الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في الذكرى 31 لأكبر صفقة تبادل لأسرى انصار بقلم: العميد ماهر شبايطة

تاريخ النشر : 2014-11-24
في الذكرى 31 لأكبر صفقة تبادل لأسرى انصار بقلم: العميد ماهر شبايطة
العميد ماهر شبايطة: في الذكرى 31 لأكبر صفقة تبادل لأسرى انصار

بقلم: العميد ماهر شبايطة

يحفظ التاريخ أن عملية تبادل الأسرى في 24 983 كانت من أبرز وأضخم صفقات التبادل في تاريخ الشعب الفلسطيني والثوره الفلسطينيه المعاصرة منذ انطلاقتها، إذ أن دولة الاحتلال دخلت حرب عام 1982 تحت شعار عملية "سلامة الجليل" من أجل وقف ومنع تساقط صواريخ الكاتيوشا على أراضيها، واجتاحت القوات الصهيونية المدن والقرى والمخيمات في لبنان، وخلال عمليات الاجتياح استطاع الفلسطينيون ممثلين بمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادة حركة فتح ومن قاتل معهم إيقاع خسائر عسكرية وسياسية بقوات الاحتلال.
تتضح معالم الخسارة الإسرائيلية في وقوع أسرى في أيدي مقاتلي حركة فتح وبلغ عددهم ثمانية جنود، وقد احتفظت حركة فتح بستة جنود وتحفظت الجبهة الشعبية "القيادة العامة" على 2 منهم لظروف خاصة بمسرح العملية وظروفها وتأمين نقلهم الى البقاع ثم طرابلس.
وتمت عملية الأسر في منطقة وادي العبيدية أسفل جبل بحمدون، حيث كانت مجموعات حركة فتح خلف خطوط الاحتلال تقوم بعملياتها، وكان الجنود الثمانية يشكلون كميناً متقدماً لقوات الاحتلال.
شكل صمود القيادة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات مع كل الشرفاء من الشعب اللبناني، صدمة لأرئيل شارون وعصابة إسرائيل. فمن خلال أسر الجنود الإسرائيليين الثمانية أفرجت حركة فتح، عن كل الأسرى الذي تمكن الاحتلال من أسرهم أثناء سير العمليات العسكرية وحشدهم في معتقل أنصار من مدنيين وعسكريين، سواء كانوا فلسطينيين أو لبنانيين أو من جنسيات عربية أو أجنبية، وإغلاق المعتقل.
استطاعت الثورة الفلسطينية أن تثبت شروطها وترغم الاحتلال على تنفيذها بعد فشل اسرائيل الافراج عن جنودها بالقوه المسلحه رضخت لشروط القائد العام ياسر عرفات وتراجعت عن تصريحاتها وقبلت بالتفاوض من خلال أطراف ثلاثه من أجل إجراء عملية تبادل الأسرى.
استمرت المحادثات أكثر من عام ، وشارك فيها مستشار النمسا برونو كرايسكي، وفرنسا والصليب الاحمر الدولي، وقد تعرضت هذه المحادثات لأكثر من نكسة لكن منظمة التحرير الفلسطينية وضعت منذ البداية شروطها لعملية التبادل وهي إطلاق سراح جميع معتقلي أنصار وعدد من المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون والمعتقلات الصهيونية بالإضافة إلي استعادة وثائق مركز الأبحاث الفلسطيني.
وقام جون هفيليكر مندوب الصليب الأحمر بالسفر إلى لبنان حيث اجتمع مع القيادة الفلسطينية في مدينة طرابلس لوضع اللمسات الأخيرة علي الاتفاقية، وشارك في المحادثات ياسر عرفات وابو جهاد الوزير ونبيل أبو ردينه، في ظل القتال والمعارك وضجيج الانفجارات.
بدأت في ميناء طرابلس ،في 23 تشرين الثاني 1983ليلا حركة غير عادية، فقد كانت عدة زوارق بخارية تقف علي أهبة الاستعداد، وكانت منطقة الميناء ومداخلها تخضع لحراسة مشددة، ولا أحد باستثناء قلة من معاوني ياسر عرفات وبعض مسئولي منظمة الصليب الأحمر الدولية يعرف حقيقة ما يجري.
لقد تم وضع الأسرى الإسرائيلين الستة في سيارة واتجهت بهم إلى منطقة الميناء تحرسهم عدة سيارات لاندروفر، ويرافقهم عدد من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية وبعض موظفي الصليب الأحمر، وفي منطقة الميناء تصافح الأسرى مع حراسهم، وانتقلوا إلى زوارق صيد بخارية نقلتهم إلى سفينة فرنسية رفعت علم الصليب الأحمر الدولي عليها بعد ثمانية كيلو مترات عن شواطئ طرابلس حيث جرت عملية التسليم، حيث قام شموئيلتامير رئيس الوفد الإسرائيلي الذي فاوض في جنيف باستلام الأسرى الستة من مندوبي الصليب الأحمر.
وفي الجهة الأخرى، في منطقة الجنوب اللبناني كانت تتم عملية مماثلة، حيث توجهت قيادة الجيش الإسرائيلي إلى معتقل أنصار وعرضت علي معتقلي أنصار الخيار بين البقاء في لبنان أو التوجه إلى الجزائر، فاختار حوالي 1024معتقل منهم التوجه إلى الجزائر.
أما المعتقلون الذين قرروا البقاء في لبنان 3700 فقد تم نقلهم بالباصات (120باصا) إلى مختلف المناطق في الجنوب
وفي هذه الأثناء قامت القوات الإسرائيلية بتحركات مكثفة جعلت سكان الجنوب اللبناني يعتقدون أن دولة الاحتلال قد بدأت بعدوان جديد، وشملت هذه الإجراءات تحركات مكثفة لناقلات الجنود والمدرعات والدبابات، كما تم فرض حظر التجول على صيدا وصور والنبطية.
أما الذين اختاروا التوجه إلى الجزائر فقد تم تجميعهم في معتقل أنصار ، وتم نقلهم بطائرات عسكرية إسرائيلية وحوامات عسكرية قامت بنقلهم تحت حراسة المظليين المشددة وبعد تكبيلهم بمقاعدهم توجهوا إلى مطار اللد، ووقفت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي والشرطة العسكرية وقوات المظليين لتأمين عملية التبادل.
وعند الساعة العاشرة والنصف مساء هبطت ثلاث طائرات جامبو تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية ووقفت في المدرج المخصص.
وعند منتصف الليل تقريباً هبطت الطائرات العسكرية الإسرائيلية التي تحمل 1024 معتقلاً حيث انضموا هناك إلى أكثر من مائة معتقل ومعتقلة كانوا في سجون الاحتلال يقضون فترات سجن تتراوح بين 20 سنة ومدى الحياة، وصعد الجميع إلى الطائرات الفرنسية في انتظار كلمة السر من طرابلس للإقلاع.
وأقلعت الطائرة الأولى من مطار اللد إلى الجزائر عبر مطار القاهرة عندما غادر الأسرى الإسرائيلين الستة مدينة طرابلس في قارب بخاري في طريقهم إلى السفينة الفرنسية التي ترفع علم الصليب الأحمر، وأقلعت الطائرة الثانية حينما أصبح الأسرى الستة علي ظهر السفينة وغادرة الطائرة الثالثة بعد أن توجهت السفينة الفرنسية إلي عرض البحر باتجاه إحدى السفن الصهيونية. وكان قد تم شحن عشرات الصناديق الكبيرة علي متن إحدى الطائرات الثلاثة.
وكانت هذه الصناديق تحتوي على 32 طنا من الوثائق والتقارير والمراجع والدراسات التي هي محتويات أرشيف مركز الأبحاث الفلسطيني الذي صادرته ونهبته القوات الإسرائيلية لدى دخولها بيروت الغربية، واشترطت منظمة التحرير أن يتم شمله في صفقة عملية التبادل.
ورفع المعتقلون الـ 1024 خلال سفرهم إلى المطار أيديهم بعلامة النصر بترد الأناشيد الوطنية وهتفوا بحياة الثورة الفلسطينية وكان في استقبالهم في الجزائر الشهيد القائد صلاح خلف ونايف حواتمة، وممثلو حركات التحرير العربية والعالمية الموجودون في الجزائر وفي نفس الوقت كانت الاعراس الفلسطينية صباح يوم 24 983باستقبال3700اسير في مخيمات لبنان و 100 اسير في فلسطين اي 4824 معتقل مقابل إطلاق سراح ستة أسرى صهاينة وتعتبر عملية التبادل هذه فخراً كبيراً لشعبنا الفلسطيني، وتعني استمرار القيادة الفلسطينية في بذل جهدها حتى الافراج عن كل الأسرى في معتقلات الاحتلال... وهذا الوعد حق وسينفذ طال الزمان أم قصر.
===============================
* امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف