حنين قاتل لإمرأة عجوز
عطا الله شاهين
مع ساعات الفجر تتسلل من بيتها المصفح بالزينكو.. وتأخذ معولا وكيسا صغيرا فيه حبّات القمح .. وتتسلق جبلا بطرقه الترابية الصعبة ، لا لشيء فقط لأنها تريد أن تحافظ على أرضها من المستوطنين. فهي تقول باستمرار لنسوة يسكن بجوارها: لماذا لا نزرع أرضنا؟
تبرطم وهي في طريقها لأرضها : جيل اليوم يبحث عن الفيس بوك والالتهاء بأشياء غير مفيدة ، عبر الثرثرة لساعات ، وأرضنا تسرق .. ونحن مقصرون بالحفاظ عليها.
تحاول بكل جهد أن تسوّجها بأسلاك شائكة ، خوفا من خنازير تم إطلاقها علينا لتخريب مزروعاتنا .. فالمرأة العجوز تكدّ في أرضها وتنكشها بمعولها كل صباح .. وتبذر القمح .. وتتنهد وتقول : ما أحلى عيشة زمان لما كنا نأكل من تعب أيدينا ، أما اليوم فننتظر في طوابير على الأفران لشراء ربطة خبز لأطفالنا.. ما أحلى تلك الأيام حينما كنا نخبز في الطابون ونأكله بشهية والفرحة تملأ أعيننا.
تصرّ العجوز على زراعة أرضها بالقمح لتتذكّر ماضيا جميلا .. فهي لا تريد أن تنسى أيامها الجميلة .. وتشتاق بشغف لطحن القمح وخبزه في الطابون لتستطعم شهية الأكل، التي انفقدت منذ زمن ولّى..
تسرح إلى أرضها وهي تعلم بأن خطرا ربما سيلاقيها، ولكنها مصرّة على زراعة أرضها رغم كل الصعوبات .. فهي لا تريد أن يستولي عليها االقادمون الجدد ، فتقول : لو كل شخص حافظ على أرضه ولم يتركها ، لكان عندنا اكتفاء ذاتي في معظم الخضروات والفواكه.. أما اليوم فنجد معظم الأراضي بورا لا تزرع ، بسبب اهمال الناس لأراضيهم..
هيهات يفوق الناس من سكرتهم .. وينتبهوا لأراضيهم .. وأن يفلحوها باستمرار بدلا من أن تُغتصب من أناسٍ أتوا للإستيلاء على أرضنا وطردنا..
فحنينها القاتل يجعلها في ألم وحسرة ويشغل ذاكرتها التواقة لأيام لن تعود لأنها لا ترى بأن المال أعمى بصيرة الناس وكلما تبطّر المرء فقد قيمة الأرض..
عطا الله شاهين
مع ساعات الفجر تتسلل من بيتها المصفح بالزينكو.. وتأخذ معولا وكيسا صغيرا فيه حبّات القمح .. وتتسلق جبلا بطرقه الترابية الصعبة ، لا لشيء فقط لأنها تريد أن تحافظ على أرضها من المستوطنين. فهي تقول باستمرار لنسوة يسكن بجوارها: لماذا لا نزرع أرضنا؟
تبرطم وهي في طريقها لأرضها : جيل اليوم يبحث عن الفيس بوك والالتهاء بأشياء غير مفيدة ، عبر الثرثرة لساعات ، وأرضنا تسرق .. ونحن مقصرون بالحفاظ عليها.
تحاول بكل جهد أن تسوّجها بأسلاك شائكة ، خوفا من خنازير تم إطلاقها علينا لتخريب مزروعاتنا .. فالمرأة العجوز تكدّ في أرضها وتنكشها بمعولها كل صباح .. وتبذر القمح .. وتتنهد وتقول : ما أحلى عيشة زمان لما كنا نأكل من تعب أيدينا ، أما اليوم فننتظر في طوابير على الأفران لشراء ربطة خبز لأطفالنا.. ما أحلى تلك الأيام حينما كنا نخبز في الطابون ونأكله بشهية والفرحة تملأ أعيننا.
تصرّ العجوز على زراعة أرضها بالقمح لتتذكّر ماضيا جميلا .. فهي لا تريد أن تنسى أيامها الجميلة .. وتشتاق بشغف لطحن القمح وخبزه في الطابون لتستطعم شهية الأكل، التي انفقدت منذ زمن ولّى..
تسرح إلى أرضها وهي تعلم بأن خطرا ربما سيلاقيها، ولكنها مصرّة على زراعة أرضها رغم كل الصعوبات .. فهي لا تريد أن يستولي عليها االقادمون الجدد ، فتقول : لو كل شخص حافظ على أرضه ولم يتركها ، لكان عندنا اكتفاء ذاتي في معظم الخضروات والفواكه.. أما اليوم فنجد معظم الأراضي بورا لا تزرع ، بسبب اهمال الناس لأراضيهم..
هيهات يفوق الناس من سكرتهم .. وينتبهوا لأراضيهم .. وأن يفلحوها باستمرار بدلا من أن تُغتصب من أناسٍ أتوا للإستيلاء على أرضنا وطردنا..
فحنينها القاتل يجعلها في ألم وحسرة ويشغل ذاكرتها التواقة لأيام لن تعود لأنها لا ترى بأن المال أعمى بصيرة الناس وكلما تبطّر المرء فقد قيمة الأرض..