الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مسرحية المقامرة والمراهقة الأخيرة بقلم محمد أبوالفضل

تاريخ النشر : 2014-11-26
مسرحية المقامرة والمراهقة الأخيرة بقلم محمد أبوالفضل
على المسرح السياسى نشاهد الأن وبوضوح فى الرؤية الفصل الأخير من مسرحية المقامرة والمراهقة السياسية الأخيرة , فيبدو أن (الدهاقين) من قادة الرأى السياسى و(أساطين)الصراعات السياسية الذين أبوا ألا يذوبوا ويدخلوا السردايب بعد الثورة التى أشعل جذوتها الشباب ولم يرحموا الوطن ولا المواطنين منذ عقود الزمان المنقضية ,أيقنوا أن عوامل الزمن لن تبقى لهم براح مثل الذى كانوا ينعمون فيه بلهوهم وألاعيبهم السياسية فقد بلغوا النهاية من الكبر واليبس وجاوزوا الحد وأقتربوا من اللحد ، وأصبحوا شاؤوا أم أبوا على مشارف نهاية الحياة السياسية بالنسبة لهم عاجلاً أم آجلاً، وهى النهاية التى لم ولن يسلم منها أعتى السياسيين الذين دبت أرجلهم على سطح الكرة الأرضية فكانت نهايتهم الحتمية يوم أن تمترست فى خندق عميق حول ذاتها ولم تستطع التكيف مع الواقعٍ الجديد الذى تفرضه الحياةُ .
غير أن هذا اليقين يغدو فى لغة المصابين بمرض جنون العظمة وحب السلطه وإدمان الكراسي والمناصب والألقاب شهوة للأنتقامِ من كل قادم حتى ولو كان القادم يحمل معه أمالا وأحلاما لمستقبلا جديدا جميلا بريئا، فجنونهم الكبر والعظمة لا يسمح لهم بأن يبقوا على ذلك الصاعد الواعد نظيفا صحيحا سليما معافى، لا يسمح لهم أن يجنبوه بعيداً عن تراكمات الصراعات وثارات الحروب وأزماتهم التاريخية ومنعطفاتهم الدموية السياسية، بل يرونه واجبا حتميا عليهم أن يورثوا كل ما يحمل ذلك المستنقع للجيل القادم لتتأصل كل تلك الأزمات والصراعات في وجدانه وتركيبته النفسيه والوجدانية وتتحكم حاضره ومستقبله وتسلبه كل الأمانى والأحلام البريئة لأنهم يعتبرون ذلك امتدادا لهم ولمسيرتهم حتى وإن غابوا عن المشهد بعد حين.
أصبح من الواضحِ والجلى لمن أراد أن يفهم أن ما يجرى على الساحة السياسية هو بيد محض عند من بأيديهم تحريك خيوط العرائس فيها، فلا طائفية ولا مذهبية ولا وطنية تكون ألا ما يتحرك لأجلها من يقفون خلف الأستار بل هي مستنقع للسياسةُ والمصالح بأقذرما فيها،يتاجرون بها و يستغلون لتحقيقها خليطا من الأكاذيب والشعارات الوطنية والمذهبية والطائفية ظاهريا والتي يموج لأجلها الشعب الصابرة المصابر والمواطنين المرابطين من الآجاويد الذين يجودون بالوقت والمال بل ولربما بالنفس والأرواح لأجلها، والأدهى من ذلك كله أن المجتمعات تدفع في سبيل ذلك ضريبةَ باهظة من وحدتها الوطنية وعلاقاتها الاجتماعية ومن تركيبة المستقبل القادم على قرع طبول الفتنه والبغضاء والشحناء والعداء لبعضها البعض.
لذا فليس من العجيب أن ترى الكل فى الوقت الراهن يتحرك جماعات وميليشيات وتحالفات وتيارات وقيادات وفعاليات الكل يفرض وجوده ويحاول أعلاء كلمته وعليك أن تدرك فى هذا السياق بالذات أن أنابيب نوافيرالمال السياسى من هنا وهناك قد فُتحت وأن الإشارات الخضراء في عواصم الدوليين من اللاعبين قد أنارت وأشارت بالتعجيل للعابرين الذين يعرف كل واحد منهم وجهته ولا شيء أكثر إقناعا للشوارع والميادين الصادقة والقلوب الممتلئة معاناة وألما وأوجاعا من الصراخ والعويل وزرف الدموع بالدم على أنين أوجاعها
لكن يبقى في تقديري أن الميدان الأكثر حساسية وخطورة من كل الميادين التي تمارس فيها اليوم كل أشكال المقامرة السياسية هي ساحة الأمل وساحة المستقبل وساحة الغد لهذا المجتمع وهذا الوطن المكبل المجروح ، ألا وهي المدارس والجامعات وكل منابر العلم والتعليم فيه، تلك الحضنات التي تتشكل فيها نفوس وعقليات أبنائِنا وشبابنا الذين لا يفقه قوى الأدراك فيهم لماذا وكيف وما الذي يجري من حوله، فتسلب عقولهم وترمى أرواحهم الغضة في مكمورة الماضي وتبعاته التي لم تنتهي حتى اليوم، تتقاسمها الولاءات للفرد والجماعة والعصبية والتكتلات والتحزّبات لفرد ما أو لجماعة ما ، فتتشظى نفسياتهم الصغيرة وتتأسس وتربى و تتشكل على قرعِ طبول الفتنه وعدم قبول والكراهية للآخر والصوت العالى هو الغالب ومنطق القوة والغوغائية والبطش، والأقسى في كل ذلك جدلية الهوية فتارةً هم مصريون بحكم ما تبقى من دولة وسلطة وإثباتات هوياتهم، أخوان, فلول, سلفيين, أبريليين ,وغيرها من المسميات المستحدثة بحسب ما يقول لهم الشارع الملتهب خلف ديناصورات القيادة وسطوة الغلبة، وأخرى مصريين بحسب المنشأ والأصل والفصل، فأى جيل تائه متناقض ملتبس نصنع بتصرفاتنا وحماقاتنا؟!!
إن هذا الجيل يحتاج لجدار عازل ومضادات ضد ذلك الفيروسات الخطيرة الذين يعيشون عقدة النقص من التعليم والمستقبل، هو بحاجة إلى ميثاق شرف مجتمعى سياسي يكون حامى له من الزج به في أتون صراعٍات السياسية ، فليس معن الأنتصار على الخصوم السياسيين أن نرفع بالقوة علما على مبنى حرم جامعى أو مدرسة أو أن نجعل الأطفال فى سن الروضة ومراحل التعليم الأولى والأبرياء يرددون بعفوية ما لا يفقهون أو يدركون مغزاه أو معناه من الشعارات الرنانه التى يطلقها هؤلاء العاهات ، فكل ذلك سيأتي تحصيل حاصل طبيعي للتحرير الحقيقي في الميادين السياسية الحقيقية والتي عجزت تلك القيادات المتشرذمة المتربصه عن الأنتصارِ فيها فأرادت بغيها وغبائها أن تفتعل أنتصارات لنفسها قماش مهلهل على حساب هؤلاء الصغار الأبرياء ، وهذا لعمري هو مقامرة ومراهقة سياسية بجدارة وبامتياز مع مرتبة الشرف .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف