الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إطار أسود لــ"لتشرين الثاني"بقلم:يونس أبو جراد

تاريخ النشر : 2014-11-25
إطار أسود لــ"لتشرين الثاني"بقلم:يونس أبو جراد
إطارٌ أسود لــ "تشرين الثاني"

الكتابة ليست عملاً سهلاً على الإطلاق، وخاصةً عندما يهفو القلب إلى ذكرى العظماء كلما هبّت علينا عواصف الضعف والوقوف بحيرة في زمن الشك والتردد والخذلان. أولئك العظماء الذين عاشوا من أجل الحرية، وبذلوا في سبيلها دمهم وأرواحهم الطاهرة؛ هذا ما كان منهم حين أصيبت الأمة بداء الغثائية القاتل. يعودون إلى ذاكرةٍ لم يغيبوا عنها عندما يستوقفنا نحن –الذين ولدنا في غرفة مسدلة الستائر اسمها الشرق الأوسط- تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام. في هذا الشهر القاسي استشهد الإمام المجاهد عز الدين القسام، وحفيداه عبد الله عزام وعماد عقل، ثم لحقهم ياسر عرفات "أبو عمار".
هذه النسور الأربعة التي أبت أن توضع في الأقفاص، فحلّقت في سماء الثورة الزرقاء النقيَّة الناصعة. كيف يمكن أن نختزل هؤلاء العباقرة في مقالة قصيرة، ولاسيما أنهم كانوا لعقودٍ طويلة رموزاً شامخة، ومانشيتات ساخنة في الصحف العالمية؟! كيف أكتب عنهم وأنا لا زلت محتفظاً برهبة الاقتراب منهم، والتعرف عليهم عن كثب؟! لكنه واجب الكتابة عن هذه الأسماء الاستثنائية، "فالكتابة يجب أن ترد الاعتبار للإنسان بأي حال وبأي شكل وبكل الصور".
هذه الشخصيات من أزمنة مختلفة، لكنها التقت على ثابت واحد، ودافعت عن قضية عادلة، وقاتلت بشرف حتى استشهدت، وقد ارتأيت في هذه المقالة مراعاة التسلسل التاريخي في استشهادهم رحمهم الله.

أبو القساميين ..
لم تكن جبلة السورية تعلم أنَّ ابنها الذي أنجبته في 19 تشرين ثانٍ (نوفمبر) من عام 1871م، سيستشهد في 20 تشرين ثانٍ (نوفمبر) من عام 1935م، ولكن في أحراش يعبد بفلسطين المحتلة.
رغم غيابه الطويل، يظلُّ ذلك الإمام الكبير، والمجاهد العظيم مقيماً في دمائنا، تسير على درب جهاده العبقري أجيالٌ باسلة من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني.
من الحرف المتوهج إلى الرصاصة الباسلة شقَّ القسام طريقه إلى ثورةٍ اقترنت باسمه الخالد، لكنَّه لم يتصور أنَّ جيشاً دقيق التنظيم، واثق الخطوة، وشامخ الهمة سيحمل اسمه ذات يوم، لتصبح للقسام "كتائب"، هي من القوة والرجولة والعطاء، بحيث تشعر أنَّ كلَّ بندقيةٍ في يدِ مجاهدٍ من أبنائِها، وكلَّ نفقٍ شقَّه فرسانها، وكلَّ روحِ شهيدٍ من أبطالها، تدفعك إلى الدهشةِ والإعجابِ مع كل خطوةٍ يقربنا فيها القسام من بيتِ المقدس، "وما ذلك على الله بعزيز".

من "سيلةِ الحارثية" إلى "العالمية" ..
الشيخ عبد الله عزام، ذاك مجاهدٌ تشققت كعوب قدميه من العمل الدؤوب، فكانت له في كل جبهةٍ بندقية وقلم. أرادوا أن يحمل هذا الرجل خيمته على ظهره ويخرج مطأطئ الرأس من وطنه، لكنه اختار أن يحمل البندقية وأن يقاتل الظلم والاستكبار أينما كان، فكانت له صولات وجولات، تنقل خلالها بين وحل الخنادق وطهارة المآذن الباسقة.
عبد الله عزام المولود في قرية "سيلة الحارثية" في جنين بفلسطين، والذي تنقل في مرابع القرية، وكان يرى أمام ناظريه سهول مرج ابن عامر الذي اغتصبه الصهاينة، فأصبح من يومها مكشوفاً مثل سهول مرج ابن عامر، ليس لديه مواقف مبطنة، ولا يتغاضى عن خطأ يراه، ولا يقبل الضيم والظلم، وهذا ما جعله بعد كفاح طويل "رائد الجهاد الأفغاني".
كان يؤمن أنَّ "الشهداء هم الذين يحفظون شجرة هذا الدين من أن تضمحل أو تذوي، لأن شجرة هذا الدين لا تروى إلا بالدماء"، ولذلك كان على موعدٍ مع الشهادة في 24/11/1989م.

أستاذُ القتالِ من مسافةِ الصفر ..
في غرفةٍ ضيقةٍ من المخيم البائس، بدأ الفدائي الصغير يتحسسُ الوجود، وحين صار شاباً أراد أن يقول أنَّ الإنسانَ المعذَّب في هذا المخيم لم يولد ليموت صامتاً مغلوباً على أمره، وهو بذلك أتقن كيف يتعالى الإنسانُ على وجعه الخاص، ليضمدَّ أوجاع المخيم بأكمله.
ذلك الإحساس النبيل المدفون في أعماق عماد عقل جعله "الأسطورة" التي دوّخت الجيش الصهيوني، وطاردته في كلِّ شبرٍ من أرض غزة العنيدة.
لقد حمل عماد مخيمه ووطنه على ظهره الطريّ، وكانت البطولة أوكسجينه، والحرية مقصده النبيل، فماذا كانت النهاية؟
في 24/11/1993م، قال عماد: "سأمحو ركبتي بالممحاة، سآكلها حتى لا أجثو لعسكر أو تيار أو مرحلة …"، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، أشعل نار الثأر في صدر المخيم الثائر، وفتح الباب على مصراعيه لأبناء النخبة القسامية كي يخوضوا معاركهم من مسافة الصفر!

ياسر عرفات .. التجربةُ والخطأ
رئيس منظمة التحرير، رئيس حركة فتح، الرئيس الفلسطيني الأول، وغيرها من المهام والمناصب تقلدها ذلك الرجل الذي ترك إرثاً كبيراً ثقيلاً من الأسئلة الجارحة، ودخل التاريخ بأصابع تعبق باروداً وثورة، وهي ذاتها الأصابع الملوثة بحبر الإتفاقيات السياسية.
 لعقودٍ طويلة شغل الناس من المحيط إلى الخليج، اختلفوا معه، ولكنَّهم لم يختلفوا عليه. يُطلق عليه محبوه "الرمز"، "الختيار"، ويختلف عليه خصومه ومنتقدوه. ظلَّ يؤمن أنَّه الجبل الذي لا يهزه الريح، حتى وصل عدوه اللدود أريئيل شارون؛ فقتله –كما يفعل المجرمون- بدمٍ بارد، وجلس يشاهد فصل النهاية من حياةٍ رجلٍ سيظلُّ جبلاً لا يهزه الريح.
في 11/11/2004م، مضى ياسر عرفات بعنفوانه الثوري، وإخفاقه السياسي، بعد أن تأرجح بين التجربة والخطأ، فنجح وأخفق، وظلَّ ببزته العسكرية وكوفيته السمراء عالقاً في الذاكرة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف