الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تلك السنين بقلم: عبد السلام عابد

تاريخ النشر : 2014-11-23
تلك السنين بقلم: عبد السلام عابد
تلك السنين
عبد السلام عابد
أهداني الأديب والمربي طارق عبد الكريم محمود مشكوراً نسخة من سيرته الذاتية التي تحمل عنوان: تلك السنين. وهو كتاب ضخم صدرت طبعته الأولى في نابلس، عام 2014م، ويقع في خمسمئة وتسع عشرة صفحة،سجل فيها أديبنا رحلته في هذه الحياة، وانطباعاته ومشاهداته وذكرياته وتجاربه التربوية والأدبية، وعلاقاته المتشابكة والحميمة مع بلدته ووطنه، وأفراد أسرته وأصدقائه ومعارفه وزملائه في العمل، والأماكن التي عاش فيها أو تلك التي زارها، وتركت أثاراً في ذاكرته الزاخرة بالأحداث الكبيرة والتفاصيل اليومية الصغيرة .
والحق أنني استمتعت أيما استمتاع، وأنا أتابع قراءة صفحات هذا الكتاب الذي ينتمي إلى لون مهم من ألوان الفنون النثرية الأدبية، ألا وهو فن السيرة الذاتية،التي يسجل فيها أديبنا طارق تجاربه الحياتية التي مر ّ بها، على امتداد اثنين وسبعين عاما ،ً منذ العام 1942م حتى العام 2014م ، وهذه الفترة شهدت أحداثاً جساما ً، ووقائع تاريخية هائلة،تركت آثارا ً عميقة على وطننا وشعبنا العربي الفلسطيني.
ففي هذه الفترة كانت فلسطين رازحة ً تحت الاحتلال البريطاني، فيما كانت المواجهات محتدمة بين المواطنين الفلسطينيين والمحتلين، وجرت أحداث النكبة، وتشريد الشعب،وانطلاقة الثورة عام 1965م، وهزيمة عام 1967م، والاحتلال الإسرائيلي، والانتفاضة الأولى عام 1987م، وإنشاء السلطة الوطنية عام 1994م، بمؤسساتها ووزاراتها.
هذه الفترة الزمنية الطويلة، كان أديبنا شاهدا ًحيا ً على أحداثها، ففي طفولته المبكرة يستذكر يوم استشهاد عمه الشاعر عبد الرحيم محمود في موقعة الشجرة، ويشاهد مظاهر النكبة، ومآسيها التي تجلت في هذه الجموع الهائمة من اللاجئين في بلدته عنبتا وغيرها من البلدان، وتتكرر المعاناة، ويجربها بنفسه بعد احتلال بلدته عام 1967م.
ويستذكر شاعرنا طارق محمود أيام دراسته في المدارس والمعهد، وفترة عمله الذهبية في مجال التعليم فبل العام 1967م، وبعد الاحتلال، وفي فترة استلام السلطة الوطنية لمسؤولياتها ، ويركز على تجاربه التربوية العميقة، وعلاقاته مع زملائه وطلابه، وطريقة تدريسه، لمادة اللغة العربية التي حببها للطلبة، وجعلها سهلة وشائقة وممتعة .
ولم ينسَ أديبنا طارق تجربته في مجال الشعر الذي سجّل فيه خلجات نفسه وأحاسيسه ومشاعره الصادقة والفياضة، تجاه مَن يُحب من أفراد أسرته، والشهداء، والتغني بجمال الطبيعة والوطن الفلسطيني الذي أفرد له مساحاتٍ واسعة في سيرته، وديوانه الشعري ( عندما تحلق الكلمات ) .
"تلك السنين" سيرة ذاتية شدتني على مدى أيام؛ لقراءتها دون سآمة أو ملل، ، ولعل ذلك راجع إلى العديد من الأسباب التي يمكن إيجازها فيما يلي :
- الأسلوب القصصي الشائق، والابتعاد عن المبالغة والتهويل.
- التدرج في السرد، ابتداء من الطفولة حتى الوقت الحاضر.
- الصراحة والصدق في التعبير عن مكنونات النفس، وما يختلج فيها من مشاعر.
- العاطفة والمشاعر الدافئة ولا سيما مع الجدين والزوجة والبنات والأبناء والأصدقاء.
- اللغة العربية السهلة، والخالية من التعقيد، والمعبرة عن المعاني، والخالية من الأخطاء اللغوية والنحوية .
- التعمق في معرفة الأحداث، والإفادة من تجربة الأديب في مجال التربية والتعليم .
- توثيق حكايات عن المكان والزمان والناس الذين عاشوا فيها.
وختاما ً، فإنني أقدم التحية والتقدير للمربي والأديب طارق عبد الكريم محمود الذي أحبّ مراحل حياته كلها، في الطفولة والصبا والنضج، والعمل في التعليم ، والزواج، والأبوة، والتقاعد،حيث يقول: ( والآن وأنا أخوض في بحر السبعينات، سأقنع نفسي في أن أحب عمري، مرددا ً قول الشاعر أحمد النجفي :
العمر للسبعين يمضي مسرعا ً
والروح واقفة على العشرين
وأخاطب هذا الذي يسمونه خريف العمر قائلا ًله ما قاله الشاعر:
يا أرذل العمر لا تعبر على جسدي
دعني أغيب وبي من عزتي ألَقُ
ومزيدا ً من العطاء يا أديبنا المبدع طارق عبد الكريم محمود .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف