الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إنتحار جندي إسرائيلي بقلم:فاتح الخطيب

تاريخ النشر : 2014-11-24
إنتحار جندي إسرائيلي
اهتمت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة فرار الجندي الإسرائيلي إسحق مائير من إسرائيل وطلبه حق اللجوء السياسي في السويد, على إثر انتحار صديقه دافيد جوردون بعد مشاركتهما في الحرب على غزة. وعلى الرغم من كل الجهود الدبلوماسية المبذولة, الا أن جهود الخارجية الأسرائيلية باءت بالفشل إعادة الجندي إلى إسرائيل وتمسكت السويد بحقها في قبول طلب الجندي للجوء والتزامها بالمواثيق الدولية.
كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني عن ثلاث عمليات انتحار لثلاثة جنود من لواء "جفعاتي" أحد ألوية النخبة, إثنين منها في موقعين للواء على حدود غزة, وواحدة وسط إسرائيل. وقد أثارت قضية إنتحار الجنود الإسرائليين الثلاثة أثناء وبعد الحرب على غزة الرأي العام الإسرائيلي, حيث زعمت القيادة العسكرية بأنهم كانوا يعانون مشاكل نفسية, ليفند اسحق مائير تلك الأكاذيب بسرد قصة أحد الجنود الثلاثة المنتحرين وهو دافيد جوردون, رفيقه في لواء "جفعاتي", حيث كتب على صفحته في ( الفيس بوك) قبل حجبها وقال:
تم استدعائي من قوات الإحتياط للمشاركة بالحرب على غزة, وتم توزيعي لأكون مع عزرا كوهين ودافيد جوردون في الفرقة الثانية للواء "جفعاتي", وكنت خائفا جدا عند إستدعائي للمشاركة في هذه الحرب اللعينة وطلبوا منا كتابة وصايانا كجنود قبل الذهاب للمعركة مما زاد من خوفي ومن قلقي. كان دافيد جوردون مجندا في الجيش النظامي وكان شخصا متدينا ومتحمسا جدا للحرب ومتأكدا من تحقيق النصر والتخلص من كل الحركات الإرهابية وإلى الأبد. وهو الذي كان يهدئ من روعنا في كثير من الليالي الموحشة أثناء الحرب. ولم يكن عزرا كوهين بتلك الحماسة وكان يتفق مع صديقه دافيد أحيانا, ويختلف معه أحيانا أخرى.
وفي الأيام الأخيرة للحرب دار حديث عن الخوذة والبزة العسكرية, حيث قال دافيد بأن جهاز الإتصال الموجود في خوذة الجندي وأنظمة التعقب في بزته العسكرية إنما هي لحماية وسلامة الجندي نفسه, ومن أجل التنسيق في غرفة القيادة لتحقيق النجاح وكسب المعركة. وهنا كان الإختلاف كبيرا بيننا, ليرد عليه كوهين بأن القيادة لن تسمح بأن يتم أسر أحد منا, اذ أن أسر اي جندي اسرائيلي هذه المرة سوف تكون فضيحة كبرى بكلفة باهظة جدا, وذكره بقصة "جلعاد شاليط" ولذلك فأن أجهزة التعقب موجودة في زينا العسكري أيضا للتخلص منا إذا لزم الأمر, وهنا كنت متفقا تماما مع كوهين, ودخلنا في رهان مع دافيد حول هذه القضية. لتأتي الأوامر في الليلة التالية بأن ندخل مع مجموعة من الدبابات الحي الشرقي في الشجاعية لقصف عدد من الأهداف ثم العودة. فاتفقنا على تنفيذ الرهان وان نترك خوذة دافيد وبزته العسكرية في نقطة نتفق عليها, وقد راهن دافيد بأن القيادة سوف تهتم كثيرا بالأمر. ونحن بدورنا قلنا له بأن ذلك لن يحدث.
قمنا بقصف المكان المقرر بكل ما لدينا من ذخيرة بحيث لم يبق أي معلم من معالم الحي على حاله, وعندما كنا في طريق العودة لمراكزنا بعد إنتهاء المهمة القينا لباس دافيد العسكري في نقطة معينة كما اتفقنا جاء اتصال من القيادة بعد عشر دقائق تسألنا عنه, لنرد عليهم بأننا لا نعرف. بدى الإبتهاج واضحا على دافيد بعد الإتصال معتقدا بأنه سيكسب الرهان وأن القيادة ستفعل شيئا لإنقاذه, ولكن إبتهاجه لم يدم طويلا لأن الإتصال لم يكرر ليبدو عليه ملامح الغضب, واقتربنا كثيرا من قواعدنا, ولم يأت اي أمر لعودة الفرقة لمكان الهجوم لإنقاذ دافيد, بل بدأ تحليق طائرات "اف 16" لتلقي كما هائلا من القنابل في المكان الذي قمنا للتو بقصفه. وعندما تابعنا مكان القصف بمناظرنا الليلية استطعنا أن نقدر مكان القصف في محيط يقارب المائة مترا من النقطة التي تركنا بها ملابس دافيد, مما زاد في توتره وغضبهليدخل في نوبة صمت لم تفلح كل جهودنا بإخراجه منها, وحتى عندما عدنا لبيوتنا بعد انتهاء الحرب لم نسمع صوت دافيد بعد تلك الحادثة أبدا.
وكما علم الجميع بخبر انتحار دافيد جوردون علمت انا كذلك لاتصل مباشرة بصديقنا عزرا كوهين لأستعلم منه عن الخبرليقول لي بأنه خائف جدا. قضيت أسبوعا بعد خبر انتحاره مضطربا ولا أنام إلا بالمهدئات, ولم أحتمل فكرة أن أبقى هناك ولذلك قررت أن أهاجر. وتسارعت الأحداث بشكل مقلق حيث علمت بأن عزرا كوهين يقضي أسبوعه الثاني في المعتقل للتحقيق في قضية انتحار دافيد جوردون, وصدور مذكرة اعتقال بحقي بتهمة مخالفة الأوامر العسكرية, والتجسس أثناء الحرب على غزة لصالح جهة عدوة.
فاتح الخطيب
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف