الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأزمة العراقية بين المصالحة الحقيقية والمصالحة الصورية بقلم احمد الدراجي

تاريخ النشر : 2014-11-25
الأزمة العراقية بين المصالحة الحقيقية والمصالحة الصورية

الثأر أو الانتقام والتشفي والحقد من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد الأمن والسلم المجتمعي هذا في الحالات الطبيعية أما إذا تعرض الوطن إلى منعطف خطير وانهيار كامل في كل مفاصل الحياة وفقدان للنظام وغياب وتدمير للمؤسسة الأمنية والقضائية والعسكرية وسادت الفوضى فان تلك الظواهر تتحول إلى آفة سرطانية خطيرة تلحق أشد الضرر بحياة الفرد والمجتمع تتمخض عن آثار ومآس وآلام تؤثر على السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار والسكينة العامة.
الانتقال والتحول الذي شهده العراق بعد الاحتلال شكل أرضا خصبة لنمو وتفعيل وإيقاد نار الثار والانتقام المترسبة والكامنة في النفوس بفعل مخلفات الماضي مع وجود عوامل وجهات تغذي هذه الثقافة لتحافظ على وجودها وتحقيق مصالحها وأجنداتها فصارت هي المحرك والموجه والمؤثر في السلوك والمواقف والقرارات والأفكار والرؤى والتعامل مع الآخر فتحول العراق إلى غابة وبحر من الدماء وارض تتناثر عليها الرؤس والأشلاء .
هذه الآفة الخطيرة قد شخصها وحذر منها المرجع الصرخي وطرح علاجا يستأصل جذورها يتمثل في مشروع المسامحة والمصالحة قبل تسع سنوات في بيان رقم – 33 –(( المسامحة والمصالحة )) ، وقد حدد سماحته فيه شرطين أساسيين لتحققها وجني ثمارها حيث قال سماحته: ((وعليه نقول انه لا يـُحتمل تمامية المصالحة ولا يـُتوقع ترتب نتائج وثمار حسنة عليها ما لم يتحقق ما ذكرناه وما لم تتوفر الظروف والشروط الموضوعية ومنها :-
1- ان تكون المصالحة حقيقية صادقة لا شكلية ظاهرية :-
فلا يصح ان تكون دعوى المصالحة لأجل تحقيق مكاسب خاصة سياسية أو مالية أو فئوية أو طائفية أو عرقية أو قومية , ولا يصح ولا يجوز ان تكون دعوى المصالحة والمشاركة فيها بسبب ضغوط وتوجهات لدول مجاورة أو إقليمية أو محتلة أو حركات ومنظمات مخابراتية أو جهوية عنصرية .
2- ان تكون المصالحة عامة وشاملة دون إقصاء أو استثناء...))
وبادر هو بنفسه لتطبيق وتفعيل هذه المشروع الوطني الإنساني وتنازل عن حقه وسامح من ظلمه حيث قال :
((وبالنسبة لي فاني أتنازل عن حقي القانوني والشرعي والأخلاقي واُبرء ذمة كل من كادَ لي وتآمر علي وسبـَّبَ أو باشـَرَ في اعتقالي وتعذيبي وظلمي في زمن النظام الدكتاتوري السابق أو في زمن الاحتلال , سواء كان المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر بعثياً أو تكفيرياً أو غيرهما شرط ان يلتزم ((المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر )) بالمصالحة وفق ما ذكرناه من شروط وضوابط ويكون صادقاً جاداً في ذلك ...)) و المتابع المنصف لمسيرة ونهج السيد الصرخي يجد انه قد جسد المسامحة والمصالحة سلوكا ومواقفا وكان صدره الرحب يستوعب الجميع حتى من تآمر عليه وأراد قمعه ، إلا أن هذا المشروع الصادق والحل الناجع لم يلق آذان صاغية ولم يتم التعاطي معه إطلاقا حاله حال غيره من الحلول الجذرية الواقعية الموضوعية التي أهملت وهمشت وبقي العراق وشعبه يتلظى بنار الثار والانتقام ، وما تم الإعلان عنه من مشاريع مصالحة عقدت من اجلها المؤتمرات وصرفت لها المليارات في الداخل والخارج كان مجرد مشاريع إعلامية صورية تفتقر للظروف والشروط الموضوعية والإرادة الحقيقية والنوايا الصادقة ولذلك لم يكتب لها النجاح . وفي بيان رقم – 56 – (( وحدة المسلمين .... في .... نصرة الدين )) طرح وبادر إلى تفعيل المسامحة والمصالحة حيث قال سماحته :
(( ... نمد إليكم يد الإخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق
والأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء .... فهل ترضون بهذه اليد أو تقطعونها ... والله والله والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى والأخرى والأخرى)) .
لم ينفك السيد الصرخي طيلة السنوات السابقة عن الدعوة إلي المصالحة الحقيقية والعمل على تحقيقها وضرورة الترفع عن لغة الثأر ، والحث على العض على الجرح ، قال سماحته :
((...نحن نعض على الجرح ونحن نسامح ونحن نترك الحكم إلى الله سبحانه وتعالى ، نحن قبلكم اعتقلنا ، قبلكم عذبنا ، قبلكم شردنا ، قبلكم اعتدي علينا من قوات الشرطة ومن قوات الجيش ومن القوات الأمنية ومن المسؤولين ومن السياسيين والأفلام والصور والوثائق تشهد...)
وتجددت الدعوة في هذه المرحلة الخطيرة خلال الكلمة التي ألقاها ممثل المرجع الصرخي بتاريخ 20-11-2014م في ختام مؤتمر التقارب بين عشائر العراق المنعقد في أربيل والتي دعا فيها إلى المسامحة والمصالحة الحقيقية وتجاوز الخلافات ونبذ الطائفية والاقتتال وضرورة التعايش السلمي وحرمة الدم العراقي ، فقد جاء فيها :(( نكرر على ما دعا إليه مرجعنا العراقي العربي السيد الصرخي الحسني مرارا وتكرارا من ضرورة إجراء مسامحة مصالحة حقيقية صادقة نابعة من القلوب نافذة إلى القلوب ننتزع من خلالها كل الأغلال التي بيننا وندعو جميع الأطراف للدخول في مشروع المسامحة والمصالحة بدون استثناء لأي مكون ولأي جهة ...ونحن نيابة عن كل الشيعة والسنة والمسيح والكرد والصابئة والأيزيديين ممن يوافق على ما نقول نمد إليكم يد الإخاء والمحبة والسلام والوئام ...يد الرحمة يد العطاء... يد الأمن ، يد تحريم دم السني ، وتحريم دم الشيعي ، وتحريم دم الإيزيدي وتحريم دم المسيحي وتحريم الدم العراقي بصورة عامة نمد إليكم هذا اليد ، يد الصدق
يد الأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء .... فهل ترضون بهذه اليد أو تقطعونها ... والله ثم والله ثم والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى والأخرى والأخرى...))
بقلم
احمد الدراجي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف