مقال بعنوان " لا لن يضيع الوطن يا سيدي "
بقلم : خليل جياد ابو طعيمة
مررت أنا ومن معي علی ما تبقی من فلسطين ، فرأيت فيها العجب العجاب ، رأيت أخوين يتقاتلان علی سلطة مفلسة ، ومناصب وهمية ، وسمعت أيضا من أحدهم أن الكعبة لم تجمع بينهم ، فعجبت لأمرهم ، يا الله ألهذا الحد هو حجم الاختلاف بينهم عظيم ، لدرجة ان بيتك الحرام لم يوحدهم ، تأملت في نفسي قليلا وقلت لن يكون الحل الا بالمسجد الأقصى ، فهو أولی القبلتين ، ذهبت علی عجل هناك ، فمنعني احد الجنود بحجة الارهاب ، ثم نظرت اليه باستغراب ، وقلت له انا صاحب هذه الارض : فنظر الي وقد اقتربا حاجباه من بعضهما ، وقال :أنت ، ومن أنت ؛ قلت له انا الأرض المغتصبة واسأل آبائك ، أجدادي هنا وليس كأجدادك ، أنا غصن الزيتون الأخضر ، أنا صاحب هذا المسجد ، أنا الطفل الذي قتلتموني في بطن أمي واسأل سيدك شارون الملعون ، أنا البيت الذي هدمتموه فوق رؤوس من سكنوه ، أنا العائلة التي ذهبت بأكملها الى حياة أخری بإرهابكم ، وقتها لا أعلم ماذا حدث سوی أنني قابع في زنزانة مظلمة وقد أصبحت أسيرا ، ورجعت بذهني الی الوراء قليلا ، فما زالت عينيه الغاضبتين تدور أمامي ، تأملت هذا الموقف وسألت نفسي : هل أنا أخطأت حقا ، وجئت هنا لكي أسلب منه وطنه ، أم هو وطني فعلا كما علموني في مدرستي ، لقد كنا نرددها دائما ، موطني موطني ، ااااه والف ااه يا موطني ، لقد وقعت في حيرة من أمري ، فان كان هذا ليس موطني ،فأين هو موطني ، أريد ان اعيش بسلام ، فلقد سئمت حياة الحروب ، فالحرب يا عزيزي ، ليست كلمة تقال ، ولك ان تتخيل معي ، عندما تری ام تجمع اشلاء اطفالها تحت انقاض بيتهم المدمر ، تأملوا معي في مستقبل طفل لم يبلغ العاشرة من عمره وقد اصبح وحيدا ، هل عليه ان ينقش الصخر ليرسم صورة سلاح يأخد بها حق امه المسلوب ، درسنا : رصاصة غدر طالتنا ، ذهبنا: صاروخا قطعنا اشلاء ، ضحكنا: الرعب في كل مكان يجول بيننا ، خرجنا: شخص باع ضميره فنال منا ، حرب تلو أخری تسلب منا أغلی ما نملك فها أنا قد أصبحت أسيرا ، ولم ينفعني احد ، أيعقل ان يترك الأخوين المناصب ويأتوا ليساعدونني ، لا أضن ، فهم نائمون في سباتهم العميق ، ولأنني سمعت عن ذاك انه قد بقي في الاسر ما يزيد عن ثلاثون عاما ، فأخدت غفوة وفيها رأيت ، بعضا من وزراء موطني ، لقد طلبت منهم المساعدة ، فلم يسمعني احد ، فهذا مشغول بشركته ، وذاك يراقب الأسهم والاخر ليس موجود ، سألتهم متی سيعود ؛ أخبروني انه ذهب في رحلة ترفيهية الی فرنسا ، أعانهم الله جميعا ، ثم أفقت من هذا الكابوس فأنا لا اريد ان اراهم حتی في أحلامي ، فكلهم كاذبون ، ووجدت مذياعا قديما بجانبي ، فتحته وأخدت أقلب عليه ربما أسمع شيئا أفهم منه ما الذي يحدث حولي ، كان كله ضوضاء ، وفجأة سمعت صوتا ناعما يقول : هنا صوت اسرائيل : أصغيت اليه جيدا و أخد يردد : لقد اعتقلت قواتنا 5 ارهابيات ، و20 مخربا ، وأعادت السلطة 4 مواطنين أضلتهم الطريق في شوارع رام الله ، لقد انزعجت كثيرا ، ياالله كيف يرجعوهم ونحن هنا بالأسر ، هم ارجعوهم الی أهلهم ونحن من سيرجعنا ، ومن شدة همي لم اتمالك نفسي ، وذهبت في نوم عميق ، بعد حقبة من الزمن خرجت من الأسر ، وكانت تدور بذهني أشياء كثيرة أريد ان أفعلها ، أولها : أن أذهب الی عاصمتي وأصلي في مسجدها ، فذهبت وياليتني لم أذهب ، كنت احفظ طريقي جيدا فهي لا تتجاوز الواحد الكيلو متر ، أصبحت طريق جديدة بطول أربعة كيلو مترات ، وفيها أربعة حواجز ، وعند كل حاجز انتظرت أربعة ساعات ، وحين وصلت ، أخبروني ان المسجد قد أغلق بدواع أمنية ، صعقت عندما سمعت هذا ، فكيف لهم ان يفعلو ذلك ، انه الأقصى أولی القبلتين وثالث الحرمين ، فهذا المسجد لا يغلق ، أين ذهب المسلمون والعرب ، كيف لنخوتهم ان تسمح لهم بذلك وماذا فعل زعيمنا ووزرائنا وحكامنا ، هل أشعلوها ثورة أم قامت الحرب أم قطعوا العلاقات وأغلقو السفارات ، ام اكتفوا بتنكيس الأعلام فقط ، وسمعت صوت عجوز يناديني من تحت شجرة قريبة يقول ، يا ليتهم نكسوا الأعلام ، فهم لم يفعلو ذلك أيضا ، لقد ضااااع الوطن يا سيدي ، ثم قلت له بصوت عال ، لااااا لن يضيع الوطن يا سيدي ، ثم رددنا انا ومن حولي لا لن يضيع الوطن يا سيدي ولأني كنت قائدهم لا أعلم من أين أتتني رصاصة غادرة ، وسقطت شهيدا ... وأنا أرددها .. لا لن يضيع الوطن يا سيدي
بقلم : خليل جياد ابو طعيمة
مررت أنا ومن معي علی ما تبقی من فلسطين ، فرأيت فيها العجب العجاب ، رأيت أخوين يتقاتلان علی سلطة مفلسة ، ومناصب وهمية ، وسمعت أيضا من أحدهم أن الكعبة لم تجمع بينهم ، فعجبت لأمرهم ، يا الله ألهذا الحد هو حجم الاختلاف بينهم عظيم ، لدرجة ان بيتك الحرام لم يوحدهم ، تأملت في نفسي قليلا وقلت لن يكون الحل الا بالمسجد الأقصى ، فهو أولی القبلتين ، ذهبت علی عجل هناك ، فمنعني احد الجنود بحجة الارهاب ، ثم نظرت اليه باستغراب ، وقلت له انا صاحب هذه الارض : فنظر الي وقد اقتربا حاجباه من بعضهما ، وقال :أنت ، ومن أنت ؛ قلت له انا الأرض المغتصبة واسأل آبائك ، أجدادي هنا وليس كأجدادك ، أنا غصن الزيتون الأخضر ، أنا صاحب هذا المسجد ، أنا الطفل الذي قتلتموني في بطن أمي واسأل سيدك شارون الملعون ، أنا البيت الذي هدمتموه فوق رؤوس من سكنوه ، أنا العائلة التي ذهبت بأكملها الى حياة أخری بإرهابكم ، وقتها لا أعلم ماذا حدث سوی أنني قابع في زنزانة مظلمة وقد أصبحت أسيرا ، ورجعت بذهني الی الوراء قليلا ، فما زالت عينيه الغاضبتين تدور أمامي ، تأملت هذا الموقف وسألت نفسي : هل أنا أخطأت حقا ، وجئت هنا لكي أسلب منه وطنه ، أم هو وطني فعلا كما علموني في مدرستي ، لقد كنا نرددها دائما ، موطني موطني ، ااااه والف ااه يا موطني ، لقد وقعت في حيرة من أمري ، فان كان هذا ليس موطني ،فأين هو موطني ، أريد ان اعيش بسلام ، فلقد سئمت حياة الحروب ، فالحرب يا عزيزي ، ليست كلمة تقال ، ولك ان تتخيل معي ، عندما تری ام تجمع اشلاء اطفالها تحت انقاض بيتهم المدمر ، تأملوا معي في مستقبل طفل لم يبلغ العاشرة من عمره وقد اصبح وحيدا ، هل عليه ان ينقش الصخر ليرسم صورة سلاح يأخد بها حق امه المسلوب ، درسنا : رصاصة غدر طالتنا ، ذهبنا: صاروخا قطعنا اشلاء ، ضحكنا: الرعب في كل مكان يجول بيننا ، خرجنا: شخص باع ضميره فنال منا ، حرب تلو أخری تسلب منا أغلی ما نملك فها أنا قد أصبحت أسيرا ، ولم ينفعني احد ، أيعقل ان يترك الأخوين المناصب ويأتوا ليساعدونني ، لا أضن ، فهم نائمون في سباتهم العميق ، ولأنني سمعت عن ذاك انه قد بقي في الاسر ما يزيد عن ثلاثون عاما ، فأخدت غفوة وفيها رأيت ، بعضا من وزراء موطني ، لقد طلبت منهم المساعدة ، فلم يسمعني احد ، فهذا مشغول بشركته ، وذاك يراقب الأسهم والاخر ليس موجود ، سألتهم متی سيعود ؛ أخبروني انه ذهب في رحلة ترفيهية الی فرنسا ، أعانهم الله جميعا ، ثم أفقت من هذا الكابوس فأنا لا اريد ان اراهم حتی في أحلامي ، فكلهم كاذبون ، ووجدت مذياعا قديما بجانبي ، فتحته وأخدت أقلب عليه ربما أسمع شيئا أفهم منه ما الذي يحدث حولي ، كان كله ضوضاء ، وفجأة سمعت صوتا ناعما يقول : هنا صوت اسرائيل : أصغيت اليه جيدا و أخد يردد : لقد اعتقلت قواتنا 5 ارهابيات ، و20 مخربا ، وأعادت السلطة 4 مواطنين أضلتهم الطريق في شوارع رام الله ، لقد انزعجت كثيرا ، ياالله كيف يرجعوهم ونحن هنا بالأسر ، هم ارجعوهم الی أهلهم ونحن من سيرجعنا ، ومن شدة همي لم اتمالك نفسي ، وذهبت في نوم عميق ، بعد حقبة من الزمن خرجت من الأسر ، وكانت تدور بذهني أشياء كثيرة أريد ان أفعلها ، أولها : أن أذهب الی عاصمتي وأصلي في مسجدها ، فذهبت وياليتني لم أذهب ، كنت احفظ طريقي جيدا فهي لا تتجاوز الواحد الكيلو متر ، أصبحت طريق جديدة بطول أربعة كيلو مترات ، وفيها أربعة حواجز ، وعند كل حاجز انتظرت أربعة ساعات ، وحين وصلت ، أخبروني ان المسجد قد أغلق بدواع أمنية ، صعقت عندما سمعت هذا ، فكيف لهم ان يفعلو ذلك ، انه الأقصى أولی القبلتين وثالث الحرمين ، فهذا المسجد لا يغلق ، أين ذهب المسلمون والعرب ، كيف لنخوتهم ان تسمح لهم بذلك وماذا فعل زعيمنا ووزرائنا وحكامنا ، هل أشعلوها ثورة أم قامت الحرب أم قطعوا العلاقات وأغلقو السفارات ، ام اكتفوا بتنكيس الأعلام فقط ، وسمعت صوت عجوز يناديني من تحت شجرة قريبة يقول ، يا ليتهم نكسوا الأعلام ، فهم لم يفعلو ذلك أيضا ، لقد ضااااع الوطن يا سيدي ، ثم قلت له بصوت عال ، لااااا لن يضيع الوطن يا سيدي ، ثم رددنا انا ومن حولي لا لن يضيع الوطن يا سيدي ولأني كنت قائدهم لا أعلم من أين أتتني رصاصة غادرة ، وسقطت شهيدا ... وأنا أرددها .. لا لن يضيع الوطن يا سيدي