ النشر : 2014-11-26
وجود الله تعالى
ــــــــــــــــــ
دكتور / عبد العزيز أبو مندور
000
ينكر الملحدون وجود الله سبحانه وتعالى لعله أولية بدائية سطحية أن وجود الله تعالى من الأمور الغيبة الغير مشاهدة ، فلا تقع عليه الحواس الظاهرة وهى المعروفة للناس من السمع والبصر واللمس والشم والذوق ، فهم لا يعترفون إلا بكل ما يرونه ويشاهدونه ويحسونه بالحواس الخمس الظاهرة ، فهم بذلك ينكرون وجود الله سبحانه وتعالى عما يشركون ، فالله تعالى غيب بالنسبة لنا ولجميع ما عرفناه من خلقه وما لا نعرفه ، فلا يشاهد بالأبصار ولا تحسه حواسنا ومداركنا الحسية الظاهرة والمعروفة للناس بالحواس الخمس ، فلذلك فالملحدون والحسيون والماديون فى جميع العصور والأمصار لا يعترفون ولا يقرون إلا بما يشاهدونه ويلمسونه ، فلا أدرى ماذا لو فقدوا حاسة من حواسهم الخمسه هل كانوا يدركون محسوساتها ، يعنى بمعنى أوضح هل تدرك العين ضوء الشمس إن فقدت قدرة الإبصار ، فماذا سيقول الملحدون ؟! هل ينكرون وجود الشمس ؟ !

إن الملحدون بسبب تمسكهم بإنكارهم لعالم الغيب ينكرون وجوده وما وراء ذلك من معارف وعلوم تتصل به ، فلا يعترفون إلا بكل ما يغيب عن حواسهم الخمس ، ومع ذلك – وبارغم من ذلك – يتناقض الملحد مع نفسه فى ذات المسألة ، فكم من الكائنات من حولهم لا يحسونها بأى حاسة من تلك الحواس الخمس ومع ذلك هم يقرون بها ولا ينكرونها ، فمكتشفات العلم الحديث التى يفاخرون ويدعون إيمانهم بها هم يكذبونها مع أنها حقيقة ظاهرة للعيان.

وأنا لن أعطى على ذلك أمثله بعيدة عنا جميعا ، بل أقرب مثال على ذلك المغناطيسية والكهرباء ، فتلك من علوم الفيزياء التى يعرفها تلاميذ المدارس ، بل يعرفها اليوم العوام من الناس ، فالجاذبية مثلا لا أحد منهم يستطيع أن ينكرها ولا ينكر قوانين عملها مع أنهم لا يشاهدون الجاذبية نفسها ولا الكيفية التى تعمل بها ، فقد يشاهدون فعلها وأثرها ولا يشاهدون هويتها وماهيتها وحقيقتها ، فقط ما يرونه قطعة الحديد الممغنطة ويمكنهم قياس قدرتها على جذب المجذوبات من برادة الحديد مثلا ، فلا يرون الجاذبية فيها ولا يلمسونها أو يسمعونها أو يشمونها أو يتذوقونها ، فقط يرون أثرها فى برادة الحديد ، أو فى جذب كتلة من الحديد أيا كانت بنسب متفاوتة قوة وضعفا بحسب شدة الحديدة الممغنطة قوة وضعفها.

أما الكهرباء التى تسرى فى الأسلاك النحاسية أو غيرها من المعادن جيدة التوصيل للحرارة فلا أحد من الملحدين يستطيع أن يقول لنا أنه يشاهد الكهربة فى هذا السلك تسرى أو ذاك وأنه يراها أو يسمعها أو يلمسها أو يشمها أو يتذوقها ، بل لا يجرؤ إن نحن قدمها له سلكا يجهل مصدر وصلة طرف من أطرافه لا يقبل أن يمسك بطرفه الآخر العاري من العازل حتى يتأكد من أنه ليس موصولا بمصدر كهربائي !

وإذا سألته : هل تستطيع أن تحس وتشاهد الكهرباء فى أسلاكها ومصادرها دون واسطة شيئ من الأدوات الكهربية ؟

ستكون إجابته على سؤالك بالنفي ، ذلك إن لم يكن جاهلا .

إذن عليك أن تفاجئه بسؤال حاسم : هل يعنى عدم رؤيتك للكهرباء فى الأسلاك عدم وجودها ؟

وهنا ، سيسقط فى يده ، ويعترف بوجود ما لا يحسه بحواسه الظاهرة وهى المعروفة بالسمع والبصر واللمس والشم والذوق .

وتكون هذه حجة لك عليه ، فليس كل ما خفي وغاب عنا ليس موجودا ، فحواسنا الظاهرة ما خلقت إلا لتكون شاهدة ومشاهدة للآيات الكونية التى تدل على وجود الله تعالى وتوحيدهسبحانه وتعالى عما يشرك الظالمون علوا كبيرا .

هذا ، فكما لا تعرف بوجود الكهرباء إلا من توهج المصباح الكهربي مثلا ، أو من دوران الخلاط أو الغسالة ، أو سماع المذياع ومشاهدة التلفزيون ، أو عمل الموبايل لمحمول وغير ذلك مما لا يخفى على الإنسان المعاصر من تقنيات ومستحدثات كهربية ؛ فلا تستطيع أن تعرف وجود الله تعالى إلا من آثار قدرته فى الكون ، فالعالم كله بسمائه وأرضه وما فيهما وما بينها مما نحس به ومما لا نحس به بخواسنا الخمسة الظاهرة صغر من صغر وكبر من كبر شاهد صدق على وجود الله تعالى وتحيده .

قال الشاعر الحكيم :

وفى كل شيئ له آية *** تدل على أنه الواحد

حتى الملحدين والمشركين والكافرين والمؤمنين آيات على صدق الرحمن الرحيم رب العالمين وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم فى التبليغ عن ربه جل فى علاه .

هذا دليل مبكر على كذب وافتراء الملحدين .

وقد استمعت لأحدهم فى احدى براكج التوك – شو سمعته يهاجم الإسلام دون غيره من الأديان ، وكان ذلك فى حضور الدكتور سالم عبد الجليل أو عبد الجليل سالم ، ولا يكتفى بذلك ، بل يسب المسلمين ويتهمهم بأنه يسبونه ، فيساشهد على ذلك بقوله تعالى : " ويل للمكذبين " !

ولما لم أقتنع بردود الدكتور سالم ، فقد كان يتكلم فى العموميات وكأنه يخطب ود الملحد الماثل فى البرنامج ويرجو له الهداية – وهو بلا شك من واجبات عمله كواحد من علماء الأزهر – إلا أن أمثال هؤلاء الملحدين من المجادلين يتحججون بالجزئيات ، فيعارضون الكليات بالجزئيات ، فإذا كذبت الجزئية كذبت الكلية الداخلة معها الجزئية تبعا للمنطق الأرسطي .

مثال ذلك أن الملحد الماثل فى البرنامج قدم دليلا على سب المسلمين له بالآية الكريمة " ويل للمكذبين " !

وكان على المحاور أن يتمسك بالآية ذاتها فى إثبات صدق الله تعالى وصدق رسوله فيما بلغ عن ربه سبحانه وتعالى ، فالآية قرآن يتلى إلى يوم القيامة وهى تعنى أن المكذبين من أمثال ذلك الملحد موجودون إلى يوم القيامة ، لعدة أسباب :
1- إن الآية قرآن يتلى فهى من كلام رب العالمين جل فى علاه ، فليست من كلام البشر ، لا من كلام المسلمين ولا من كلام علمائهم ، فهى صادقة وتطبق تمام الانطباق على جميع من يفترى على الله الكذب من ملحد ومشرك وكافر ، فهى وصف لتلك الأقسام الملحدة ، والوصف ليس سبا ، بل حقيقة ثابتة فيمن وصف به ، فلا يمكن مثلا أن نشم رائحة حمار ميت ونتأفف منها ونصفه الحمار بأن رائحته نتنة أننا نشتم الحمار أو نسبة ، فتلك حقيقة نحسها بحاسة الشم ، وكذلك لا يقل أن نشم رائحة وردة متفتحة فى البستان ونصفها بأن رائحتها طيبة فنصفها بغير ذلك ، فرائحة الوردة طيبة تلك حقيقة ثابتة بحاسة الشم ، فلم نضيف إليها شيئا من عندنا ، فقط إن شم أحدهم الوردة ووصفها بأن رائحتها غير طيبته ، فهذا مكذب للحقيقة ، سواءكان فى حاسته مرض أو غير ذلك ، فقد خالف الحقيقة المعروفة والمحسوسة للناس .
2- هل أنت مازلت منكرا لوجود الله تعالى ، فأنت ينطبق عليك الوصف تمام الإنطباق حتى تدع إنكارك وتصدق ، فلا توصف بالكذب ، وإلا فأن من المكذبين الذين توعدهم الله تعلى بالويل ، وإن تكن تعرف الويل ، فياويلك ، فهو واد فى جهنم ، فهل مازلت منكرا ؟ إن عدلت عن انكارك وإلحادك وآمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وبالإسلام دينا ، فقد محيت صفاتك السيئة وتبدلت صفات حسنة ، فأنت من المصدقين ، فلست إذن ممن قيل فيهم " ويل للمكذبين " ، فقد تبدلت سيئاتك حسنات ، فصرت من المصدقين ممن لهم جنات تجرى من تحتها انهار. " قالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " (المائدة: 119)

ومن ثم ، يكون المنكر لرائحة الورد كاذب ، فليس ذلك منا سبا بل وصفا لحقيقة فيه ، فإذا عدل عن إنكاره وغيه بأن عالج أنفه واعترف برائحة الوردة الطيبة ، فلا ينطبق عليه وصف الكذب ، فقد اعترف بالحقيقة التى لا تخطؤها أنوف الناس السليمة ، فكذلك من أنكر وجود الله تعالى ، فهو كاذب وليس ذلك سبا ولا شتما له ، فالمنكر لما تشهده الحواس الخمس الظاهرة والمعروفة للناس من آثار القدرة الإلهية فى الكون لا شك هو كاذب ، فلا يلومن إلا نفسه ، فعليه أن يعدل منحواسه حتى تستقيم وتشهد ما يشهده الناس ، فهنا يصدق بوجود الله تعالى ويشهده سبحانه وتعلى فى الزهرة كما يشهده فى اسماء والأرض ، فيكون مثل البدوي الحكيم الذى شاهد بطرته السليمة آيات ربه سبحانه وتعلى فى مخلوقاته ومصنوعاته ، ففى كل شيئ له آية تدل على أنه الواحد ، قال : البعرة تدل على البعير وأثر الأقدام يدل على المسير ، أرض ذات فجاج ، وسماء ذات أبراج أفلا يدلان على الخبير العليم ؟!

أما إن كنت أيها الملحد كذابا ، فتنكر ضوء الشمس من رمد ؟! فلا تكن كذابا ، فالشك الذى يقتلك ليس بسبب مرض فى حواسك الظاهرة ، ولكنك – بميلك وعدلك عن الفطرة السليمة فخالفت عقلك وقلبك وسقطت فريسة لهواك ، وفى شبكة إبليس وقعت صيدا سهلا ، فغرر بك حتى أنكرت ما تقع عليه حواسك الظهرة من آثار قدرة خالق السماء والأرض رب العالمين ، فلم تنفعك حواسك الظاهرة ولا حواسك الباطنة ، فأنت فى حاجة إلى أن تذهب اذهب إلى طبيب يطبب حواسك المريضة ، فليس إلا علام الغيوب ورب القلوب عسى أن يهديك إلى بابه ويقربك إلى رحابه. ولا حول ولا قوة إلا بالله .
( وعلى الله قصد السبيل )
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف