حلوة زحايكة
في الجامعات
عندما ذهبت الى احدى جامعاتنا المحلية للمشاركة في حفل تخرج أحد أقربائي، خرجت مبكرا وصلت الجامعة قبل بدء الحفل بساعتين على الأقل، تجولت في الساحات ورأيت بعض قاعات المحاضرات، فهذه هي المرة الأولى التي أدخل فيها جامعة، كنت كالمشدوهة أتلفت يمينا ويسارا، فلم أعد أعرف الطالب من الطالبة، أو الزائرة من الزائر. وصلت"الكافتيريا"...اشتريت كأس قهوة وانتحيت جانبا على أحد المقاعد في زاوية التقاء جدارين، أريد أن أشبع فضولي ممّا يجري في الجامعة، مرّ بي شابّة وشابّ، وصلاني قبل أن أميّز جنسيهما، فالشاب شعره طويل مربوط عند مؤخرة رأسه، والفتاة شعرها قصير كما شعور رجال زمان...تنهدت وسكتّ، من بعيد رأيت بضع فتيات محجبات ينتحين تحت شجرة، يستظللن بظلّها ولا يغادرنها، وكأنّها محجوزة لهن وحدهن، بعدها مرّ بي شباب وشابات لباسهن ولباسهم عجب عجاب، وقصّات شعورهن وشعورهم تثير الدهشة، بعض الشباب شعورهم مثل شوارع قرانا، يبدأ من جبين الواحد منهم ويمتد إلى أمّ رأسه...إلى مؤخرّة رأسه، وحليق من الجانبين، فيظهر الواحد منهم كالدّيك الرومي منتوف الريش، بل إن منظر أحدهم ذكرني بالنّيص الذي رأيته في طفولتي والكلاب تطارده. وآخر كان يضع أقراطا "حلقا" في أذنيه، فوضعت يدي اليسرى على خدّي واتكأت بيميني على السّور، وكأنّني أندب حظي، ونظرت الى الصّبايا على استحياء، لأنّهن كنّ يتمازحن مع زملائهنّ بطريقة ما اعتدناها في حياتنا، لكن اللافت هو تسريحات شعورهن المتعددة التسميات والأشكال، حتى أنّ واحدة منهن عملت شعرها طبقات على رأسها فخلتها تحمل سلّة من سلال زمان على رأسها، وكانت ترتدي فستان سهرة طويل مفتوحا على صدرها وعند كتفيها، ولمّا مرّت بجانبي وإذا به مفتوح من جانبها الأيسر من قدمها حتى منتصف فخذها، ينفتح وينغلق مع كل خطوة تخطوها، أمّا المكياج فقد أدهشني، وتساءلت إذا ما كنّا في حفل تخريج أم حفل زواج أو تهريج؟
ويبدو أنّني جلست في المكان الخطأ، فعندما وصل قريبي الخريج ابتسم وسألني: لماذا تجلسين هنا؟
فقلت: أنتظرك! فأمسك بيدي وقادني ليريني مكتبة الجامعة، فقلت ليس أمامي سوى الانكباب على كتاب أطالعه، وهذا ما فعلته، ولفت انتباهي بأن غالبية الطلاب والطالبات يبقون في الساحات العامة وفي المكتبة، وهؤلاء هم ما نبني عليهم آمالنا.
وعند توزيع الشهادات علت الزغاريد للخريج النّيص الذي تتدلى الأقراط من أذنيه، فضحكت من قلبي وشر البلية ما يضحك.
في الجامعات
عندما ذهبت الى احدى جامعاتنا المحلية للمشاركة في حفل تخرج أحد أقربائي، خرجت مبكرا وصلت الجامعة قبل بدء الحفل بساعتين على الأقل، تجولت في الساحات ورأيت بعض قاعات المحاضرات، فهذه هي المرة الأولى التي أدخل فيها جامعة، كنت كالمشدوهة أتلفت يمينا ويسارا، فلم أعد أعرف الطالب من الطالبة، أو الزائرة من الزائر. وصلت"الكافتيريا"...اشتريت كأس قهوة وانتحيت جانبا على أحد المقاعد في زاوية التقاء جدارين، أريد أن أشبع فضولي ممّا يجري في الجامعة، مرّ بي شابّة وشابّ، وصلاني قبل أن أميّز جنسيهما، فالشاب شعره طويل مربوط عند مؤخرة رأسه، والفتاة شعرها قصير كما شعور رجال زمان...تنهدت وسكتّ، من بعيد رأيت بضع فتيات محجبات ينتحين تحت شجرة، يستظللن بظلّها ولا يغادرنها، وكأنّها محجوزة لهن وحدهن، بعدها مرّ بي شباب وشابات لباسهن ولباسهم عجب عجاب، وقصّات شعورهن وشعورهم تثير الدهشة، بعض الشباب شعورهم مثل شوارع قرانا، يبدأ من جبين الواحد منهم ويمتد إلى أمّ رأسه...إلى مؤخرّة رأسه، وحليق من الجانبين، فيظهر الواحد منهم كالدّيك الرومي منتوف الريش، بل إن منظر أحدهم ذكرني بالنّيص الذي رأيته في طفولتي والكلاب تطارده. وآخر كان يضع أقراطا "حلقا" في أذنيه، فوضعت يدي اليسرى على خدّي واتكأت بيميني على السّور، وكأنّني أندب حظي، ونظرت الى الصّبايا على استحياء، لأنّهن كنّ يتمازحن مع زملائهنّ بطريقة ما اعتدناها في حياتنا، لكن اللافت هو تسريحات شعورهن المتعددة التسميات والأشكال، حتى أنّ واحدة منهن عملت شعرها طبقات على رأسها فخلتها تحمل سلّة من سلال زمان على رأسها، وكانت ترتدي فستان سهرة طويل مفتوحا على صدرها وعند كتفيها، ولمّا مرّت بجانبي وإذا به مفتوح من جانبها الأيسر من قدمها حتى منتصف فخذها، ينفتح وينغلق مع كل خطوة تخطوها، أمّا المكياج فقد أدهشني، وتساءلت إذا ما كنّا في حفل تخريج أم حفل زواج أو تهريج؟
ويبدو أنّني جلست في المكان الخطأ، فعندما وصل قريبي الخريج ابتسم وسألني: لماذا تجلسين هنا؟
فقلت: أنتظرك! فأمسك بيدي وقادني ليريني مكتبة الجامعة، فقلت ليس أمامي سوى الانكباب على كتاب أطالعه، وهذا ما فعلته، ولفت انتباهي بأن غالبية الطلاب والطالبات يبقون في الساحات العامة وفي المكتبة، وهؤلاء هم ما نبني عليهم آمالنا.
وعند توزيع الشهادات علت الزغاريد للخريج النّيص الذي تتدلى الأقراط من أذنيه، فضحكت من قلبي وشر البلية ما يضحك.