الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عز الدين القسام ... عبد الله عزام في ذكرى الرحيل بقلم:د. محمد إبراهيم المدهون

تاريخ النشر : 2014-11-24
عز الدين القسام ... عبد الله عزام في  ذكرى الرحيل بقلم:د. محمد إبراهيم المدهون
  عز الدين القسام ... عبد الله عزام

في  ذكرى الرحيل

--------------? د. محمد إبراهيم المدهون

ينحني المجد أمام العمالقة، وتبقى أسماؤهم رايات خير وجهاد شامخة، تحرق وجوه الأعداء وتشيع الدفء والأنس في نفوس المستضعفين، يتراقص النور وينبعث الضياء من هذه النجوم الساطعة ... إنهم القدر الكوني لإعادة الروح إلى الجسد (قسام .. عزام ..) ... أهي مجرد أسماء عابرة ..!! بل هي جذور متأصلة في أعماق التاريخ الفلسطيني .. وشجرة كريمة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء .. إنها نماذج فريدة صنعت التاريخ، وعناوين ضخمة تضم آلافاً من الأبطال الذين عرفتهم ساحات الجهاد في فلسطين ...

نماذج صلبة تجمعها قواسم مشتركة .. رمز الخير والجهاد، هم الرصيد التاريخي لشعبنا في التحدي الشامخ كي تبقى الأمة مرفوعة الهامة، لقنوا الظالمين دروساً قاسية في أحراش يعبد، وساحات التحدي في فلسطين .. إنهم جزء من هذه الأرض .. منها كان نبتهم، ومن أجلها كان عطاؤهم واستشهادهم ..

تلك الشموع تجمعها قواسم مشتركة .. فهم شعلة واحدة في ساحة واحدة من روح واحدة، وتحت راية واحدة، فهم أغصان شجرة جذورها يمتد إلى النبوة المطهرة، وهم حلقة في سلسلة كبيرة، وهم زلزال صرخ في وجه الاحتلال الغاشم (لا) فكان البركان.. وهم دفعوا ثمناً دمهم ودموعهم ومالهم .. وهم قد أثبتوا أن الكف يمكن أن ينتصر على المخرز، وأن الصبر الجميل والجهاد الطويل يملك التصدي لقوى الباطل الجامحة، وهم النماذج الأروع والقدوة الأمثل التي حفرت لشعبنا مكانته اللائقة ومنزلته السامية .. يستحيل على الذاكرة أن تطمس النور الساطع من هذه السلسلة الخالدة، وأنوار الشهادة والشهداء تعبق ذكرهم وترفع أسماءهم .

تأتي ذكرى الرحيل للقامات الشامخة (عزالدين القسام وعبد الله عزام) هذا العام بنكهة حجارة السجيل وفي ظل الانتصار المبارك " وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً " [الفتح: 24]، لتؤكد أن الطريق الذي خاضه الشيخان الجليلان قد مهد لمدافعة كبيرة وإلحاق أذى بالمحتل عن طريق الخلاص الكامل والتحرير الشامل.

(الشيخ الشهيد عز الدين القسام)، فارس الكلمة والبندقية الذي أطلق الشرارة للجهاد في فلسطين الكرامة ضد المستعمرين واليهود ... الشيخ الورع المجاهد الذي نبت في قرية جبلة السورية، ورحل من سوريا بعد أن حاصر المحتلون، وفي فلسطين (الأقصى)، وتحديداً في (مسجد الاستقلال) بحيفا، حط رحاله وأعاد رفع الراية الجهادية، وأشعل الثورة بآيات القرآن وأحاديث النبوة لتكون الشحنة للرصاصة والقنبلة. ليمثل النموذج الأروع في تاريخ فلسطين للفداء والتضحية .. ورمزاً للوعي والإخلاص.

إن القسام نموذجاً فذاً، حارب الظلام في (سوريا) وحكم عليه بالإعدام، فيتجه شطر الجنوب ليحارب الظلام مرة أخرى في (فلسطين)، منطلقه الإيمان، ودافعه الإسلام .. امتشق القسام القرآن والبندقية وضمهما إلى صدره وهو يتمتم " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " [آل عمران : 169] .

أراد ألا يموت أبداً ... حيث الناس يموتون، فكان له ما أراد في أحراش يعبد (قضاء جنين)، قاد مسيرة الثوار، ورفض الخضوع للحصار، وأصر أن تبقى البندقية مشرعة، فكانت الشهادة في التاسع عشر من نوفمبر من العام ألف وتسعمائة وخمس وثلاثين ليبقى القسام علماً للجهاد المتواصل، ويواصل رجاله الثورة من بعده، ويشتعل إثر استشهاد القسام، وفي العام 1936 أشهر ثورة في التاريخ الفلسطيني... ولم يكن من قبيل العبث أو المصادفة أن يتسمى الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) (كتائب الشهيد عز الدين القسام) ليبقى هذا الاسم حياً بتواصل جهاد أحفاد القسام الذين يزينون صفحات المجد والعز والحرية بدمائهم وجهادهم...

من (جنين القسام) وتحديداً من قرية (سيلة الحارثية) إحدى قرى جبل النار، وهي قرية (الشهيد يوسف أبو درة) أحد قادة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م ولد (عبد الله عزام) في العام 1941 (علم الجهاد والمقاومة) الذي حاصر الجبن والخور وخلع الدنيا وامتشق البندقية، خاض غمار الحروب رافعاً راية الله عز وجل في كل مكان ...

وقد قيل أن لكل اسم من مسماه نصيباً، وهكذا كان (عزام) .. العزيمة والصدق .. خط للجيل طريقاً غُيب، وأنار للعلماء منارة مفقودة، وأقام الحجة على كل مسلم، وعلم الجمع أن شجرة الإسلام لا ترتوي إلا بالدم الطاهر الزكي، فقد كان درس استشهاده في 24/11/1989م، وحديث دمه أبلغ ما ترك للجيل .

عزام ظاهرة فريدة، فهو العالم والمربي والمجاهد، إنه مدرسة قرآنية، وهو الترجمة العملية لمدرسة الإخوان. لم يكن يخشَ في الله لومة لائم، فاعتلى صهوة الجهاد، ترك حياة التـرف، وانتقـل إلـى (قواعـد الشيــوخ) في الأردن والتـي شنـت هجمات عسكرية عدة على قوات الاحتلال الغاصب، حيث كان أميراً لقاعدة بيـت المقـدس، وخاض عدة عمليات ومعارك ضد جيش الاحتلال، فكانت (معركة الحزام الأخضر)، و(معركـة 5 حزيـران 1970)، وكان عبد الله عزام قائد الوحدة المنفذة، وقد استشهد فيها ثلاثة من الإخوان، ثم عملية (سيد قطب) .

ولمّا أغلقت أبواب الجهاد في فلسطين، وكان (د. عبد الله عزام) أستاذاً في الجامعة الأردنية انتقل للعمل في (الجامعة الإسلامية) في باكستان، وهناك عاود رحلة الجهاد عبر جبال أفغانستان، ولم يكن ذلك يشغله عن (فلسطين)، بل كان يرى أن إقامة دولة إسلامية حجر الأساس لتحرير (فلسطين)، فكان يقول لن يهدأ لنا بال، ولن يقر لنا قرار حتى نعود للجهاد في فلسطين . بل أنه أجرى اتصالات وساهم في إعادة تشكيل تنظيم المجاهدين، وتأسيس (حركة المقاومة الإسلامية - حماس)، وكتب كتابه (حماس الجذور التاريخية والميثاق)، وربما ذلك مما ساهم في اتخاذ قرار اغتياله على مستوى عالمي، حيث فُجرت سيارته وهو ينتقل مع ولديه (محمد وإبراهيم) لصلاة الجمعة، واستشهد الثلاثة، حيث ارتقى الجبل الشامخ بعد أن أفلحت قوى المكر والظلام في اغتياله بعد فشل محاولتين سابقتين (قد نال ما أراد) .

فقد كانت الشهادة أسمى أمانيه، وقد أكرمه الله بحفظ جسده رغم استخدام 20 كجم (تي. إن. تي)، وقد قذفه الانفجار بعد مترين، ووجد في استشهاده ساجداً، وظن أول من قدم للمكان أنه حي ويسجد شكراً لله، كما انبعثت منه (رائحة المسك) عبقت المكان، وانبعثت من أبنائه (رائحة الحناء) .

في الليلة الظلماء غابت الذروة الشماء وافتقد البدر الذي رحل، وهو يبني بيت الشموخ والكبرياء، ولم يكتمل البناء بعد، وها هي حلة قشيبة من الشهداء الذين نسجهم الشهيد (عبد الله عزام) بجهاده وعلمه وهو ينادي بأن (مقادير الرجال تبرز في ميدان النزال لا في منابر الأقوال)، ويهتف (أيها المسلمون حياتكم بالجهاد، وعزكم بالجهاد ووجودكم مرتبط ارتباطاً مصيرياً بالجهاد، يا أيها الدعاة لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم أسلحتكم يا دعاة الإسلام احرصوا على الموت توهب لكم الحياة، ولا تغرنكم الأماني، ويا علماء المسلمين تقدموا لقيادة الجيل الراجع إلى ربه، ولا تركنوا إلى الدنيا، وإياكم وموائد الطواغيت، فقد ضاعت بلاد المسلمين بقعة بقعة وتسلط على رقابنا الطغاة، وانتشر في أرضنا البغاة ونحن ننتظر .. فهل تتحركون لإنقاذ الأمة ... يا نساء المسلمين إياكن والترف فهو عدو الجهاد، وربين أبناءكن على الخشونة والرجولة والبطولة والجهاد، ولتكن بيوتكن عريناً للأسود وليست مزرعة للدجاج الذي يسمن ليذبحه الطواغيت ... ربين أبناءكن على نغمات القذائف ودوي المدافع وأزيز الرصاص، وهدير الطائرات والدبابات، وإياكن وأنغام الناعمين وموسيقى المترفين).

وقد قال الشاعر في حقه :

 

عهد من الله، عبد الله، قمت له

  عـزماً تشق عليه دربـك الوعـرا

لله درك عبـد الله مـن رجـل

  ضرب مضى ألجم الأهواء فانتصرا

شمـرت من عزتـه لله صادقة

  وخضت لجة من لم يعرف الحـذرا



رحل الشهيد (عبد الله عزام) بعد أن أسس مدرسة الجهاد والمقاومة، وأصبح معلماً بارزاً وركناً عتيداً في قلعة الجهاد والاستشهاد .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف