الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في الذكرى السنوية الخامسة لوفاة المناضل عبدالله أبو العطا - بقلم : رمضان عيسى

تاريخ النشر : 2014-11-24
في الذكرى السنوية الخامسة لوفاة المناضل عبدالله أبو العطا - بقلم : رمضان عيسى
في السابع والعشرين من شهر نوفمبر لسنة ألفين وأربعة عشر تحل الذكرى السنوية الخامسة لوفاة عبدالله حامد أبو العطا . فكلما اقترب هذا التاريخ , تشدني الذكرى لأبو عماد الانسان ، أبو عماد الفلسطيني ،حتى النخاع , أبو عماد الوطني بكل معنى الكلمة ، أبو عماد الثائر دوما على كل ظلم ، أبو عماد المنتصر دوما للحقيقة ، أبو عماد الواضح والصريح ذو المواقف الثابتة ضد التزييف والتجهيل داخل المعتقل وخارجه .
مرت خمسة أعوام على وفاة أبو عماد ، فلا يسعني الا أن أقول أنك يا أبا عماد لا زلت في الذاكرة .
ألف تحية الى روحك ياعبدالله أبو العطا ، يا مشعلا دائم الاٍنارة .

من عرف أبو عماد ، يعرف النضال عن قرب ، يعرف الثورة ، يعرف الاخلاص ، يعرف العزيمة ، يعرف الوضوح في الرؤيا ، اٍنه " عبدالله أبو العطا " .
في سبعينيات القرن الماضي ,عرفته في داخل معتقل بئر السبع ، ذو السبعة أبواب ، حيث لن تستطيع الخروج منه اٍلا بعد فتح السبعة أبواب وبأمر مختلف ، سجن بئر السبع ذو الأسوار الاٍسمنتية اللوحية – كما اللوح - المنتصبة رأسيا ، والتي تعلوها لفائف من الأسلاك الشائكة على الجانبين الداخلي والخارجي ، وتنتشرعلى سوره العديد من القُلب المسلحة على مدى الرؤيا ، على طول السور .
في داخل احدى غرف هذا المعتقل ،عرفت عبدالله أبو العطا ، أبو عماد ، ذو الجسم البعيد عن الامتلاء ، والوجه اقرب الى الربعية منه الى الطول ، يتوسطه شارب عريض ، ستاليني المظهر ،صامت ، الى أن يسمعك ، واذا سمعك ، ووجد عندك بعضا من الأفكار ما يستوجب التعليق ، ينطلق سيلا من الحديث الذي يدل على عمق التجربة ، وعمق المعاناة ، وعمق الانتماء ، الذي قد لا يروق للبعض أحيانا ممن يحملون وجهة نظر مختلفة ، تنبع من انتماءات سياسية لها مواقف مغلفة بالعواطف ،أكثر منها بالتفكير العقلاني التسلسلي .
كان أسيف المظهر ، وبين ضلوعه الأسد الهصور ، الذي لا تلين له قناة في الصدام مع شرطة السجون طيلة فترة الاعتقال .
كان يرفض أى سيطرة على الشعب الفلسطيني ، ويؤمن باستقلالية القرار ، وعدم الخضوع أو التبعية لأى جهة خارجية عربية أو دولية ، لأن هذا من شأنه التأثير سلبا على القرار الوطني .
كان يؤمن أن الاحتلال يجب أن يُقاوم بثورة شعبية ، بقيادة بؤرة ثورية تسترشد بفكر سياسي ذو توجه ثوري استمراري ، يؤمن بأن للثورة أشكالا متعددة ، جماهيرية وعسكرية وسياسية واجتماعية ، أي لا تتوقف الثورة بعد ازالة الشكل العسكري للاٍستعمار .
كانت آراء المناضل أبو عماد هادفة الى التحرر الاجتماعي بكل أشكاله الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وصولا الى إزالة ظلم الانسان لأخيه الانسان .
كان مخلصا لاٍنتمائه الوطني والفكري ، ولا تثنيه الاغراءات أو التهديدات عن قول ما يعتقد أنه الصواب . حتى حينما كان مدرسا قبل الاعتقال ، كانت له احتكاكات صدامية مع بعض الشخصيات البيروقراطية ذوي الآراء الجامدة اداريا وتربويا ، وكان لا يأبه بتوعدهم له بالضرر استنادا الى السلطة القائمة آنذاك .
هذه هي روح أبو عماد ، دائما ، متمرد ، يرفض الخطأ ، متفاني في الدعوة الى التحرر من كل قيود الظلم الوطني والسياسي والاجتماعي والفكري ، ويسترشد بالفكر الديالكتيكي الثوري ، لقد كان كتلة ثورية متحركة .
كان هاجسه الاٍنتماء دوما ، للحقيقة ، للوطن ، للطبقة الكادحة ، لفكر الطبقة الكادحة ، للعمال والفلاحين ، منتجي الثروة ، ودم الثورة الوطنية .
كان مشعلا دائم الانارة ، وكان يمزج الدعاية الثورية مع النكتة الهادفة ، كان جليسا لا يُمل ، عرفته في المعتقل ، وتمنيت أن أرافقه دوما ، بعد تحرره من داخل الجدران الرطبة ، كان يترك أثره دوما على كل من اقترب منه ، ولو لفترة قصيرة .
لقد رحلت يا أبا عماد ، ولم تتحقق طموحاتنا في التحرر والاستقلال ، وكم يحتاج الشعب الفلسطيني الى أمثالك ، لقد كنت ابن زمن غير هذا الزمن ، وابن دوافع ونوازع غير ما هو قادم على فلسطين ، وخصوصا غزة التي يقع عليها العبء الثقيل ، غزة التي تعيش كل يوم بيومه، ولا تعرف ماذا يخبىء لها الغد ، فكل الاحتمالات واردة ، والغيب لنا شبه حاضر ، وكل الاحتمالات أقرب الى المصيبة منها الى اللا مصيبة في ظل هذا الوضع التعيس ،بكل معنى الكلمة ، فالطوق على غزة ناري ويعيش أهلها على الوعود بتخفيف الحصار بعد حرب الواحد والخمسين يوما التي وصلت فيها صواريخ المقاومة الى العمق الاسرائيلي ، الى تل أبيب والقدس ، ولكن غزة تعيش حالة انتظار ضبابي قاتل بارد كالجثة ،لا اٍحساس فيها ،مليء بعذابات الحياة من كل نوع , مشحون بالأنانية الحزبية والتنظيمية القاتلة التي ترخي بسدولها على شعبنا ، كما ليل اٍمرؤ القيس . في انتظار انتهاء الانقسام بشكل فعلي ودون مهاترات اعلامية جانبية ، وفي انتظار انتهاء الحصار ، واعمار ما دمرته آلة الحرب الاسرائيلية الغاشمة .
أبو عماد الذي هاجمه المرض الذي ليس لجسمه السبعيني القدرة على احتماله ، ظل رغم ذلك حاضر النكتة , واضح الفكر ، متزن الكلمة , له عيون تقدح اٍصرارا على الحياة , وتمترسا بالمبدأ الذي تلاحم زمانه به حتى آخر خطوة وآخر نفس له على هذه الأرض .
لقد هزني رحيلك يا أبا عماد ،والآن , وبعد انقضاء السنة الخامسة على رحيلك أحس بندرة أمثالك ، ولا أملك الا أن أقول :
"سيبقى مكانك شاغرا "
توفي أبو عماد في 27 / 11 / 2009
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف