كثيرا ما كتبت العديد من الصفحات السابقة التي ناقشت ظواهر متعددة طارئة أو متجذرة في مجتمعنا الفلسطيني، و أثرت لاحقا على حرق تلك الأوراق خشية أن تساهم في تعميق الخلاف المتأصل بحداثة التاريخ و ممثلي القوى الفاعلة في فلسطين بمختلف مسمياتهم ، و بالقدر ذاته من اختلافهم و تطرفهم في الاختلاف حد القطيعة و نبذ الأخر ، و تفريغ الفكر المخالف من محتواه الحضاري و حتى الإنساني .
ما أردت اليوم أن أكتب عنه هو - الفرقة و الخلاف و الشللية - كمفهوم طغى على فلسطين بشكل غريب ، فلم تعد الخلافات سياسية فقط ، أو فكرية ، وانما توسعت او أنها نمت بشكل كبير داخل مجتمعنا الفلسطيني بدرجة كبيرة و أضحت السمة الثابتة الوحيدة هي الانقسام و التقسيم ، فأصبحنا على مستوى الوطن مقسمين ، و على مستوى المحافظات مقسمين ، و على مستوى المحافظة الواحدة مقسمين تبعاً للاتجاهات و لبوصلة التفكير و الاختلاف شرقاً و غرباً شمالاً و جنوباً ، و داخل القرية الواحدة أضحى هناك عائلات ، و داخل كل عائلة هناك أفرع و داخل الأسرة الواحدة انقسام على مستوى الفرد ولا يهم ما هو مقياس القسمة تبعاً للإيمان أو الوطنية أو العلم ، فما يهم هو أن القسمة موجودة و مترسخة فكراً و فهماً ، و قد لا يروق للبعض أن يهدئ من روعه و يتحامل على نفسه ليخفف من الكبر الذي هو أساس هذه القسمة لتحلى بالتواضع و يجد القواسم المشتركة التي هي مفتاح أساسي لحل هذا المرض المستشري قديماً و المتغول حديثاً ليشوه جمالية الحياة الاجتماعية و الإنسانية بكافة أوجهها .
كم منا دفع ضريبة انتماءه لمسقط رأس ما أختاره و لا كان هذا المسقط سوى بقعة جغرافية قدمت المناضلين و الشهداء و المجاهدين و المفكرين الذين يكفون لعالمنا العربي كي يرفعوا رؤوسهم بهم عالياً ، و أضحى لعنة تلتصق بمن سقط رأسه فيه و ضحية لأمراض اجتماعية استشرت و غدت أساس تقسيمي معتمد و ختم جودة مفتقد للجميع .
ولا أريد أن أسرد النظرة التي يتطلع بها أصحاب كل مدينة في قطاع غزة وحده للمدن الأخرى و كيف أن هناك العديد من الخرافات التي لا ترتقي لتكون رواية تتكرر بين الأجيال عن كل منطقة و كل عائلة و كل حارة و حتى أصبح من السهل أن تجد لكل فرد في مجتمعنا لقب أنشأه اللمازون الهمازون النمامون .
كل هذا هو مجرد فكرة طرأت في خاطرتي كي أكتب عنها ، و لست مع تعداد قبائحها و عيوبها بالقدر الذي أخاطب فيه العقول الراقية التي ميز الله أصحابها بها لتميز الخبيث من الطيب ، و لتميز الصواب من الخطأ ، ألست أنت من تقرأ هذه الكلمات اليوم جزء من هذا المجتمع ، أليست هذه الظاهرة خطأ ، كل ما اريده منك ان تبدأ بغرس مفهوم الوحدة و التواضع و الاحترام في نفسك أولاً و في محيطك ثانياً ، كفانا لعناً للأجيال السابقة و الميراث السيئ مما توارثته مجتمعاتنا تباعاً و تكراراً على مدار العديد من العقود و تحت سطوة الاحتلال ، لتبدأ من نقطة الصفر في مواجهة مع ذاتك و مع أسرتك و أصدقائك و زملائك ، لتكن انت كلمة طيبة و فعلاً حسناً في فلسطين ، و لتعبر عن بلد الشهداء و الأسرى بسلوكك و لتكن أنت فلسطين تمشي على الأرض بكل كلمة و كل فعل .
قد تسخر من شخص طيب في هذا العالم أو تستغله أو تستثمر فرصك في اظهار المكر و الخداع و الضحك على الأخرين ، و قد يهزم هو بطيبته و أخلاقه شر هزيمة اما الشر الذي استشرى في داخلك ، فهل ارتقت مكانتك و هل ارتوت خصال الشر بداخلك ، و ثم ؟
حاول ان لا تجاري الأخرين بالرد على السيئ بسيئ ، فالأصل أنك أنسان طيب ، و ذو اطيب الخصال ، و لو أنك جاريتهم برد سيئهم بسيئ من باب الحق في الرد لجمعت مساوئهم كلها في شخصك أنت و لأصحبت في القاع المزدحم ، أرتقي بذاتك يرحمك الله .
لتعاهد نفسك الآن أنك انت الآن اللبنة الأولى في البناء و التغيير للأفضل ، التمس العذر للأخرين ، و كن طيباً ، متسامحاً ، و اترك كل ما من شأنه ان يعكر صفو مجتمعنا ، و لتكن مثالاً لابنك و لأخيك و لجارك و صديقك و زميلك ، لتتحلى بصفات الناجحين و القدوات الحسنة و المؤمنين الصالحين .
يرحمك الله .... كن كما تحب ان يتذكرك الناس .
م . يامن قديح
فلسطين – غزة
23-11-2014 م .
ما أردت اليوم أن أكتب عنه هو - الفرقة و الخلاف و الشللية - كمفهوم طغى على فلسطين بشكل غريب ، فلم تعد الخلافات سياسية فقط ، أو فكرية ، وانما توسعت او أنها نمت بشكل كبير داخل مجتمعنا الفلسطيني بدرجة كبيرة و أضحت السمة الثابتة الوحيدة هي الانقسام و التقسيم ، فأصبحنا على مستوى الوطن مقسمين ، و على مستوى المحافظات مقسمين ، و على مستوى المحافظة الواحدة مقسمين تبعاً للاتجاهات و لبوصلة التفكير و الاختلاف شرقاً و غرباً شمالاً و جنوباً ، و داخل القرية الواحدة أضحى هناك عائلات ، و داخل كل عائلة هناك أفرع و داخل الأسرة الواحدة انقسام على مستوى الفرد ولا يهم ما هو مقياس القسمة تبعاً للإيمان أو الوطنية أو العلم ، فما يهم هو أن القسمة موجودة و مترسخة فكراً و فهماً ، و قد لا يروق للبعض أن يهدئ من روعه و يتحامل على نفسه ليخفف من الكبر الذي هو أساس هذه القسمة لتحلى بالتواضع و يجد القواسم المشتركة التي هي مفتاح أساسي لحل هذا المرض المستشري قديماً و المتغول حديثاً ليشوه جمالية الحياة الاجتماعية و الإنسانية بكافة أوجهها .
كم منا دفع ضريبة انتماءه لمسقط رأس ما أختاره و لا كان هذا المسقط سوى بقعة جغرافية قدمت المناضلين و الشهداء و المجاهدين و المفكرين الذين يكفون لعالمنا العربي كي يرفعوا رؤوسهم بهم عالياً ، و أضحى لعنة تلتصق بمن سقط رأسه فيه و ضحية لأمراض اجتماعية استشرت و غدت أساس تقسيمي معتمد و ختم جودة مفتقد للجميع .
ولا أريد أن أسرد النظرة التي يتطلع بها أصحاب كل مدينة في قطاع غزة وحده للمدن الأخرى و كيف أن هناك العديد من الخرافات التي لا ترتقي لتكون رواية تتكرر بين الأجيال عن كل منطقة و كل عائلة و كل حارة و حتى أصبح من السهل أن تجد لكل فرد في مجتمعنا لقب أنشأه اللمازون الهمازون النمامون .
كل هذا هو مجرد فكرة طرأت في خاطرتي كي أكتب عنها ، و لست مع تعداد قبائحها و عيوبها بالقدر الذي أخاطب فيه العقول الراقية التي ميز الله أصحابها بها لتميز الخبيث من الطيب ، و لتميز الصواب من الخطأ ، ألست أنت من تقرأ هذه الكلمات اليوم جزء من هذا المجتمع ، أليست هذه الظاهرة خطأ ، كل ما اريده منك ان تبدأ بغرس مفهوم الوحدة و التواضع و الاحترام في نفسك أولاً و في محيطك ثانياً ، كفانا لعناً للأجيال السابقة و الميراث السيئ مما توارثته مجتمعاتنا تباعاً و تكراراً على مدار العديد من العقود و تحت سطوة الاحتلال ، لتبدأ من نقطة الصفر في مواجهة مع ذاتك و مع أسرتك و أصدقائك و زملائك ، لتكن انت كلمة طيبة و فعلاً حسناً في فلسطين ، و لتعبر عن بلد الشهداء و الأسرى بسلوكك و لتكن أنت فلسطين تمشي على الأرض بكل كلمة و كل فعل .
قد تسخر من شخص طيب في هذا العالم أو تستغله أو تستثمر فرصك في اظهار المكر و الخداع و الضحك على الأخرين ، و قد يهزم هو بطيبته و أخلاقه شر هزيمة اما الشر الذي استشرى في داخلك ، فهل ارتقت مكانتك و هل ارتوت خصال الشر بداخلك ، و ثم ؟
حاول ان لا تجاري الأخرين بالرد على السيئ بسيئ ، فالأصل أنك أنسان طيب ، و ذو اطيب الخصال ، و لو أنك جاريتهم برد سيئهم بسيئ من باب الحق في الرد لجمعت مساوئهم كلها في شخصك أنت و لأصحبت في القاع المزدحم ، أرتقي بذاتك يرحمك الله .
لتعاهد نفسك الآن أنك انت الآن اللبنة الأولى في البناء و التغيير للأفضل ، التمس العذر للأخرين ، و كن طيباً ، متسامحاً ، و اترك كل ما من شأنه ان يعكر صفو مجتمعنا ، و لتكن مثالاً لابنك و لأخيك و لجارك و صديقك و زميلك ، لتتحلى بصفات الناجحين و القدوات الحسنة و المؤمنين الصالحين .
يرحمك الله .... كن كما تحب ان يتذكرك الناس .
م . يامن قديح
فلسطين – غزة
23-11-2014 م .