الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غًيِروكُم ..يا يرحمكم الله بقلم:م . يامن قديح

تاريخ النشر : 2014-11-24
غًيِروكُم ..يا يرحمكم الله بقلم:م . يامن قديح
كثيرا ما كتبت العديد من الصفحات السابقة التي ناقشت ظواهر متعددة طارئة أو متجذرة في مجتمعنا الفلسطيني، و أثرت لاحقا على حرق تلك الأوراق خشية أن تساهم في تعميق الخلاف المتأصل بحداثة التاريخ و ممثلي القوى الفاعلة في فلسطين بمختلف مسمياتهم ، و بالقدر ذاته من اختلافهم و تطرفهم في الاختلاف حد القطيعة و نبذ الأخر ، و تفريغ الفكر المخالف من محتواه الحضاري و حتى الإنساني .
ما أردت اليوم أن أكتب عنه هو - الفرقة و الخلاف و الشللية - كمفهوم طغى على فلسطين بشكل غريب ، فلم تعد الخلافات سياسية فقط ، أو فكرية ، وانما توسعت او أنها نمت بشكل كبير داخل مجتمعنا الفلسطيني بدرجة كبيرة و أضحت السمة الثابتة الوحيدة هي الانقسام و التقسيم ، فأصبحنا على مستوى الوطن مقسمين ، و على مستوى المحافظات مقسمين ، و على مستوى المحافظة الواحدة مقسمين تبعاً للاتجاهات و لبوصلة التفكير و الاختلاف شرقاً و غرباً شمالاً و جنوباً ، و داخل القرية الواحدة أضحى هناك عائلات ، و داخل كل عائلة هناك أفرع و داخل الأسرة الواحدة انقسام على مستوى الفرد ولا يهم ما هو مقياس القسمة تبعاً للإيمان أو الوطنية أو العلم ، فما يهم هو أن القسمة موجودة و مترسخة فكراً و فهماً ، و قد لا يروق للبعض أن يهدئ من روعه و يتحامل على نفسه ليخفف من الكبر الذي هو أساس هذه القسمة لتحلى بالتواضع و يجد القواسم المشتركة التي هي مفتاح أساسي لحل هذا المرض المستشري قديماً و المتغول حديثاً ليشوه جمالية الحياة الاجتماعية و الإنسانية بكافة أوجهها .
كم منا دفع ضريبة انتماءه لمسقط رأس ما أختاره و لا كان هذا المسقط سوى بقعة جغرافية قدمت المناضلين و الشهداء و المجاهدين و المفكرين الذين يكفون لعالمنا العربي كي يرفعوا رؤوسهم بهم عالياً ، و أضحى لعنة تلتصق بمن سقط رأسه فيه و ضحية لأمراض اجتماعية استشرت و غدت أساس تقسيمي معتمد و ختم جودة مفتقد للجميع .
ولا أريد أن أسرد النظرة التي يتطلع بها أصحاب كل مدينة في قطاع غزة وحده للمدن الأخرى و كيف أن هناك العديد من الخرافات التي لا ترتقي لتكون رواية تتكرر بين الأجيال عن كل منطقة و كل عائلة و كل حارة و حتى أصبح من السهل أن تجد لكل فرد في مجتمعنا لقب أنشأه اللمازون الهمازون النمامون .
كل هذا هو مجرد فكرة طرأت في خاطرتي كي أكتب عنها ، و لست مع تعداد قبائحها و عيوبها بالقدر الذي أخاطب فيه العقول الراقية التي ميز الله أصحابها بها لتميز الخبيث من الطيب ، و لتميز الصواب من الخطأ ، ألست أنت من تقرأ هذه الكلمات اليوم جزء من هذا المجتمع ، أليست هذه الظاهرة خطأ ، كل ما اريده منك ان تبدأ بغرس مفهوم الوحدة و التواضع و الاحترام في نفسك أولاً و في محيطك ثانياً ، كفانا لعناً للأجيال السابقة و الميراث السيئ مما توارثته مجتمعاتنا تباعاً و تكراراً على مدار العديد من العقود و تحت سطوة الاحتلال ، لتبدأ من نقطة الصفر في مواجهة مع ذاتك و مع أسرتك و أصدقائك و زملائك ، لتكن انت كلمة طيبة و فعلاً حسناً في فلسطين ، و لتعبر عن بلد الشهداء و الأسرى بسلوكك و لتكن أنت فلسطين تمشي على الأرض بكل كلمة و كل فعل .
قد تسخر من شخص طيب في هذا العالم أو تستغله أو تستثمر فرصك في اظهار المكر و الخداع و الضحك على الأخرين ، و قد يهزم هو بطيبته و أخلاقه شر هزيمة اما الشر الذي استشرى في داخلك ، فهل ارتقت مكانتك و هل ارتوت خصال الشر بداخلك ، و ثم ؟
حاول ان لا تجاري الأخرين بالرد على السيئ بسيئ ، فالأصل أنك أنسان طيب ، و ذو اطيب الخصال ، و لو أنك جاريتهم برد سيئهم بسيئ من باب الحق في الرد لجمعت مساوئهم كلها في شخصك أنت و لأصحبت في القاع المزدحم ، أرتقي بذاتك يرحمك الله .
لتعاهد نفسك الآن أنك انت الآن اللبنة الأولى في البناء و التغيير للأفضل ، التمس العذر للأخرين ، و كن طيباً ، متسامحاً ، و اترك كل ما من شأنه ان يعكر صفو مجتمعنا ، و لتكن مثالاً لابنك و لأخيك و لجارك و صديقك و زميلك ، لتتحلى بصفات الناجحين و القدوات الحسنة و المؤمنين الصالحين .
يرحمك الله .... كن كما تحب ان يتذكرك الناس .
م . يامن قديح
فلسطين – غزة
23-11-2014 م .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف