ـ متفرقات من مواقف جحا الجديدة : ( طوب : 19 )
ـ قيل لجحا ذات مرة : حدثنا عن آفة الجحود وقانا الله وإياك شرور دوائرها !!
ـ قال جحا :
ـ ،، آية ،، العبد الجاحد أنه في وقت نعمائه ورخائه ينأى ويعرض ..ولا يتقرب إلى مولاه جل في علاه بالطاعات ولا يقرض .. ويتطاول جناح الكبر لديه ولا ينخفض .. وإذا تولى بركنه أعطى نفسه الشرهة بلا توان وبسط لها ولم يقبض .. ثم فرط في من عليه حق إكرامه فهو آثم ظلوم مقتر معاند فظ ومبغض !!!
وقيل له أيضا :
ـ كيف بنا ماضين متقلبين في هذه الحياة !؟
قال جحا :
ـ لا خير في تقلب في الأرض لم يواكبه بعد نظر ..ولا في تفكير خلا من تبصرة وتدبر .. ولا في تجارب لم تقارنها دروس أو عبر .. ولا في صمت لم يصاحبه تأمل وذكر .. ولا في كلام لم يقصد به معروف أو بر .. ولا في حركة أو سكون أفرغا من تمحيص وتذكر .. ولا في توبة لم يسبقها عدم إصرار وندمٌ وتحسرٌ .. ولا في دعاء إلا مع خوف ورجاء ..ولا في مجالس لم يظللها تسبيح واستغفار .. ولا في عبادة إلا مع نية واستحضار !!
وسأله أحدهم قائلا :
ـ هلا أخبرتنا عن بعض المعاصي الخفية يرحمك الله !!؟
ـ أجاب جحا يقول :
ـ إذا ،، كنت ،، أجد سعادتي في الضحك من مصائب الناس وابتلاء اتهم وفي الإستخفاف بمواطن ضعفهم وأنتشي طربا عند كشف أسرارهم والنيل من أعراضهم ولا أكف عن تتبع عثراتهم فإنني لا أعدو أن أكون مثل شيطان رجيم في جلد بشري مرح في ظاهره ممقوت مذموم مدحور في واقع أمره تلاحقني ـ عياذا بالله ـ لعنة الله تعالى والملائكة والناس أجمعين !!!
ـ وسأله آخر قائلا :
ـ كيف نتعلم أن نغدو كبارا يا جحا !؟
أجابه جحا يقول :
ـ إذا ،، غرني ،، يوما طول ورشاقة قوامي فلا يحق لي أن أطأ بقدمي أعشاب الأرض القصيرة وفي صدري نفخة تعاظم لا تفتأ تزداد اتساعا فلربما أصبت بالإنفجار فجأة مثل بالون هش حينما يضيق عن تحمل ضغط أكبر ؛ ولأتأمل الأشجار الباسقة وظلالها اليانعة وهي تغذي الكون بأكسير الحياة ولأنظر إلى الجبال الراسية وهي ترد الأعاصير عن الناس في شموخ وتواضع ..وقتها أعود إلى نفسي أقيمها فأجدني عاجزا عن اختراق أهون قشرة من الأرض وأوقن بعدها أنني مهما كبرت فسوف أظل طفلا صغيرا يحبو في أحضان الحياة وأنني على الرغم من التجارب التي مرت بي فأنا لا أعي بعد كيف أغدو كبيرا !!
ثم أضاف جحا متابعا وقال :
ـ إذا ،، كنت ،، أعتبرني في صفاء وراحة وأجد غيري من الناس ممن أدعي محبتهم متبرمين حيارى وتائهين فلربما أوشك نبض الإحساس بالحياة أن ينطفئ بداخلي وأصير بدون عقل ولا قلب لأنني لم أحاول الإقتراب منهم والتعايش معهم ولربما أحالتني سلبيتي إلى أبله معتوه وتافه لا يعي ماحوله !!
وسأله آخر يقول : ما خبرقصة المرايا والأقنعة يا جحا !؟
ـ رد عليه جحا يقول :
ـ إذا ،، كنت ،، أرى نفسي متنعما في بحار من نور لا تنتهي وأن غيري من الناس يتخبطون في عمى صارخ فأكبر اللوم يقع علي لأنني استأثرت بجميل الشموع ولم أكلف نفسي عناء وضع فتيلة صغيرة مضاءة في طريق من أحلم بإلحاقهم بمركبي !!
ـ إلى فرصة قادمة بإذنه تعالى وقوته ؛
مع تحيات :عصفور من الغرب : محسن حكيم٠
ـ قيل لجحا ذات مرة : حدثنا عن آفة الجحود وقانا الله وإياك شرور دوائرها !!
ـ قال جحا :
ـ ،، آية ،، العبد الجاحد أنه في وقت نعمائه ورخائه ينأى ويعرض ..ولا يتقرب إلى مولاه جل في علاه بالطاعات ولا يقرض .. ويتطاول جناح الكبر لديه ولا ينخفض .. وإذا تولى بركنه أعطى نفسه الشرهة بلا توان وبسط لها ولم يقبض .. ثم فرط في من عليه حق إكرامه فهو آثم ظلوم مقتر معاند فظ ومبغض !!!
وقيل له أيضا :
ـ كيف بنا ماضين متقلبين في هذه الحياة !؟
قال جحا :
ـ لا خير في تقلب في الأرض لم يواكبه بعد نظر ..ولا في تفكير خلا من تبصرة وتدبر .. ولا في تجارب لم تقارنها دروس أو عبر .. ولا في صمت لم يصاحبه تأمل وذكر .. ولا في كلام لم يقصد به معروف أو بر .. ولا في حركة أو سكون أفرغا من تمحيص وتذكر .. ولا في توبة لم يسبقها عدم إصرار وندمٌ وتحسرٌ .. ولا في دعاء إلا مع خوف ورجاء ..ولا في مجالس لم يظللها تسبيح واستغفار .. ولا في عبادة إلا مع نية واستحضار !!
وسأله أحدهم قائلا :
ـ هلا أخبرتنا عن بعض المعاصي الخفية يرحمك الله !!؟
ـ أجاب جحا يقول :
ـ إذا ،، كنت ،، أجد سعادتي في الضحك من مصائب الناس وابتلاء اتهم وفي الإستخفاف بمواطن ضعفهم وأنتشي طربا عند كشف أسرارهم والنيل من أعراضهم ولا أكف عن تتبع عثراتهم فإنني لا أعدو أن أكون مثل شيطان رجيم في جلد بشري مرح في ظاهره ممقوت مذموم مدحور في واقع أمره تلاحقني ـ عياذا بالله ـ لعنة الله تعالى والملائكة والناس أجمعين !!!
ـ وسأله آخر قائلا :
ـ كيف نتعلم أن نغدو كبارا يا جحا !؟
أجابه جحا يقول :
ـ إذا ،، غرني ،، يوما طول ورشاقة قوامي فلا يحق لي أن أطأ بقدمي أعشاب الأرض القصيرة وفي صدري نفخة تعاظم لا تفتأ تزداد اتساعا فلربما أصبت بالإنفجار فجأة مثل بالون هش حينما يضيق عن تحمل ضغط أكبر ؛ ولأتأمل الأشجار الباسقة وظلالها اليانعة وهي تغذي الكون بأكسير الحياة ولأنظر إلى الجبال الراسية وهي ترد الأعاصير عن الناس في شموخ وتواضع ..وقتها أعود إلى نفسي أقيمها فأجدني عاجزا عن اختراق أهون قشرة من الأرض وأوقن بعدها أنني مهما كبرت فسوف أظل طفلا صغيرا يحبو في أحضان الحياة وأنني على الرغم من التجارب التي مرت بي فأنا لا أعي بعد كيف أغدو كبيرا !!
ثم أضاف جحا متابعا وقال :
ـ إذا ،، كنت ،، أعتبرني في صفاء وراحة وأجد غيري من الناس ممن أدعي محبتهم متبرمين حيارى وتائهين فلربما أوشك نبض الإحساس بالحياة أن ينطفئ بداخلي وأصير بدون عقل ولا قلب لأنني لم أحاول الإقتراب منهم والتعايش معهم ولربما أحالتني سلبيتي إلى أبله معتوه وتافه لا يعي ماحوله !!
وسأله آخر يقول : ما خبرقصة المرايا والأقنعة يا جحا !؟
ـ رد عليه جحا يقول :
ـ إذا ،، كنت ،، أرى نفسي متنعما في بحار من نور لا تنتهي وأن غيري من الناس يتخبطون في عمى صارخ فأكبر اللوم يقع علي لأنني استأثرت بجميل الشموع ولم أكلف نفسي عناء وضع فتيلة صغيرة مضاءة في طريق من أحلم بإلحاقهم بمركبي !!
ـ إلى فرصة قادمة بإذنه تعالى وقوته ؛
مع تحيات :عصفور من الغرب : محسن حكيم٠